عاشق مع وقف التنفيذ

أنا شاب على قدر جيد من الالتزام، أعجبت بشاب إعجاباً شديداً حتى أصبح هاجسي، ويخطر في بالي دائما، أحببته لما وجدت فيه من جميل الصفات والأخلاق، وتعرفت على أصحابه لعلي عن طريقهم أتعرف عليه، فأنا مشغول البال به، ويشهد الله أني لا أرغب بوصال محرم وإنما صحبة، ولخوفي من عدم معرفته وحزني على ذلك وما أعيشه من شرود الذهن والهم أبعث هذه الرسالة لعل الله أن يفرجها، ولثقتي بكم ها أنا أستشيركم وأنا على أحر من الجمر بانتظار الرد.

الجواب

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الحب في الجنس الواحد (رجل مع رجل أو امرأة مع امرأة) قضية قديمة، وذات أبعاد خطيرة على المستوى الفردي والجماعي، وبداية هذه القضية لا تكون في الوصال المحرم مباشرة بل يسبقها خطوات كما قال تعالى “لا تتبعوا خطوات الشيطان” فالشيطان ليس غبياً حتى يجعلك تفكر في الوصال المحرم من أول خطوة، ولكنه يرسم لك أول خطوة (وهي الإعجاب) ثم الثانية ثم…. حتى يوصلك إلى التعلق المحرم، بل قال بعض العلماء إن الشيطان يفتح للإنسان تسعة وتسعين باباً من أبواب الخير ليوصله إلى باب الشر الذي يريد.

أنا لا أقول إنك قد تصل إلى الوصال المحرم، حاشا وكلا، ولكن لابد من التنبيه والتذكير بهذه القضية والطريقة الشيطانية؛ حتى لا يقع مستقبلاً ما لا تحمد عقباه.

أخي الحبيب:

لديك مقومات جميلة في الحياة، والفرص أمامك كثيرة، والعمر لا يزال في بدايته، فلا تجعل مثل هذه الأمور (التعلق) تكدر صفو حياتك، أو تعيقك عن تحقيق طموحاتك وأهدافك الكبيرة، وإليك بعض الوسائل التي تعينك –بعد الله– على التخلص من هذه القضية:

1- الحوار الداخلي بينك وبين نفسك حول هذه الشخصية عن طريق مجموعة من الأسئلة:

* لماذا أريد التعرف على هذا الشخص حالياً ومستقبلاً؟

* ألا يوجد أشخاص آخرون بنفس الصفات؟

* هل تعرف بواطن الشخص المقابل، أم لا تعرف إلا الظواهر؟

* ما البرامج أو الأشياء التي أرغب في تحقيقها بعد تعرفي على هذا الشخص؟

* ماذا يحدث لي لو تغير هذا الشخص إلى ما لا أريد؟

2- ارسم لنفسك خطة في الحياة (أهداف ووسائل وبرامج) وحاول جعل كل ما تعرفه ومن تعرفه يساهم معك في تحقيق أهدافك، وبأسلوب آخر اشغل نفسك بما ينفعك في دينك ودنياك، والحمد لله لديك من المقومات ما يساعدك على ذلك (الالتزام + الشباب + الرغبة في العمل + الاستعداد لتكوين صداقات).

3- ابحث عن أخوة في الله تستطيع معهم أن تحقق ما ترغب في تحقيقه مع الشخص المراد.

4- تعرف على صفات الشخص المقابل (جميل الصفات والأخلاف) ثم ضع لنفسك برنامجاً لكسب تلك الصفات والأخلاق لتحب نفسك أكثر، وأنت قادر على ذلك -بإذن الله-.

5- أكثر من الدعاء لصاحبك بأن يثبته الله، وأن يجعل ما في قلبك خالصاً لوجه الله.

6- لا تحاول أن تقنع نفسك بأنك مشغول به، بل على العكس حاول أن تقنع نفسك ولو بالكلام مبدئياً بأنك لا تفكر به كثيراً، واجتهد في تحقيق تلك الرسالة لنفسك بأن تشغل نفسك بأمر آخر مهم ومرغوب لديك من أجل إبعاد التفكير في هذا الشاب .

7- حاول أن تبتعد مؤقتاً عن كل ما يمكن أن يذكرك بذلك الشاب حتى تشعر بأنك قد عالجت نفسك وأصبحت قادرًا على النظر إليه وإلى غيره بالصورة الصحيحة بلا مبالغة ولا زيادة إعجاب.

8- لا تفرغ كل عاطفتك نحو شخص معين، فالحياة أمامك وتحتاج إلى توفير عاطفتك لتبثها مستقبلاً لمن يحتاجون إليها وتحتاج إليهم كزوجتك وأبنائك وبقية إخوانك، فمن الخطأ جعل كل أو أغلب العاطفة تنصب في اتجاه واحد لا تدري ما نهايته.

9- أكثر من التقرب إلى الله بسائر العبادات والأعمال الصالحة وخاصة الصلاة، فقد ثبت علمياً –بعد الشرع– تأثير الصلاة الصحيحة على النفس البشرية، وأنها تساهم بدور كبير في صناعة التوازن في حياة الإنسان.

10- قد يكون من الحلول السعي الجاد نحو ترك هذا الموضوع (تكوين علاقة) نهائياً، واستحضر وأنت تطبق هذا قول الرسول الكريم –صلى الله عليه وسلم-: “من ترك شيئاً لله عوَّضه الله خيراً منه” وكن على يقين بأن الله سيعوضك خيراً منه، ليس بالضرورة أخ آخر، ولكن قد يكون بزيادة إيمان في قلبك أو بأي شيء آخر .

وفي الختام أسأل الله لك اليقين بعد العافية، والإحسان بعد الإيمان، وزيادة الحسنات بعد الغفران. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
المصدر: موقع استشارات