تعرف علي مظاهر إنحراف المراهقين والعلاج المناسب لها
ظاهرة إنحراف المراهقين من الظواهر الخطيرة التي تهدد المجتمع وتؤرقه وفي ظل العولمة تزداد الأفكار والسلوكيات الغريبة التي يتبناها شبابنا في تلك المرحلة العمرية لكن يبقي السؤال الأهم كيف تتعامل مع المراهق المنحرف ؟
يخلف الإنحراف أثار سلبية علي الأسرة والمجتمع فالشاب والفتاة في مرحلة المراهقة يتبعون السلوك الإنحرافي الذي يكون مكتسب ليس فطريا فهم لم يولدوا منحرفين بل وقعوا ضحايا للإنحراف الذي تعد رفقة السوء من اعظم أسبابه،
ففي ظل إنشغال كل عضو من أعضاء الأسرة خاصة الوالدين كلا بعمله ومشاكله الخاصة يبدأ السلوك المنحرف يتوغل للمراهق فهم لم يجدوا من يقوم سلوكهم مما قادهم للإنحراف ومن هنا تزداد المسئولية الملقاة علي عاتق الأسرة ولكي نوضح كيفية معاملة المراهق المنحرف لابد أن نعرف أولا مفهوم الإنحراف
مفهوم الإنحراف
يعرف بمفهومه المتداول بأنه كل سلوك من السلوكيات السيئة أوالمكروهة التي يفعلها المراهق والتي تعود عليه بنتائج سيئة ليس عليه فقط بل علي غيره
أنواع الإنحراف
للإنحراف نوعان يجب عليك التعرف عليهما والتفريق بينهما لمعرفة كيف تتعامل مع المراهق المنحرف ؟
–إنحراف قيمي / سلوكي: يقصد به السلوك الذي يقوم به المراهق والذي ينتج عنه ضرر يقع عليه أو يستهدف ضياع الوقت والجهد والمال وههو ناتج عن اقتناع نابع من داخل المراهق للقيام بهذا السلوك ومن مظاهره : الإرهاب والتشرد وتعاطي المخدرات والكحول والإغتصاب
-إنحراف أخلاقي: هذا النوع من الإنحراف ليس كاالنوع السابق فهو لايعود بالضرر علي الفرد نفسه بل يمتد الضرر إلي غيره سواء داخل نطاق الأسرة أو خارجه وقد يتخذ شكل التحريض أو الإعتداء المباشر ويقصد به السلوكيات المبتذلة الخادشة للحياء والتي يفعلها المراهق
-والفرق بين الإنحرافين: الخطورة تكمن في الإنحراف القيمي أكثر من الأخلاقي لأنه يحمل في طياته معتقدات وقناعات داخليه تتحول إلي سلوكيات أما بالنسبة للإنحراف الأخلاقي فهي مجرد نزوات مؤقتة وعابرة
مستويات إنحراف المراهق
تتعدد مستويات الإنحراف ويجب عليك معرفتها جيدا عن محاولة الإجابة على سؤال كيف تتعامل مع المراهق المنحرف ؟
– إنحراف خطر: يحدث عند تكرار ممارسة جميع اشكال الإنحراف بصورة دائمة
– إنحراف شديد: يحدث عند تكرار ممارسة المراهق لغالبية أشكال الإنحراف بصورة دائمة
– إنحراف بسيط: عند تكرار ممارسة المراهقين لإنحراف واحد أو أكثر
– شديدي التعرض للإنحراف: يحدث عند ممارسة المراهق لإنحرافات عديدة مرة واحدة فقط
– معرض للإنحراف: يحدث عندما يمارس المراهق نوع واحد من الإنحرافات مع قيامه بمقاومة الرغبة في الوقوع في مزيد من الإنحرافات
– غير منحرف: يحدث في حالة عدم قيام المراهق بممارسة أي شكل من أشكال الإنحراف
أسباب الإنحراف لدى المراهقين
6 أسباب جوهرية يجب عليك التعرف عليها لمعرفة كيف تتعامل مع المراهق المنحرف ؟
– الترابط الأسري
