كيف أسكت شهوتي الثائرة ؟

أعرض مشكلتي إليكم أملا أن تجدوا حلاً لمشكلتي بعد توفيقا من الله . أنا فتاة تخرجت من الثانوية قبل سنتين ولم أستطع إكمال دراستي لأسباب خاصة لدي صديقات صالحات ولله الحمد.

ولدي صديقة مقربة لي مشكلتي بعد التخرج بشهرين أصبحت فكرة حب الارتباط والزواج تلح علي، دعوت الله بأن يرزقني الزوج الصالح وأسأل الله الإجابة في القريب العاجل.

بعد ستة أشهر من تخرجي تزوجت صديقتي المقربة إلي وأسأل الله بأن يسعدها لكن مشكلتي بدأت بعد زواج صديقتي أصبحت أصارع نفسي وشهوتي (علماً بأن صديقتي لا تخبرني بما يحدث بينها وبين زوجها.

لكن أصبح تفكيري فقط أني أريد زوجا وأريد أن أسكت شهوتي المثيرة وزاد الصراع إلى أن الشيطان وسوس لي عملا ليتني لم أعمله وهو مشاهدة فيلما جنسيا وبالفعل شاهدت فيلما مدته دقيقتين.

ولكنه كان مثيرا جدا لكن كان يتخلله مشاهد مهينة ومقززة للمرأة بالنسبة للرجل وهو (مص المرأة ل … ) والله ندمت أشد الندم لما شاهدته وظننت نفسي أني خرجت من الملة وبالفعل قمت بالاغتسال ونطق الشهادتين وصليت واستغفرت الله كثيراً وأسأل الله أن يتقبل توبتي

ولله الحمد لم أشاهد إلى الآن أي فيلم أسأل الله الثبات

لكن مشكلتي إلى الأن أتذكر تلك المشاهد وبالخصوص المشاهد المهينة للمرأة أحيانا أسأل نفسي أكاد أنفجر من التفكير هل تفعل ذلك لأنها مجبرة من الرجل أم ماذا؟؟

ما زالت شهوتي بالزواج مستمرة فأنا أريد الزواج لكن أصبحت خائفة من تلك المشاهد المهينة للمرأة التي لا تفارق ذاكرتي

أنا ولله الحمد أعطاني الله الجمال وتقدم لي بعض الشباب لا بأس بهم لكن أهلي في كل مرة يرفضون متمنين لي زوجاً أفضل من الذين تقدموا بخطبتي فهم لا يعارضون فكرة زواجي

انا خجولة لا أستطيع أن أخبرهم بموافقتي بالرغم من رفضهم أو إخبارهم برغبتي بالزواج

للمعلومية: ولله الحمد لم ألجأ إلى محادثة الشباب أو دخول مواقع الزواج لأني أعلم مضارها أكثر من فوائدها

ولم ألجأ الى العادة السرية لكني قلقة أن ألجأ إليها كآخر الحلول أسأل الله أن يحقق رغبتي

أسأل الله التوفيق لكم أنا بحاجة لبعض الكلمات الذهبية منكم

الإجابة:

الأخت الكريمة: أُحيي فيك شجاعتك وصراحتك وهذه بداية الخير والفرج انشأ الله، كما أُهنيك على ما وهبك الله من صلاح وبيئة صالحة والتزام وحب وحرص على الخير وخوف من الفتن والشهوات وهذه كلها أفعال لا تصدر إلا من مؤمنة

كما في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم : ((من سرَّته حسنتُه وساءته سيّئتُه فهو مؤمن)) رواه احمد وأورده الألباني في صحيح سنن الترمذي (1758)

و ما أوصيك به

أولاً: الابتعاد عن المثيرات والمهيجات الجنسية التي تزيد الشهوة وتعظم الرغبة وهي معروفة ، والشهوة لا تثور إلا بمثيرات وأعظمها التفكر والنظر وكلاهما ينتج عن الآخر ،فالبداية تفكير ثم تدعوه النفس إلى النظر.

ثانياً: اقطعي الأفكار ذات الطابع الجنسي، واعلمي أن الشهوة كالنار كلما ألقمتها حطباً ازدادت اشتعالاً.

ثالثاً: لا تُكثري من الخلوة لوحدك فالشيطان يغتنم ضعف الإنسان وفراغه فيوسوس ويسّول

رابعاً: الشيطان يحاول تذكيرك بما شاهدت من مناظر مخزية والأمر يحتاج منك إلى عزيمة قوية وهمة عالية حتى يتحول تفكيرك إلى أمور نافعة واستثمار وقتك فيما يعود عليك ومجتمعك بالنفع.

خامساً: أعمري وقتك بقراءة القران ودوام الذكر لله عز وجل وكثرة القراءة النافعة والصحبة الصالحة التي تُعينك على الخير وتُبعدك عن الشر والدعوة إلى الله أن أمكن.

سادساً: حفظك الله وحماك من محادثة الشباب والمواقع المؤذية، فلا تفرطي في هذا الحفظ وتقعي في وحل العادة السرية التي ليست سرية ولا تخفى على الله.

سابعاً: إياك أن تضعفي أمام شيطانك فيرديك في شباكه فتسعي للذة عارضة سريعة يعقبها الم الدنيا والآخرة، إنها دائرة خبيثة، من دخلها يصعُب عليه الخروج منها إلا بشق الأنفس، وما يخرج منها – إن خرج – إلا مجروح الفؤاد، ملوث الروح، معطوب البصيرة.

أخيراً : ثقي كل الثقة أن من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه وأنا على ثقة أن الفرج قريب.

أسأل الله بمنّه وكرمه أن يفرج همك ويعجل لك بالزوج الصالح، كما أسأل الله أن يصرف عنك وعنا كل سوء وفحشاء إنه ولي ذلك والقادر عليه.

والله أعلم وصلى اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

المصدر: موقع المستشار