أهم خمس نصائح لكيفية التأديب في العصر الرقمي الحديث – علاج إدمان الإباحية





المعنى الحرفي لكلمة  “تأديب”  هو التدريب على السلوك السليم حينما يكون الأمر متعلقًا بالمواد الإباحية. التأديب هو التدريب المتضمّن السلوك الآمن، فجميعنا يريد لأطفاله الأمان، ولكن كيف لنا أن نحقّق الأمان لأطفالنا في عصر التكنولوجيا الرقمية؟

هناك خمس خطوات لتحقيق التأديب الناجح في عصر التكنولوجيا الرقمية:

كشف علم الوقاية عن خمس خطوات لمساعدة الأطفال في تجنُّب السلوكيات الضارة مثل استخدام المواد الإباحية، وسوف تساعدنا هذه الخطوات في معرفة شكل التأديب الفعال.

1-بناء الرابطة بين الوالدين والطفل.

أول خطوة  لمنع الإباحية هي تطوير علاقة قوية بين الوالدين والطفل؛ لأن معظمنا يعلم أن التأديب في غياب الرابطة القوية بين الوالدين والطفل سوف يأتي بنتائج عكسية.

لذلك وقبل أن نحاول تصنيع تكنولوجيا آمنة يجب أن نبني أساسا قويا للعلاقة الأسرية الوثيقة، بدون هذا الرباط من المحتمل أن يتمرد أطفالنا ضد توجيهاتنا بدلا من اتباعها.

2-وضع حدود واضحة.

نريد أن نوضح  توقعاتنا عن ما يفعله وما لا يفعله أطفالنا وهذا يشمل:

وضع حدود لوقت الشاشة.

تحديد أماكن استخدام الأجهزة في المنزل.

مناقشة نوع  المحتوى المسموح به.

يمكننا أيضا أن نضع التوقعات التي نتحدّث فيها عن شعورنا عندما نشعر بالقلق والكشف عن الأوقات التي نرى فيها محتوى جنسيا. من العدل لأطفالنا أن نكون واضحين جدا بشأن ما نتوقع منهم فعله.

معلومة عن الحدود: لا تحمل الأطفال الكثير من الحدود الجديدة مرة واحدة حتى في حالة اعتقادنا أنها ستحمي أطفالنا. يمكن أن نُقدّم واحدا أو اثنين في مرّة، ثم نترك وقتا بينهم ليعتادواعلى القواعد الجديدة، على الرغم من أننا قد نشعر بفقدان الأمل في حماية أطفالنا لكنهم عادة سوف يكونون قادرين على تذكر بعض القواعد الجديدة في وقت ما .

3-مراقبة السلوك.

يجب أن نعلم ما يفعله أطفالنا على شبكة الإنترنت وخارجها. الوسائط الرقمية ليست الوسيلة الوحيدة التي يمكن أن يتعرض أطفالنا من خلالها للمحتوى الجنسي، المحتوى غير المناسب قد يكون في مجلة أو مزحة جنسية يخبرها الأطفال لبعضهم.

بالتأكيد نحن نحتاج لمعرفة ما يفعله أطفالنا بالوسائط المتعددة:

الجوانب المراد مراقبتها:

-العروض التي يشاهدونها.

-ألعاب الفيديو التي يلعبونها.

-الموسيقى التي يستمعون إليها.

-ما يفعلونه خلال أي موقع تواصل اجتماعي يمكن الوصول إليه.

من المهم إجراء المحادثات مع أطفالك عن هذه الأشياء.

فقد يكون من الصعب مراقبة ما يفعله طفلك على الوسائط المتعددة. يقدم بارك أداة رائعة لمساعدة الآباء في المراقبة والتنقية.

4-فرض العواقب.

عندما لا نطبق الحدود سيبدو الأمر لأطفالنا أنه لا يوجد حدود على الإطلاق، فالحدود بدون عواقب تشعر كأنها اقتراحات أكثر من قواعد، تحقيق العواقب هو القوة وراء التأديب. وسوف نناقش كيفية فعل هذا بطريقة فعالة بعد لحظات.

5-إعطاء الدعم الإيجابي.

من المهم إعطاء ملاحظات إيجابية عندما يتصرف أطفالنا بشكل مناسب. على سبيل المثال، يجب أن نحمد فعل الطفل عندما ينظر بعيدا حينما يظهر شيئا غير محتشم في عرض ما. أو عندما يخبرونا بأنهم تعرضوا لمواد إباحية علينا أن نشكرهم؛ لأنهم أخبرونا بذلك. وفي أي وقت نريد أطفالنا تكرار هذا التصرف علينا أن نمدح هذا السلوك

 

.

المعاقبة والعواقب

عندما أسمع كلمة “تأديب” أفكر دائما في العواقب عندما تكسر القواعد، يجب أن أضع نصب عيني أن العواقب تختلف عن المعاقبة، المعاقبة ليست فعالة في منع حدوث كسر للقواعد في المستقبل من قبل أطفالنا.

