المقصود بالشبق الجنسي.. الأسباب والعلاج
ما هو المقصود بالشبق الجنسي عند الرجال، وما هي أسبابه؟ هل هو خلقة طبيعية في الإنسان؟ أم سببه يعود إلى التحرش الجنسي للطفل منذ الصغر؟ هل له علاج أو وصفات طبيعية؟ وإذا كان له علاج هل له ضرر على مدى الأيام؟ و ما هي آثار الشبق السلبية ونتائجه ومضاعفاته على الشخص المصاب به؟ وهل يجوز للفتاة أن تتزوج من شخص مصاب بالشبق؟ أم إن ذلك قد يضرها من حيث العلاقة الزوجية والجماع، لأن الجماع قد يكون فوق طاقتها وبكثرة بالغة؟ وهل إذا تأخر زواج الشخص المصاب بالشبق له علاقة بوقوعه في الزنا؟ أفيدوني جزاكم الله خيراً بدقة.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Rasem حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
بالطبع يكون للطبيب النفسي المعرفة الكاملة بمثل هذه الأمراض والتي منها ما يسمى بالشبق الجنسي لدى الرجل أو المرأة، والذي يكون فيه زيادة للرغبة الجنسية والشهوة الجنسية للشخص بمعدلات أكبر من الحد الطبيعي، مما قد يؤدي بالرجل إلى احتقان بالبروستاتا والتهابات في الجهاز التناسلي وألم في الخصية أو الشرج نتيجة الممارسة المفرطة للجنس.
وعن الأسباب والعلاج وتأثير ذلك على الشريك الآخر أفضل عرض الاستشارة على الطبيب النفسي.
والله المستعان.
—————————————
انتهت إجابة الدكتور إبراهيم زهران استشاري الأمراض الجلدية والتناسلية، تليها إجابة الشيخ أحمد مجيد هنداوي المستشار الشرعي:
فأما عن سؤالك الكريم فظاهر منه أنك تقدم إليك بعض الرجال ممن هم مصابون بهذا المرض، أو أن ذلك يخص بعض من يهمُّك أمرهم، ولذلك فسيكون الكلام عن الجواب المباشر لأسئلتك الكريمة عن الشبق ثم عن الحكم الشرعي الذي طلبت معرفته، ثم بعد ذلك عن النصيحة الخاصة في كيفية التعامل مع هذا الأمر، وهو تقدم من هو مصاب بمثل هذا المرض لفتاة من الفتيات الطبيعيات.
أما عن الشبق فهو شدة الشهوة والرغبة في الجماع، وهذه الشدة تكون شدة مفرطة، أي أنها فوق الحد الطبيعي، وبهذا اعتبر الشبق مرضاً من الأمراض لأنه يخرج الإنسان عن الحد المعتدل إلى الحد المرَضي ويتأثر به كما سيأتي إن شاء الله تعالى في الكلام.
فالشبق إذن هو شدة الشهوة إلى الجماع وطلبها بكثرة بصورة يتأذى الإنسان إن لم يحصلها، وهذا يكون في الرجال وفي النساء، فتفسير الشبق هو نفس التفسير في الرجال والنساء سواءٌ بسواءٍ.
وأما عن أسبابه فإن أسبابه متعددة ويمكن حصرها إجمالاً بأربعة أسباب عامة فالأول:
1- أسباب عضوية: وذلك بحصول زيادة في إفراز الهرمونات التي تفرزها الخصيتان، فيؤدي ذلك إلى شدة الشهوة وطلب الجماع بكثرة تزيد عن الحد المعتدل.
2- أسباب عرضية: وتتعلق بأصل الخلقة وذلك كعدم الختان، فإن الجلدة التي تغطي رأس الذكر إذا لم يتم إزالتها بالختان المشروع فإنها قد تسبب احتكاكاً بالذكر، وهذا الاحتكاك يؤدي إلى إثارة العضو وتحصيل شيء من التهييج في هذا المحل، فيؤدي ذلك إلى حدوث الشهوة والتحرك المستمر، لاسيما وأنه قد تتجمع الأوساخ التي تكون في هذا المحل، فتسبب الهرش في محل الذكر ورأسه، ومضموماً إلى ذلك: ما يمكن أن يبقى من البول بعد قضاء الحاجة؛ فكل ذلك يجتمع فيسبب أسباباً تزيد من احتكاك الذكر وحصول التهيج فيه، فيؤدي ذلك إلى زيادة طلب الجماع بصورة غير عادية..
