القواعـد العلاجيـة للانحرافات الجنسية| العلاج من آفات الفضائيات
تقع على رب الأسرة رجلاً كان أو امرأة مسؤولية عظيمة في درء الفتنة عن أفراد الأسرة من وباء الفضائيات الخليعة والماجنة «كلكم راعٍ وكلكم مسؤولٌ عن رعيته»([1]) كما أخبر المصطفى ﷺ، ويجب على أولياء الأمور أن لا ينخدعوا بزيف الثقافة الغربية بالتعامل وفقًا لمبدأ الحرية الشخصية الكاملة للأبناء، فهم الذين يقررون ماذا يريدون أن يشاهدوا ؟ فهذا المبدأ أذاق الغرب اليوم الويلات، كما أنه يعارض المبدأ الشرعي وهو مسؤولية كل راع عما استرعاه الله عنده، ومن تمام المسؤولية أن يسعى رب الأسرة كما يسعى الفرد نفسه لدرء أبواب الفتنة عن نفسه وأهل بيته، وذلك عن طريق:
- غرس حب الفضيلة وكره الرذيلة لدى أفراد الأسرة، وغرس «التقوى» و«مراقبة الله تعالى» و «الحياء من الله» في نفوسهم، فهي من أسس التربية وأساليب الوقاية، كما أشرنا في الفصول السابقة.
- توعية أفراد الأسرة لمخططات أعداء الأمة عربًا كانوا أم أجانب في نشر الفساد الأخلاقي والميوعة والانحلال كوسيلة لإضعاف الأمة وتدمير أخلاق الشباب وصرفهم عن التحصيل الدراسي والبناء الأخلاقي.
- الوسيلة العملية الفاعلة هي منع وحجب القنوات الفضائية الداعية للانحلال والمملوءة بالأغاني الهابطة والرقصات الخليعة والأفلام الداعرة، فلا يستقيم عقلاً ولا شرعًا أن يشكو رب الأسرة من تلك القنوات وما تعرضه من آفات، وهو بمحض إرادته قد سمح بوجودها في جهاز الاستقبال، ويمكنه ــ وبكل سهولة ــ أن يحجبها ويلغيها من الجهاز، ويؤمن نفسه وأهله من وجودها، وفي القنوات الفضائية الإسلامية والوثائقية والعلمية والثقافية ما يغني ويفيد.
- تنظيم أوقات المشاهدة للقنوات أمر هام (القنوات المأمونة) لا سيّما في أوقات الدراسة والمذاكرة، وذلك للتقليل من الأوقات التي يقضيها أفراد الأسرة أمام شاشات التلفاز.
- الامتناع تمامًا عن السماح بوجود أجهزة تلفاز وأجهزة استقبال الفضائيات في الغرف الخاصة بأفراد الأسرة فهذا باب شر وإفساد.
وهنا ينبغي أن يستشعر رب الأسرة مسؤوليته، ويحكم العقل قبل العاطفة.