المعاقبة:

المعاقبة هي عندما نتسبب في نوعا من الآلم عند كسر قاعدة وفي معظم الحالات يكون الألم عاطفيا وليس جسديا كاستبعاد شيء يحبه الطفل بشدة، في المعاقبة لا يرتبط الألم بالعنف على سبيل المثال إذا أمسكنا بطفلنا يشاهد محتوى جنسيا وحده، فالعقاب قد يكون منعه من قضاء الوقت مع أصدقائه ففي هذا المثال التواجد مع الأصدقاء لا علاقة له بخرق الطفل للقاعدة، فهذا يعتبر معاقبة وليست عاقبة، هذه الطريقة بالنسبة لأطفالنا يمكن أن تشعرهم بالذل، وهذا يضر ببناء الرابطة بين الوالدين والطفل، وهذه ليست النتيجة التي نريدها.

العواقب:

تهدف العواقب إلى الحماية وليس إلحاق الألم فإذا اتصل طفلنا بمحتوى جنسي على جهاز ما، يجب علينا حمايته بأخذ الجهاز بعيدا عنه أو منعه من الاتصال به. في هذا المثال تتعلق العواقب بالحد المخترق مباشرة، فيمكن لأطفالنا فهم هذا حتى وإن كرهوه.

الانضباط يزيد من التحكم في النفس:

هناك جانب آخر للتأديب بجانب فرض الحدود، فإذا كان التأديب يعني التدريب على ضمان السلوك الآمن فيجب أن يشمل أيضا مساعدتنا لأطفالنا ليكونوا أفضل في فعل الشيء الصحيح، فكما نعلم جميعا فعل الشيء الصحيح لا يعني دائما فعل ما نتمنى أن نفعله.

هناك طريقة واحدة لنساعد أطفالنا؛ لكي يكونوا أكثر ميلا إلى فعل الشيء الصحيح،  وهو أن نعلمهم “لماذا نضع الحدود؟

فعندما نخبر الطفل أنه لا يمكنه فعل شيء ما سيجعله أكثر فضولا..

فعندما نخبر الأطفال لماذا يميلون أكثر إلى تجنب المواقف الضارة، على الأقل سيذهبون إلى الموقف وهم يعلمون لماذا توجد هناك حدود.

هذا هو سبب أهمية تعليم أطفالنا عن أضرار المواد الإباحية بدلا من إخبارهم أنها سيئة .

هناك طريقة أخرى لزيادة ضبط النفس وهي إطالة الوقت الذي نجعل فيه أطفالنا ينتظرون شيئا يريدونه.

يعمل العصر الرقمي الذي نشأ فيه أطفالنا على إمكانية الحصول على أي شيء يريدونه في الحال.

فبدلا من إعطاء أطفالنا الأشياء التي يريدونها مباشرة، يمكننا أن نجعلهم يعملون من أجل كسبها أو ينتظرون حتى تأتي مناسبة خاصة لإعطائهم هذا الشئ كهدية.

هل أردت التحدث إلى أطفالك عن الإباحية لكن لا تعلم ماذا تقول؟  لقد شعرت بهذا لبعض الوقت ووجدت الحل في النهاية وهو أني أرشح كتاب: “صور جيدة وصور سيئة” بشدة لجميع الناس والآباء والأمهات الذين يعانون مع أطفالهم

 

.

الخطوات التالية للوالدين:

فيما يلي بعض الأسئلة للآباء لفهم نقاط الضعف والقوة في التأديب، كما تحدد الأشياء التي يمكن العمل عليها في أسرتك كما أقترح عليك اختيار واحد تلو الآخر:

-هل وضعنا حدودا واضحة لعائلتنا؟ ربما يكون لديك محادثات عائلية حول هذا: اسأل أطفالك عن الحدود التي ينبغي أن توضع، فلربما يفاجئونك بوضع حدود أقوى من التي ستضعها.

-هل نعلم ما يفعله أطفالنا خارج الإنترنت؟ اسأل أطفالك عما يتحدث عنه وما يفعله أصدقاؤهم. يمكنك مشاركة بعض الأشياء غير اللائقة التي قالها وفعلها أصدقاؤنا في طفولتنا؛ لإثبات أنه لا بأس في أن نكون صادقين.

-هل نعلم ما يفعله أطفالنا على الإنترنت؟  اسأل أطفالك ما الذي يشاهدونه على الإنترنت، وما الموسيقى التي يستمعون إليها، وما العروض التي يشاهدونها، إذا أخبروك بشيء أزعجك بدلا من درس ما. يمكنك أن تسألهم عن المحتوى الذي يتفاعلون معه  وربما تسألهم.

– ما هي عواقب انتهاك الحدود التي وضعناها؟  يمكن للآباء إشراك أطفالهم بسؤالهم عن أفكارهم. ما هي العواقب التي تحمي بدلا من إلحاق الألم فقط؟

– ما الذي يفعله أطفالنا بالفعل من أمر جيد يمكن أن نمدحهم عليه؟ هل هناك ما يمكننا فعله لإظهار تقديرنا لاتباعهم القواعد؟ وكيف يمكننا إخبارهم أننا نلاحظ سلوكهم الصحي؟

التأديب أمر مطلوب حقا في منازلنا في العصر الرقمي، ولا يجب علينا أن نخشى عندما نفهم أن التأديب ليس عقابا بل هو حماية وتدريب، تغير طريقة تفكيرنا وشرحها لأطفالنا يمكن أن يحدث فرقا كبيرا، تذكر أن التغيير لا يجب أن يحدث كله في مرة واحدة، فقط اختر شيئا واحدا في كل مرة.

المصدر

ترجمة: محمد سعيد

مراجعة: محمد حسونة










Source link