ومن الأسباب أن يكون الغطاء الذي يغطي الذكر – وهو الجلدة التي تكون فوقه – ضيقة بحيث يحصل احتكاك بعد ذلك فيؤدي هذا إلى حصول تهيج في المحل.
3- أسباب تتعلق بأنواع الأطعمة التي يتناولها الإنسان؛ فإن من الأطعمة ما يزيد في الشهوة للجماع، فالطعام له تأثيره البالغ في هذا الباب، فهنالك سببان ظاهران: الإفراط في الطعام من جهة، واختيار الأصناف التي تزيد من الشهوة من جهة أخرى؛ كما سيأتي تقريره إن شاء الله تعالى.
4- الأحوال النفسية التي قد تعرض للإنسان فتؤدي إلى حصول هذا المرض عنده، فإن هذا المرض له أسباب نفسية قد تجعله حاصلاً بغض النظر عن أي سبب آخر، ولذلك فمن يحصر الأسباب التي تؤدي إلى الشبق بالأسباب العضوية أو الأسباب العرضية يُخطئ، بل الصواب أن الأسباب النفسية لها دورها الكبير في هذا المعنى، فمن الأسباب النفسية التي تؤثر في إيجاد هذا المرض:
الشعور بالفراغ العاطفي لاسيما إن كان ذلك شديداً، فإن صاحب هذا الشعور يتجه إلى المعاشرة في الفراش على أنه متنفس يتنفس فيه ويعبر فيه عن مشاعره، فهذا الكتمان العاطفي الذي يكون لدى الإنسان، وهذا الفراغ يؤدي إلى شعوره برغبة بأن ينفس عن عواطفه فيتجه إلى الجماع ويتجه إلى الإفراط فيه، لاسيما إذا انضاف إلى ذلك الاستعداد البدني والقدرة على الجماع.
وأما ما أشرت إليه من أن محاولة الاعتداء الجنسي على الشاب أو الطفل قد تؤدي إلى حصول الشبق، فهذا أمر وارد ولكن ليس بواسع ولا منتشر، فإن الغالب حصول ردة فعل عكسية بسبب مثل هذا الاعتداء، وذلك بالنفور من المعاشرة أصلاً أو بحصول شيء من الشذوذ في العواطف والميول كما هو شائع ومنتشر.
وأما حصول الشبق بسبب محاولة الاعتداء الجنسي فهذا أمر له تأثيره، وقد يرد، وقد يصلح أن يفسر به ما يكون لدى الإنسان من شدة الشبق، وذلك لأن من تعرض لمثل هذه الأحداث يحصل له شعور في نفسه بأنه لابد أن يدفع عن نفسه ولابد أن يكون هو الفاعل وهو البادئ، فيكون لديه شيء من التعلق الشديد بالمعنى الجنسي كردة فعل للشعور بالضعف أو الهزيمة، أو غير ذلك من المشاعر التي تختلط على صاحبها، ولكن هذا ليس بشائع بحمد الله عز وجل وإن كان في نفس الوقت أمراً وارداً ومحتملاً.
ومن الأسباب النفسية التي قد تؤدي إلى الشبق حصول شعورٍ داخليٍ في النفس بأن الجماع هو السبب في الخروج من الهموم والخروج من المشاكل، أو بعبارة أخرى: محاولة الهروب من واقع معين، كالشعور مثلاً بأن الهموم تحيط بالإنسان فينفس عن نفسه بالجماع، ولا ريب أن الجماع له تأثيره في التنفيس عن الهم وإزالة الغم لاسيما إذا كان باقتصاد واعتدال، إلا أن هنالك من يسرف في هذا المعنى ويتوهم أن الجماع هو متنفسه فيصبح لديه كالعادة الجارية ويصبح الجائع الذي لا يشبع منه، ومن هنا قال بعض المختصين: إن الشبق هو جوع عضوي، أي أن البدن يطلب التفريغ لما فيه من الرغبة الجنسية بالجماع، وفي هذا الإطلاق نظر وإن كانت العبارة صحيحة بالجملة، فإن الشبق تارة يكون بأسباب عضوية وتارة يكون بأسباب نفسية وتارة يكون من مجموعهما كما أشرنا في الكلام الأول.
