أعاني من وساوس قهرية، وميول جنسية

عندي وساوس غريبة جعلتني أكره حياتي.

بدأت قصتي مع الوسواس منذ كنت في صف ثاني ثانوي، كنت في الإجازة مع صديقي، وتحدّثَ معي عن الجن والعفاريت، وكنت خائفاً جداً من حديثه، ودخلت في حالة خوف شديد، وكنت أفكر في هذا الموضوع، وفقدت كثيرًا من وزني بسبب الخوف، وبعد شهرين استقرت حالتي.

أصبح الوسواس يأتيني في كل إجازة، ويبقى معي فترة ثم يذهب، وجاءتني –أيضاً- وساوس حول الموت في رمضان الماضي، وقد أذهبها الله عني.

الآن أدرس في آخر سنة في الجامعة في كلية شبه عسكرية، وتمَّ الكشف عَلَيَّ وكانت النتائج جيدة، كما تمَّ الكشف عَلَيَّ في الكلية الحربية، وكانت النتائج جيدة أيضاً.

عمري عشرون سنة، وأنا أمارس العادة السرية منذ بداية البلوغ وإلى الآن، وأتوقع أن الوساوس جاءتني بسببها.

جاءتني فكرة وسواس الشذوذ الجسني؛ بسبب بعض المواقف في مرحلة الإعدادي، مع أني لم أمارسه أبداً.

أميل إلى البنات، وأشاهد الأفلام الجنسية، وأريد التقرب من بنتٍ لأتزوجها، لكن الوساوس عكّرت حياتي.

أصبحت أُصدَّق أيّ وساوس، حتى أن الصداع يصيبني من كثرة التفكير، وأشعر باختناق شديد من هذه الوساوس، فأرجو أن تساعدوني في ذلك.

شكرًا لكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عضو بالموقع حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فالأمر الأول: أنت لديك رابط وسواسي قوي، وهذا نسميه بالمُثير. فمخاوفك حول الجنس والوقوع في الفاحشة هي مخاوف مبررة؛ لأنك في الصِّغر تعرضت إلى ما تعرضت إليه من سلوكيات ذات طابع جنسي، وقطعًا هي غير مقبولة، نعم، كانت فترة جهلٍ وعدم نضوجٍ، وتكوّن لديك الخوف الوسواسي من أن تقع في هذا الفعل الفاحش.

الحمد لله، فالوساوس تُشكِّل حائط صدٍّ وواقية لصاحبها من أن يقع في أعمال الرذيلة. فإذًاً يجب أن تطمئن -أيها الفاضل الكريم- من هذه الناحية.

الأمر الثاني: إن محاولة اختبارك لذاتك من خلال ممارسة العادة السرية، وأن تُثبت ميولك للبنات من خلال مشاهدات الأفلام الإباحية، هذا أمر خطير جدًّاً، فأنت بهذه الطريقة تُدخل نفسك في المزاج الجنسي المنحرف، وأنت –أصلاً- لديك هشاشة نفسية تدفعك نحو الوساوس.

فبمشاهدتك لهذه الأفلام اللعينة -حتى وإن كنت باحثًاً عن الإثارة نحو الإناث- فأنت في ذات الوقت تُثير لديك المخاوف الوسواسية بصورة غير شعورية، والدنميات التي هي متأصِّلة في اللاشعور تلعب دورًا كبيرًا في عدم استقرارك النفسي.

أيها الفاضل الكريم، اقطع كل هذه الروابط، لا تفكير جنسي في البنات بصورة مُخلَّة، ولا مشاهدة للأفلام الإباحية، بل يجب أن تكون حياتك متوازنة، من يقين وصدق مع النفس وتقوى وتطهير من الشوائب، وأن تعيش حياة فاعلة ونافعة لنفسك ولغيرك.

هذه هي الأسس التي يجب أن تتبعها، وأنت -الحمد لله- لك إنجازات، وتستطيع أن تُحقق المزيد مما هو إيجابي، مما يُشكِّل لك دافعًا إيجابيًا في الحياة.

أيها الفاضل الكريم، الوسواس القهري من النوع الذي تعاني منه يستجيب للدواء بصورة رائعة جدًّا. فأنت تحتاج لأحد مضادات الوساوس الافتراضية، ومن أفضلها عقار يعرف تجاريًا باسم (زولفت Zoloft)، أو يعرف تجاريًا باسم (لسترال Lustral)، ويسمى علميًا باسم (سيرترالين Sertraline)، أو عقار يعرف تجارياً باسم (زيروكسات Seroxat)، أو (باكسيل Paxil)، ويعرف علمياً باسم (باروكستين Paroxetine).

إنْ تمكنت أن تذهب إلى طبيب نفسي، فهذا أمر جيد، وإن لم تتمكن، فيمكنك أن تتحصَّل على (الزولفت)، والذي يعرف في مصر تجاريًا باسم (مودابكس Moodapex)، وهو دواء لا يُسمح باستعماله لمن هم دون الثامنة عشر، وأحسب أنك فوق ذلك العمر.

جرعة الزولفت هي حبة واحدة (50 مليجرامًا) ليلاً، تتناولها لمدة شهرين، ثم تجعلها حبتين ليلاً –أي (100 مليجرام)– لمدة ثلاثة أشهرٍ، ثم اجعلها حبة واحدة ليلاً لمدة ثلاثة أشهرٍ أخرى، ثم اجعلها حبة يومًا بعد يومٍ لمدة شهرٍ، ثم حبة واحدة كل ثلاثة أيام لمدة شهرٍ آخر، ثم توقف عن الدواء.

أودُّ أن أؤكد لك أن الالتزام بصورة منضبطة يؤدي إلى نتائج علاجية ممتازة جدًّا، وأرجو أن تأخذ الإرشاد الذي ورد في هذه الاستشارة كاملاً؛ لأن أخذ جزئية وترك جزئية قد لا يجعل الإنسان يصل لمبتغاه، وهو التحسُّن والتعافي.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.
المصدر:موقع إسلام ويب