البيئة الأسرية هي الأساس في تشكيل وبناء شخصية الإنسان ووفقا للدراسات الحديثة فأن غالبية المنحرفين ينتمون لأسر غير مترابطة أسريا كما تشير أيضا إلي قوة وإرتباط العلاقة بين إنحراف المراهق وإنحراف أحد والديه كما أن حدوث أي خطأ في التنشئة الإجتماعية يولد الإنحراف إضافة إلي أن الأسلوب المتبع في التربية من حيث التدليل الزائد أو القسوة الزائدة وعدم المساواة في المعاملة بين الابناء يزيد من الإنحراف
– لا مبالاة الوالدين وعدم إهتمام الأهل برقابة المراهق
عندما ينشغل أطراف الأسرة كلا بحياته ومشاكله دون أدني إهتمام بحياة المراهق ومعرفة مثلا هل يلتزم بالذهاب إلي المدرسة؟ ومن يصاحب؟ ومع من يخرج ؟ مع إعطاؤه حرية مطلقة بعيدا عن أي ضوابط
– غياب الوازع الديني
عدم الإهتمام بالجانب الديني والتنشئة الدينية القائمة علي التحلي بالأخلاق والتصرفات الحسنة
-عدم اكتساب المراهق لخبرات حياتيه
قد ينجرف المراهق وراء المهالك والإنحرافات دون أن ينتبه حتي يجد نفسه غارقا في مشاكل لاحصر لها ولا يستطيع حلها وقد يتطور الأمر لدخول السجن ويصبح شخص منبوذ من الجميع
– الدور السلبي لوسائل الإعلام من فضائيات وإنترنت
من الممكن أن يكون الإعلام هادف يقدم مضامين نافعة للشياب ومن الممكن أن يكون من أسباب الإنحراف بما يقدمه من أفلام قد تحتوي علي مشاهد عنف وسفك للدماء وبعضها يسرد بنوع من التفصيل مظاهر للإنحراف كالرقص والزنا وشرب المخدرات والمراهق في تلك المرحلة يسعي للتقليد فيكون الإعلام بداية الخيط للإنحراف الأخلاقي والسلوكي
– عدم تقدير قيمة الوقت واستغلال وقت الفراغ فيما لايفيد
يقضي المراهق وقت طويل في مشاهدة الأفلام علي الانترنت دون رقابة لمحتواها وقد يستخدم الهاتف النقال في معاكسة الفتيات عبر وسائل التواصل الإجتماعي
علاج الإنحراف عند المراهق
– عدم إقحام الأبناء في المشاكل الأسرية وخاصة مشاكل الوالدين حتي لايشعر المراهق بالتوتر ويبحث عن شىء لتقليل توتره وقد ينصحه صديق سوء بتعاطي المخدرات
– الإهمال الأسري وغياب الدور التقويمي للوالدين في حياة أبنائهم وخصوصا الأب بإنشغاله الدائم وعدم إهتمامه بجوانب حياة ابنه فلابد من تخصيص وقت للإستماع للأيناء والتحاور معهم وسؤالهم عن شئونهم
– الإهتمام بأخذ أراء المراهقين في الشئون الأسرية وحثهم علي أداء بعض الأعمال المنزلية تدعيما للمشاركة الأسرية
– التعرف علي أصدقاء المراهق وعائلاتهم سواء أصدقاء الدراسة أو خارجها
– تجنب التدليل الزائد للمراهق وتوضيح حدود الحرية الممنوحة له وعدم إفساده بمنحه الكثير من النقود
– عدم إتباع أسلوب القسوة الزائدة والكبت والتضييق علي حرية الأبناء إنما إعطائهم حرية مدعمة بضوابط أخلاقية توضح الممنوع والمسموح وتجعلهم يفرقون بين الحلال والحرام
– الإهتمام بالتغذية السليمة للأبناء مع مراعاة حصولهم علي نوم صحي والانتباه في حالة ملاحظة أي شيء غير طبيعي يطرأ علي سلوك المراهق مثل التوتر أو شحوب الوجه والخمول والبحث في أسباب ذلك لمعرفة عما إذا كان هناك مشكلة للبحث في حلها قبل أن تتفاقم
– العمل علي إشغال وقت فراغ المراهق فيما يفيد فيمكن الإشتراك في أحد الأندية وتشجيعهم علي ممارسة رياضة معينة كما يمكن تعويدهم علي القراءة وحثهم علي التفوق العلمي