وأما عن سؤالك عن الآثار المترتبة على حصول مرض الشبق، فهذا يحتاج منك أولاً أن تنظري إلى معنىً هامٍ جدّاً في هذا المقام وهو: أن الشبق ليس بدرجة واحدة بل درجاته متفاوتة، فهنالك شبق مطبق وهو الذي يصل بصاحبه إلى أن يرغب في الجماع بصورة شاذة جدّاً بحيث يطلب الجماع لمرات عديدة جدّاً بحيث لا يكاد أن يقوم الرجل عن زوجته في كثير من الأحيان، فهذا النوع هو الشبق الشديد وهو من أشده وأخطره، وهو الذي قد يؤدي إلى أضرار صحية بالنسبة للرجل وقد يؤثر على الزوجة بسبب كثرة ما يقع عليها من المعاشرة في الفراش.
وهنالك نوع من الشبق قد يكون خفيفاً، وهو الزيادة فوق الحد المعتدل ولكن بنسبة ليست قريبة، فهذا أمره قريب ويمكن علاجه بسهولة بحمد الله عز وجل كما ستأتي الإشارة.
إذا ثبت هذا فليُعلم أيضاً أن من أوكد ما تنتبهين إليه أن تفرقي بين أمرين اثنين:
بين القدرة على الجماع لأكثر من مرة والقدرة على إتيان المعاشرة الجنسية وبين الشبق؛ فإن من الرجال من يكون له القدرة على أن يعاشر زوجته لمرات عديدة وهو يرغب في ذلك، ولكن لو تركه لا يحصل له أي ضرر ولا يتأثر بذلك، ويمارس حياته بصورة عادية، ويعيش حياته سعيداً مع زوجته، ولا يتأذى إذا اعتذرت له مثلاً زوجته بكلام لطيف ونحو ذلك، فهذا النوع هو ليس من الشبق المرَضي، بل هو قدرة يهبها الله تعالى لمن يشاء من عباده.
وأما الشبق فالفرق بينه وبين الحالة الأولى أنه إن تركه الرجل فإنه يتأذى، بذلك ويصيبه همٌّ وغمٌّ من الناحية النفسية ويتأثر كذلك من الناحية العضوية، فربما أصابه ألمٌ في الخصيتين وألم في الذكر مع الاحتقان الشديد الذي قد يصل إلى درجة يكون فيها احتقاناً مزمناً له آثاره السلبية على الرجل، وربما تعرض كذلك إلى شيء إلى التعب البدني الذي يجعله كالمنهك المتعب الذي لا يستطيع أن يتحرك بنشاط وأن يمارس حياته بشكل طبيعي معتاد، فهذا أيضاً يحصل كثيراً وربما لو نظر الإنسان إلى المريض بالشبق في هذه الحالة لوجد أنه كالمريض المنهك الذي قد أنهكته الأوجاع وأتعبته الأسقام، وكل ذلك راجع إلى هذا المعنى الذي أشرنا إليه فثبت الفرق بين الحالتين.
إذا عُلم هذا فلابد أن يُعلم أن الله جل وعلا ما أنزل من داء إلا وأنزل له دواءه علمه من علمه وجهله من جهله، بل أخرج مسلم في صحيحه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( لكل داءٍ دواء، فإذا أصيب دواء الداء برئ بإذن الله)، وقال صلى الله عليه وسلم: ( تداووا، فإن الله تعالى لم يضع داءً إلا وضع له دواءً غير داءٍ واحد: الهَرَم ) أخرجه الترمذي في السنن.
وأما عن أسباب علاج الشبق فيكون بالآتي:
1- الاستعانة بالله والتوكل عليه؛ قال العبد الصالح إبراهيم الخليل – عليه الصلاة والسلام -: (( الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ * وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ * وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ ))[الشعراء:78-80].. فلابد إذن من هذا المعنى أن يستقر في النفس وهو أن الله جل وعلا هو الذي بيده الشفاء وهو الذي بيده رفع البلاء، فليكن هنالك توجه إلى الله جل وعلا واضطرار لرحمته ليشفي عبده مما ألمَّ به.
