إدمان الانترنت .. وطرق العلاج
من خلال الاستبيانات المتعددة التي أجريت على مستخدمي المواقع تبين أن الدخول لمواقع الجنس بالدرجة الأولى، ومن ثم مواقع المحادثة (التشات) هو أوضح مظهر لظاهرة إدمان الانترنت.
كما أظهرت الأبحاث أن الإدمان على الانترنت قد يكون عاماً، غير أنه بشكل عام يتناول مكونات معينة:
- الإدمان على مشاهدة المواد الاباحية في الشبكة.
- الإدمان على الألعاب والقمار في الشابكة – وهذا تعريف شامل يتضمن الألعاب، ألعاب القمار، المشتريات، الاتجار بالأسهم المالية، الملاهي الافتراضية وباقي الألعاب التي تسبب البيع وخسارة الأموال الكثيرة في الانترنت.
- الإدمان على التعارف ضمن الشابكة – الدخول إلى المعايشة العاطفية العالية في غرف المحادثة (التشات)، مجموعات النقاش، مواقع التعارف أو برامج الرسائل الفورية، بناء علاقات افتراضية.
- الإدمان على المعلومات عبر الشبكة – التجميع الذي لا نهاية له للمعلومات، تخزينها وتحديثها
ربات المنزل ..مدمنات؟
مؤخرا كثرت التحذيرات من ظاهرة إدمان الأمهات على الانترنت وقد أرجع الأمر إلى أن الأمهات من أكثر الأشخاص المعرضين لحالات الملل والاكتئاب والوحدة (في حال تبلد أحاسيس الزوج) وكذلك الخوف من العلاقات الاجتماعية بسبب ضعف الثقة بالنفس. كما أن العلماء يضيفون سبباً جديداً حين يؤكدون أن الناس الذين تكون لديهم قدرة خاصة على التفكير المجرد هم أيضًا عرضة للإدمان بسبب انجذابهم الشديد للإثارة العقلية التي يوفرها لهم الكم الهائل من المعلومات الموجودة على الإنترنت.
ربة المنزل تجد في الانترنت راحة لسهولة وسرعة الوصول للمعلومات، كما تجد أن هناك غطاءَ من السرية يساعدها على البقاء بعيداً عن المراقبة والتدخلات الغير مريحة. وأخيرا هي تهرب من الواقع إلى واقع بديل يعوضها (كما تظن) عن النقص في ثقتها بذاتها.
لا يخفى على أحد أن هذا النوع من الإدمان يؤثر بشكل قطعي على حالة الأطفال ويجعلهم يعانون من مشاكل نفسية وإهمال اجتماعي يؤدي إلى أسرة متفككة وقد يصبحون مستقبلا أكثر الأشخاص تأهيلا لحزب الإدمان لأنهم ينحدرون من عائلة مفككة.
ما هو الحل؟
من خلال الدراسات المعمقة في موضوع الإدمان توصل المعالجون إلى مجموعة من العوامل التي قد تخفف من ظاهرة الإدمان وهي:
1 – عمل الضد: فإذا اعتاد المريض استخدام الإنترنت طيلة أيام الأسبوع يطلب منه الانتظار حتى يستخدمه في يوم الإجازة الأسبوعية، وإذا كان يفتح البريد الإلكتروني أول شيء حين يستيقظ من النوم يطلب منه أن ينتظر حتى يفطر، ويشاهد أخبار الصباح، وإذا كان المريض يستخدم الكمبيوتر في حجرة النوم يطلب منه أن يضعه في حجرة المعيشة… وهكذا.
2 – إيجاد موانع خارجية: يطلب من المريض ضبط منبه قبل بداية دخوله الإنترنت بحيث ينوي الدخول على الإنترنت ساعة واحدة قبل نزوله للعمل مثلاً حتى لا يندمج في الإنترنت بحيث يتناسى موعد نزوله للعمل.
3 -تحديد وقت الاستخدام: يطلب من المريض تقليل وتنظيم ساعات استخدامه بحيث إذا كان –مثلاً- يدخل على الإنترنت لمدة 40 ساعة أسبوعيًّا نطلب منه التقليل إلى 20 ساعة أسبوعيًّا، وتنظيم تلك الساعات بتوزيعها على أيام الأسبوع في ساعات محددة من اليوم بحيث لا يتعدى الجدول المحدد.
4- الامتناع التام: كما ذكرنا فإن إدمان بعض المرضى يتعلق بمجال محدد من مجالات استخدام الإنترنت. فإذا كان المريض مدمنًا لحجرات الحوارات الحية نطلب منه الامتناع عن تلك الوسيلة امتناعًا تامًا في حين نترك له حرية استخدام الوسائل الأخرى الموجودة على الإنترنت.
5ـ- إعداد بطاقات من أجل التذكير: يطلب من المريض إعداد بطاقات يكتب عليها خمسًا من أهم المشاكل الناجمة عن إسرافه في استخدام الإنترنت كإهماله لأسرته وتقصيره في أداء عمله مثلاً ويكتب عليها أيضًا خمسًا من الفوائد التي ستنتج عن إقلاعه عن إدمانه مثل إصلاحه لمشاكله الأسرية وزيادة اهتمامه بعمله، ويضع المريض تلك البطاقات في جيبه أو حقيبته حيثما يذهب بحيث إذا وجد نفسه مندمجًا في استخدام الإنترنت يخرج البطاقات ليذكّر نفسه بالمشاكل الناجمة عن ذلك الاندماج.
6- إعادة توزيع الوقت: نطلب من المريض أن يفكر في الأنشطة التي كان يقوم بها قبل إدمانه للإنترنت؛ ليعرف ماذا خسر بإدمانه مثل: قراءة الكتب السماوية، والرياضة، وقضاء الوقت بالنادي مع الأسرة، والقيام بزيارات اجتماعية وهكذا.. يطلب من المريض أن يعاود ممارسة تلك الأنشطة لعله يتذكر طعم الحياة الحقيقية وحلاوتها.
7- الانضمام إلى مجموعات التأييد: يطلب من المريض زيادة رقعة حياته الاجتماعية الحقيقية بالانضمام إلى فريق الكرة بالنادي مثلاً أو إلى درس لتعليم الخياطة أو الذهاب إلى دروس المسج أو الكنيسةد؛ ليكوّن حوله مجموعة من الأصدقاء الحقيقيين.
8- المعالجة الأسرية: في بعض الأحيان تحتاج الأسرة بأكملها إلى تلقي علاج أسري بسبب المشاكل الأسرية التي يحدثها إدمان الإنترنت بحيث يساعد الطبيب الأسرة على استعادة النقاش والحوار فيما بينها ولتقتنع الأسرة بمدى أهميتها في إعانة المريض؛ ليقلع عن إدمانه.
وأخيرا تبقى الإرادة ثم الإرادة هي نقطة البداية والمنتهى في علاج الادمان وما الإنسان إلا إرادة.
د. محمد نعيم الجابي – بالتعاون مع مجلة أيام الأسرة
المصدر: موقع صيدا أون لاين