فرغت عاطفتي في محارمي !!

أنا أحب أبنت أختي كثيراَ وتعلقت بها منذ المرحلة المتوسطة وكان ذلك بعد تعرضي لتحرشات جنسية كثيرة.فوجدت فيهاالأم الحنون ثم الأخت العطوف ثم البنت المدللة لدي عمرها الآن 25 سنه وأنا عمري 31سنة وهي الآن متزوجه

رغم أني ساعدة زوجها على الإرتباط بها إلا أنني أبكي دائماً وأحس أنه يسعدهاأكثرمني لأنها قبل زواجها كانت تعتقد أني لم أعد أحبها لذلك قررت الزواج .

أناالآن أو صيها بزوجها خيراً وأرشدها إلى التصرف الصحيح معه

لكن في المقابل أبكي حرقة على فراقها وغيرة من زوجها لدرجة أني أوصيها أن تمكنه من نفسها وتسعده وإذاأخبرتني أنه قبلها وأنها أسعدته كما طلبت أبكي وأتألم .

أشعر أني لن أستطيع الزواج لأني أحبهاهي فقط وأخاف أن أظلم أي إنسانه أرتبط بها فما الحل أرجوكم ساعدوني هل انا شاذ في حبي لها

الإجابة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

أولاً : أريد أن أشكرك على صراحتك وصدق مشاعرك وحرصك على مساعدة نفسك، كما أشكرك على ثقتك بالموقع.

بالنسبة لمشكلتك من الواضح أنك تعاني من رواسب الماضي المتعلق بالتحرش الجنسي الذي تعرضت له كما قلت عدة مرات، ووجدت في ابنة أختك الملاذ والصدر الحنون الذي وقف لجانبك وخفف عنك تلك الضغوط والمشاعر القاسية التي تصيب الشخص المعتدى عليه جنسياً، حيث أنني فهمت من كلامك أنك تعرضت للاعتداء وليس المقصود اعتداؤك أنت على الآخرين، وأتمنى أن يكون الفهم في الاتجاه الصحيح.

عموماً وقوف ابنة أخيك لجانبك هو موقف نبيل منها، فدعمها ومساندتها الاجتماعية والنفسية لك في هذه الحالة يعتبر عملاً جيداً وضرورياً، لكن ما أريدك الانتباه إليه أنك تعلقت بابنة أختك عاطفياً وأصبحت كل مشاعرك منصبة نحوها، بحيث أصبحت أنت تقوم بتفريغ عواطفك نحوها وبطريقة مشوهة أقصد في ظاهر تلك المشاعر يبدو حرصك عليها ونصحها بالزواج والتحدث معها في حياتها الشخصية العاطفية وربما الجنسية، وتطلب منها بأن تفعل كذا وكذا مع زوجها بحجة أنك تساعدها في التعاطي إيجابياً مع زوجها، ومن باب حل مشكلاتها، هذا هو ظاهر الكلام، لكني أريد التأكيد لك بأنك تأبي حاجة ورغبة شخصية بداخلك أنت في الرغبة في الوصول لحياتها الخاصة، وربما تجد نفسك تخفي بداخلك رغبات جامحة نحو هذه الفتاة، أنا في هذه الحالة أساعدك في تحليل هذا السلوك ال1ي تعاني منه حتى نتفق سوياً أنا وأنت في الوصول للطريقة التي تساعدك للخروج من هذه المشكلة وبطريقة ناجحة وبدون مضاعفات.

أخي موسى: أريد أن أخاطب فيك العقل والعاطفة في آن واحد، العقل الذي ينبهك لما هو مطلوب منك، والعاطفة التي قد تجمح بك إلى الغلو والمبالغة والجموح عن الهدف الذي تتظاهر به وهو الرغبة في المساعدة لابنته أختك.

أما وقد عرفنا وحللنا سوياً ما حدث فدعني أنتقل معك إلى الجانب العملي في الحل، للتخلص من هذه المشكلة ومن تبعاتها، أولاً أريدك البدء بتقنين الاتصال بابنة أختك، وكذلك البدء في علاقة اجتماعية سوية مع أحد الأصدقاء تتحدث معه وتخرج وتشعر بالحياة على طبيعتها، وكذلك البدء بالبحث عن شريكة الحياة وهي التي ستكون الحضن الدافئ الذي سينقذك من تلك الضغوط وسيخفف عنك كل تلك المشاعر الضاغطة والقاسية، وأريد أن أطمئنك أنك عندما تبدأ ستجد الأمور تختلف عندك وسترى النتائج بشكل إيجابي، المهم نقطة البدء لا بد وأن تأتي من طرفك، وكلما بدأت بتقنين العلاقة مع ابنة أختك فهي رسالة لها بأنك بدأت تتغير، وكذكل تراجعك في الحديث معها عن قضاياها الشخصية سيجعل مشاعرك تهدأ أكثر ، وإن بدأت في الاتجاه نفسه بالبحث عن شريكة الحياة فإن عملية تحويل المشاعر ستكون بطريقة سهلة وستكون نتائجها موجبة بإذن الله تعالى.

إذن نحن قد قمنا سوياً أنا وأنت بتحليل وتشريح لهذا الحالة وبتشخيص دقيق ومبسط، ورسمنا سوياً خطة إرشادية للتخلص من تلك المشاعر وتحويل مشاعرك بطريقة طبيعية وفي الاتجاهات المقبولة اجتماعياً ولك شخصياً ، وبالأهم وبالخصوص بأن تحوز على رضى الله عز وجل، وأن تسعد في دينك ودنياك وآخرتك إن شاء الله تعالى……….. وبارك الله فيك .

 

تمنياتي لك بالتوفيق والهناء والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

المصدر: موقع المستشار