2- البعد عن المهيجات التي تهيج الشهوة الجنسية، وهذا يكون أساساً بطاعة الله، وذلك بغض البصر عن المحرمات والبعد عن أماكن الاختلاط، وكذلك استعمال طاعة الله جل وعلا كسبب يدفع النفس عن التفكير الدائم بالشهوة والملذات، وهذا يكون بتذكر الآخرة، وتذكر المعاد، وتذكر الصراط والميزان والعرض على الله جل وعلا.. ويدخل في هذا المعنى حضور حلق العلم ودروس الإيمان، وكذلك المحافظة على الصلوات في بيوت الله جل وعلا، فإن النفس إذا تذكرت ربها وتذكرت أمور دينها خفَّ عليها الاهتمام بالشهوات وخفَّ عليها طلب هذه الملذات فيحصل قدر من الاعتدال وهو أمر يُلمس ويُرى ممن هداهم الله جل وعلا إلى دينه وإلى هداه ورزقهم التوبة بعد أن كانوا منغمسين في الفواحش يلهثون وراءها.
والمقصود أن لطاعة الله تأثيراً في ضبط النفس وفي حصول الهدوء والطمأنينة فيها وفي تعديل الشعور أيضاً، وينبغي أن يرعى هذا الأمر رعاية كاملة فإن له تأثيراً عظيماً.
3- الانتباه إلى الغذاء وتناول الطعام الذي يناسب الحال، فمثلاً يبتعد من أصيب بهذا المرض عن الإفراط في أكل المواد التي تحتوي على البروتينات كاللحوم والأسماك وكشرب الحليب وتناول الألبان وغير ذلك لاسيما الأطعمة التي تحتوي على سعرات حرارية عالية كالحلويات وكالتمور وكالفواكه السكرية كالعنب وغيرها من أنواع الأطعمة.. ومن هذا المعنى: تناول المكسرات كالفستق واللوز وغير ذلك مما يزيد ويهيج في قوة وشهوة الرجل والمرأة للجماع..
فالتوازن الغذائي هو أمر مطلوب وهو بعبارة طبية: نوع من الحمية عن الأطعمة التي تهيج وتزيد من شدة الشبق وشدة الشهوة.
4- استعمال الأغذية الطبيعية في دفع هذا المرض ومن أحسن ما يستعمله المصاب بالشبق أن يقوم بنظام يعتمد على تناول المهدئات التي تهدئ الثورة الجنسية لديه، فمن ذلك شرب اليانسون فإن له خصيصة مهدئة في هذا الأمر خاصة وهو له التأثير في ذلك، ومنه أيضاً تناول الكمون ولو كان عن طريق الملعقة أو كان مضافاً إلى الماء.. ومنه أيضاً شرب عصير الليمون الخالي من السكر، فيشرب بدون تحلية فإنه يؤثر في هذا الباب تأثيراً حسناً إن شاء الله تعالى..
ومن ذلك أيضاً: تناول الخس.. فجموع هذه الأغذية الطبيعية تؤثر تأثيرها البالغ والغالب أنه سيرى نتائج طيبة حسنة في أقل من شهر بإذن الله عز وجل ولكن مع مراعاة ما قد أشرنا إليه من التوازن الغذائي واتباع هذه العلاجات الطبيعية..
فانتظم من هذا أن العلاج يحتاج إلى حمية ويحتاج كذلك إلى تحصيل الأغذية المناسبة التي تعين على تخفيف هذا الأمر، وهذا كله قد نصَّ عليه المختصون، وبيَّنوا أن أثره ظاهر بإذن الله عز وجل وقوي إذا اتبع بالالتزام ورعاية وحرص على اتباع هذه الإرشادات.
ومن أعظم ما يعالج المريض بالشبق به نفسه الصيام، فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء) متفق على صحته.. فبيَّن صلوات الله وسلامه عليه أن الصيام له تأثيره البالغ في كف الشهوة، وفي تضييقها وفي دفعها، ولذلك قال: (فإنه له وجاء)، فالصيام هو الوجاء الذي يؤدي إلى دفع الشهوة ودفع شدة الرغبة في الجماع، فلو أن المريض بالشبق التزم بالحمية المناسبة وأخذ بالأدوية الطبيعية واستعمل الصيام لاسيما إن كان يومين في الأسبوع مثلاً، فإنه بإذن الله سيحقق نتائج عظيمة وسيرى بأم عينيه أنه قد تخلص مما يعانيه بالتدرج وشيئاً فشيئاً.
