دراسة تكشف خطر الخادمات وتسويقهن انحراف القنوات الفضائية
دعا الباحث في الشئون الاجتماعية والأسرية حجي طاهر النجيدي إلى تبني الدول العربية فكرة «يوم بلا تلفزيون»، على غرار «يوم بلا كهرباء». وحذر في دراسة ميدانية من «خطر الفضائيات على سلوك الأطفال»، رابطاً بينه وبين «تأثر الأطفال بالخادمات».
ووصف نتائج الدراسة، التي استمرت ستة أشهر، بـ«المخيفة جداً». وأجرى دراسته في أربع دول معروفة بتصدير العمالة المنزلية إلى الخليج، وهي سيريلانكا والهند وأندونيسيا والفلبين. واختار منها عينات عشوائية، لعمالة أنهت عقدها وعادت إلى موطنها.
وأشار المستشار الأسري النجيدي، في حديثه لـ«الحياة السعودية»، إلى أن «هدف الدراسة الكشف عن تأثير الفضائيات على الأطفال، وكان من أبرز عناصرها الخادمات وتشجيعهن على هذه الظاهرة»، مضيفاً أن «بدايتها تمثلت في تفشي ظاهرة العنف، ما دعانا إلى البدء من الجذور، وهم الأطفال، للخروج بحلول تساهم في إبعاد العنف عن مجتمعاتنا». وقال إنه «يوجد أكثر من 2520 قناة فضائية في العالم، وحصة عالمنا العربي منها أكثر من 485 قناة فضائية، منها 85 فقط للقنوات الدينية والأناشيد والمناسبات، و28 قناة للبرامج الإخبارية العالمية، و362 قناة للفن والغناء والرقص، وأفلام الرعب والعنف والرياضة، والأفلام الإباحية والطبخ والشعر والطبيعة، والخيل والهجن والمسابقات وغيرها».
وذكر أن «الدراسة كشفت عن أن 87 في المئة من البرامج المقدمة للأطفال في القنوات العربية أجنبية، و29 في المئة للشباب والمراهقين، وبخاصة الأفلام الهندية والتركية والمكسيكية والغربية المدبلجة»، مضيفاً أن «90 في المئة من الأطفال، الذين تتراوح أعمارهم بين ثلاث وسبع سنوات، يجلسون أمام التلفزيون، من خمس إلى ست ساعات يومياً، و87 في المئة من الأطفال، ممن تتراوح أعمارهم من تسع إلى 12 سنة، من متابعي القنوات الفضائية العالمية».
وكشفت الدراسة أن « 63 في المئة ممن تتراوح أعمارهم من 12 سنة إلى 14 سنة، يشاهدون القنوات الفضائية بعد نوم آبائهم، و38 في المئة ممن تتراوح أعمارهم من 14 سنة إلى 20 سنة، يشاهدون القنوات الإباحية، و41 في المئة من الخدم يشاهدون التلفزيون عند غياب رب الأسرة وأيضاً ربة المنزل، و62 من هؤلاء الخدم يشاهدون جميع القنوات مع الأطفال، و71 في المئة من البرامج التي تشاهدها الخادمة هي أفلام رعب وعنف، و30 في المئة يشاهدون أفلاماً إباحية، وهنا تكمن الخطورة وبداية الانحراف بحسب نتائج الدراسة».
وارتكزت الدراسة على محاور رئيسة، وهي: ما مدى تأثير الفضائيات على سلوك الأطفال وانحرافهم؟، وتأثيرها على المراهقين، وغرس النزعات العدوانية والإجرامية في سلوكهم؟، وتأثيرها النفسي على النسيج الاجتماعي والمزاج العام. وقال النجيدي إن «الأطفال الذين تتراوح أعمارهم من سنتين وأكثر، هم الأكثر تأثراً بالمشاهدة والصور والاختزال، وفي مرحلة المراهقة، تخرج صور العنف من العقل الباطن إلى سلوك وممارسة في البيت والشارع»