أسماء بنت راشد الرويشد : ذكرت في المقال الماضي: “الانحراف بضغطة زر”، أن الانترنت هو أحد أهم أسباب الانحراف العاطفي للشباب والفتيات، وبالتأكيد فإن هناك أسباباً كثيرة أخرى ساهمت وبشكل
أولاً : ما هو العفاف ؟ قال ابن منظور : العفة : الكف عما لا يحل ويجمل ، والعفة أيضاً : النزاهة ، والعفاف الكف عن الحرام . هذا في اللغة . أما في الاصطلاح : قال الراغب : العفة : حصول حالة في النفس
فإن أكثر ما تدخل المعاصي على العبد منه هو نظراته ولحظاته، والنظرة هي رائدة الشهوة ورسولها، ومن أطلق بصره أورد نفسه موارد الهلكات، فغضُّ البصر أصل حفظ الفرج، قال تعالى: ﴿قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ
وذلك أن الانحرافات الجنسية لا تقتصر آثارها على الفرد، بل تتجاوز ذلك إلى المجتمع عبر متواليات، ابتداءً من تأثر الزوجة بالانفصال، فالأولاد بالضياع، ثم الأسرة بالتفكك، ثم تأثير الشركاء ( ذكورًا
حيث الضياع والقلق والدمار الذي سيصيب الفرد ومن ثم المجتمع، إذا شاعت فيه الفاحشة كما ورد في الحديث: «وما تشيع الفاحشة في قوم قط إلا عمّهم الله بالبلاء»([1]). إن الفوضى الجنسية التي امتازت بها كثير
قال رسول الله ﷺ: «لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا»([1]). هذه هي العقوبة الربانية لأولئك المترفين، صدقت يا رسول الله،
قال عبدالله بن عباس([1]): «إن للسيئة لسوادًا في الوجه، وظلمةً في القلب، ووهنًا في البدن، ونقصًا في الرزق، وبُغضة في قلوب الخلق»، ولا شك أن التوازن بين المتطلبات المتعددة للجسم الإنساني هو سبب
وثاني هذه الآثار، وهو أخطرها، أن يُـسلب من المؤمن إيمانه، فيرفع من قلبه عندما ينحرف وتستعبده شهوته، قال تعالى: ﴿ أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا
خلق الله الإنسان في أحسن تقويم وأكرمه سبحانه وسوّاه فعدله، وأودع فيه من الغرائز والنوازع والعقل والروح ما فضّله على كثير من خلقه، فكان وسطًا بين الملائكيةِ والبهيمية، بين العقل التام والسمو