وأما عن الحكم الشرعي بالزواج من الرجل المصاب بالشبق فيجوز للمرأة الموافقة عليه ولا يحرم عليها أن تتزوجه، بل إن هذا أمر جائز ويجب عليها أن تمكن زوجها من نفسها بالقدر الذي لا يضر بها، فإذا كانت قادرة على أن تعاشر زوجها مثلاً مرتين أو ثلاثاً في اليوم فهذا هو الواجب في حقها ولا يلزمها أكثر من ذلك، والضابط في ذلك أن تبذل نفسها بالقدر الذي لا تتضرر به ولا يؤدي إلى إصابتها بالأمراض أو الالتهابات أو غير ذلك كحصول جروح أو خدوش في المحل وغير ذلك مما قد يحدث بسبب كثرة الجماع، فقد قال تعالى: (( لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ))[البقرة:286].
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ( لا ضرر ولاضرار).
وأيضاً فإن بإمكانها أن تذهب شهوة زوجها بأن تقوم بمداعبة زوجها بيدها وأن تستعمل معه الطرق الأخرى التي يمكن أن يفرغ شهوته بدون أن يحصل الجماع وذلك بأن يقوم بملامسة بدنها ومداعبتها حتى ينزل، وغير ذلك من الأوضاع التي يمكن أن تستغني بها الزوجة عن الجماع المباشر.
وأما عن وقوع المصاب بالشبق بالزنا؛ فإذا انضاف إلى الشبق قلة التقوى فلا ريب أن هذا من أقوى الدواعي إلى الوقوع في الفاحشة، فإن الشبق مرض في الشهوة وهو طلبٌ للجماع بصورة شديدة، إذا أضيف إلى هذه الشهوة الشديدة التي تغلب على الإنسان قلة التقوى، وقلة مراقبة الله جل وعلا، وسهولة الوقوع في هذا الأمر؛ فإن ذلك قد يقع، ولذلك كان لابد للإنسان أن يستعمل تقوى الله جل وعلا وأن يكون بعيداً عمَّا حرمه الله جل وعلا، ومن هذا المعنى: أباح الله جل وعلا للزوج أن يتزوج الثانية والثالثة والرابعة إذا احتاج إلى ذلك، وهذا أمر منوط بالرغبة التي تكون للزوج، فقد قال الله تعالى: (( فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ ))[النساء:3].
والمقصود أن هذا الأمر أمرٌ يمكن علاجه بحمد الله بالأدوية الطبيعية وكذلك بالعقاقير المستحدثة إن ثبت نفعها، وكذلك بما أشرنا إليه من العلاجات التي تدفع شدة الشبق وشدة الشهوة إلى الجماع.
وأما عن النصيحة الخاصة فإن الفتاة التي يتقدم لها من يعاني بمثل هذا المرض أفضل ما تنظر إليه هو أن ترى في إمكان الزواج من هذا الرجل، إن كانت غير واجدة فرصة الزواج أو كانت في وضع لا تستطيع أن تحصِّل فيه الزواج الكريم الذي يحقق لها ما تريده من إعفاف نفسها ومن إقامة بيتٍ مسلمٍ وتحصيل الذرية الصالحة، فإن كانت ممن كبرت أو حصلت إلى حد التعنيس وجاءتها هذه الفرصة وأمكنها أن تتفاهم مع زوجها على مثل هذه الأمور التي أشرنا إليها، فحينئذ يحسن بها أن تستر نفسها، وأن تحصل فرصة الزواج الذي يعفها ويجعلها بعيدة عن أسباب الحرام.
وأما إن كانت فتاة قادرة على تحصيل الخاطب الصالح صاحب الدين والخلق الخالي من هذه الأمراض فهذا خير وأفضل لها، فالأمر ليس فيه حد واحد وطريق لا يتعدد، وإنما هو مناط بحسب المصلحة، وبحسب الأوضاع التي تكون للفتاة، وكذلك للخاطب.
ونسأل الله عز وجل أن يشرح صدوركم، وأن ييسر أموركم، وأن يوفقكم لما يحبه ويرضاه.
وبالله التوفيق.
المصدر: موقع إسلام ويب