أسير التفكير الجنسي

أنا طالب بكلية الهندسة، والحمد لله متدين ومتفوق، وأمامي مستقبل باهر والحمد لله لكن تواجهني مشكله مميتة وأنا لا أبالغ، وهي إدمان الجنس الذي لازمني منذ صغري، فأنا الحمد لله لا أزني أبدا، وبعيد عنه إن شاء الله، ولكن المشكلة في عقلي فلديه قدرة عالية على التخيل، لدرجة أنني قد تخيلت كل ما في المواقع الإباحية وأنا لم أبلغ العشر سنوات، وأنا أتذكر أن مشكلة إدمان الجنس هذه عندي بدأت وأنا عمري تقريباً ثلاث سنوات ونصف، فأنا في حالة غريبة جدا، وأمارس العادة السرية بطريقة لن تجدها في العالم، فقد قذفت 9 مرات في أقل من 3 ساعات، ولا أمل في الزواج الآن إلا عندما أتخرج وأعمل وأكوِّن نفسي.. فماذا أفعل؟ أفيدوني أفادكم الله.

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
عزيزي طالب الهندسة المتفوق، أهلا ومرحبا بك، وأتمنى لك أن تصل إلى المستقبل الباهر إن شاء الله، رسالتك بها من الإيجاز أكثر مما ينبغي، وقد يرجع هذا لطبيعة دراستك التي ترى أن أقصر الطرق للوصول إلى الهدف هو الكلام المباشر واللغة الواضحة وهو ما توفر في رسالتك فعلا.
تتخيل مواقع وعلاقات جنسية وتتعايش معها كما فهمت من رسالتك، والسؤال هل يحدث هذا دون رغبة منك، بحيث إنك لا تستطيع مقاومته، وإذا حاولت هذا ينتابك قلق شديد وضيق وعصبية وغيرها من الأعراض الأخرى؟ أم أن هذا يحدث برغبة منك واستمتاع يصل بك إلى حد القذف 9 مرات؟
هذا السؤال جوهري لأنه يفرق بين مرضين مهمين، الأول هو مرض الوسواس القهري، وسبق الإشارة إليه في رسائل سابقة على الموقع يمكنك الرجوع إليها.
والثاني هو زيادة الرغبة الجنسية، وهو إحدى المشكلات النفس جنسية والتي يمكن التعامل معها أيضا إن شاء الله..
وسأركز علي محورين أولهما العادة السرية نفسها، وثانيها كيف تتغلب على هذه الأفكار فالعادة السرية من أكثر المواضيع الجنسية التي تشغل بال المراهقين والمراهقات، وأود أن أطمئنك أنها من المنظور الطبي ليس هناك أي دليل علمي يثبت بأن هذا العمل أو الفعل ضار على الجسد، فلا يمكن أن يسبب العمى، ضعف الجسد، التخلف العقلي، أو أي مشكلة جسدية أخرى. لأنه لو كان كذلك لأصيب أغلب الرجال ونصف النساء بالعمى، الضعف الجسدي، ضعف العقل والأمراض العديدة. فهناك أكثر من 95-98% من الأولاد قد مارسوها وأكثر من 1/2 من البنات قد قمن بها.
ليس معني هذا أن نقوم بفعلها، فأخطار الممارسة تظهر إذا زادت عن الحد الطبيعي، فالشخص الذي يمارس الاستمناء عدة مرات في اليوم سوف يتأثر جهازه التناسلي وجهازه العصبي. وهذه الأعضاء تحتاج إلى فترة من الراحة حتى تعود إلى نشاطها السابق.
وهناك بعض العواقب العاطفية، فهي قد يصاحبها أو يتبعها الإحساس بالذنب وهو ما تشكو أنت منه الآن، والذي لا يمكن للفرد الهروب منه. ويحدث هذا نتيجة وعدك لنفسك بعدم فعلها مرة ثانية، إلا أنك تعود إليها بعد أسبوع أو أسبوعين أو بعد عدة أشهر. وذلك لوجود الرغبة الجنسية.
ولكن ما يضر فعلا أنه قد تصبح ممارسة العادة السرية بصورة قهرية. وهذا يحدث بالذات عندما يدرك الفرد بأن هذه العادة من “الثمار المحرمة أو الممنوعة”. والخوف الأكبر من ممارسة هذه العادة أنها قد تتبعننا في حياتنا الزوجية، وتصبح بديلاً عن العلاقات الجنسية الزوجية السليمة والصحية بين الزوج وزوجته، فالعادة السرية تعود الألياف العصبية على التنبيه اليدوي، مما يصعب إشباع هذه الألياف بالتنبية العادي خلال عملية الجماع بين الرجل والمرأة. كما أن العادة السرية لا تؤدي إلى اللذة الجنسية الحقيقية –فالجماع يعتبر حدث هام لأنه يتم به التقاء شخصين محبين فيتبادلان المتعة طيلة الوقت، وهنا ليست فقط الأجهزة التناسلية فقط تأخذ حقها من المتعة، ولكن حتى النفس تشعر بالراحة والسعادة– بينما في العادة السرية ما هو إلا تفريغ فقط لمحتويات الأعضاء التناسلية.
. كما أنها لا تصل بالشخص الذي يمارسها إلي إشباع جنسي حقيقي، حيث تبقى لذتها في حدود التصورات والتخيلات. كما أنها تخلق في ذات الشخص ميلا إلى الانطواء.
ولتجنب هذا الهاجس القسري فقد يفيد اتباع بعض من التالي: الاستحمام بالماء البارد، إجراء الكثير من التمارين الرياضية والانشغال بها، الإكثار من النشاطات والأشغال. وكذلك عن طريق ضبط النفس، وليس كبت الغريزة، ويكون ضبط النفس بمعرفة الشخص بالمواقف التي تثيره، لذلك يحاول أن يبتعد عن هذا الطريق بأن تبتعد عن كل ما هو من الممكن أن يثيرك جنسيا، وتبتعد عن مشاهدة الأفلام الخليعة والصور المثيرة. تجنب الحمامات الساخنة، وحاول الاستحمام وأنت على عجل (صباحا قبل الذهاب للجامعة)، ممارسة الرياضة بانتظام، التقليل من المأكولات المسببة للغازات والتوابل المهيجة والولائم الدسمة. التقليل من أكل اللحم والسمك والأصداف والبيض بشكل مفرط، والإكثار من أكل الفاكهة والسلطة والخضار والحليب. احرص على عدم الجلوس وحدك لفترة طويلة، عدم الذهاب للنوم قبل إحساسك بالحاجة للنوم؛ لأن ذلك الوقت أكثر وقت تحصل فيه الأفكار والخواطر.
المصدر: موقع الاستشارات