أدمنت أفلام الشذوذ ، أنقذوني

أنا شابٌّ عمري 17 عاماً، أصحبتُ شاذَّاً بسبب الأفلامِ الإباحيَّةِ الشاذَّة، بعد أن كنتُ طبيعياً جداً قبلها، وكنتُ أشاهدُ أفلاماً جنسيةً طبيعية، وكنتُ أميلُ جداً للفتيات، والأمرُ طرأ عن طريقِ الصدفة، حيث رأيتُ فيلماً شاذَّاً في أحد المواقع، وأصبحتُ مُدمناً لهذا النوع من الأفلام، وجعلتني هذه الأفلامُ شاذَّاً جنسياً أميلُ للرِّجالِ أكثر من النِّساء، وأُفكِّرُ فيهم أكثر، وكأنهم العنصر الأساسي المقابل للرجل، وأتخيلُ أشياءً قبيحةً، ولكني تخلَّصتُ من هذه العادة الآن تقريباً، ولم أتخلَّص من الشُّذوذِ والأفلام الإباحيةِ الشَّاذة، والآن أصبحتُ مدمناً للعادة السرية.
أريد العودةَ لطبيعتي، ولكني لا أستطيع، وأنا على هذا الحال منذُ ثلاثِ سنوات أو أكثر، حتى أصبحتُ مُعقَّداً نفسيَّاً، وأُشاهد هذه الأفلام دائماً يومياً وباستمرار، ولا أستطيعُ التخلُّصَ من هذا الشذوذ الذى جعلني مُحبطاً جداً، وفاشلاً في الدراسة، وفي كل شيء.
أريد معرفة سبب ما وصلت إليه بعدما كنت طبيعياً: هل هو الظُّروفُ الاجتماعية، أم الأفلام الجنسية الشاذَّة، أم حادثة اغتصابي وأنا صغير بدون أن أدري -ولكني كنتُ نسيتُ كل شيء عن هذا؛ لأني كنتُ صغيراً وقتها، ولا أفهم شيئاً من هذا، ولم أُفكِّر بالشذوذ لهذا السبب-؟
المستشار: أ.رامي الكثيري

الابن العزيز: -وفَّقهُ الله-: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بدايةً: أنت بدون شك لك من اسمكِ نصيب “الحزم”، فأنت كمراهق تتمتَّع بشجاعةٍ كبيرةٍ جداً لتُصارح بمشكلتك، وهذا يدلُّ على حرصك على العلاج، والإقلاع عن هذه المعصية، ولحلِّ هذه المشكلة وعلاجها يجب أن تستمر بحزمٍ وشجاعةٍ في الالتزام بالخطوات التي سأكتبها لك.
مشكلة الوقوع في “الجنسية المثلية” وهي ميول الرجل للرجل أو المرأة للمرأة، تُعتبر من أبرز مشكلات الهوية لدى المراهقين في مثل سنك، وذلك في جميع أنحاءِ العالم بدون استثناء، وتزيد مشكلة “الجنسية المثلية” تعرُّض المراهق للتحرش أو الاعتداء الجنسي أثناء طفولته، والكثير من المراهقين يمرُّونَ بهذه المشكلة، وتستمر فترةً ثم تتوقف مع مرور الوقت عندما يقومُ المراهقُ بمواجهتها بحزم، أما اذا استسلمَ لها المراهق، فقد تُحوِّل حياته مستقبلاً إلى مأساةٍ حقيقية.
السبب الرئيسي لوقوعك كمراهق في مثل هذه المشكلة هو: اضطرابُ الشَّخصية، وتحديداً اضطراب الهوية الجنسية. ولحل هذه المشكلة؛ عليك القيام بما يلي:
– زيارة مُرشدٍ نفسيٍّ تثقُ فيه؛ لوضع خُطةٍ علاجيَّةٍ لمشكلة اضطراب الشخصية لديك، وهذا سيتطلبُ عدداً من الجلسات الإرشادية لفترةٍ بسيطة، بحيث يقوم المرشدُ بدراسة سبب المشكلة، وإعادة بناء الهوية الشخصية لديك، وخصوصاً الهوية والميول الجنسية.
– وضع برنامجٍ يوميٍّ تكون فيه دائماً بصحبة الأهلٍ والأقاربٍ والزملاء الصالحين؛ لأن الفراغَ والوحدةَ هي التي تُساعد علي إثارة الأفكار والخيالات الجنسية، وضع جدولاً يومياً من الصباح إلى المساء تستغلُّهُ في البرامج والأنشطة المفيدة.
– سجِّل في برامج تطوُّعية في شهر رمضان القادم، كالعمل مُتطوِّعاً في إحدى الجمعيات الخيرية، أو المساعدة في مشروع إفطار الصائم القريب من منزلك؛ فهذه الأنشطة ستُساعدك على الاقتراب من الطاعة، والإقلاع عن هذه المعصية، وتملأ وقتك بالمفيد.
– يجب أن تُغيَّرَ من طريقة نومك وغذائك، وتُمارس الرياضة؛ والسبب في ذلك: أن الدِّراسات الطيبة أثبتت أن إدمان مشاهدة الأفلام الإباحية، وممارسة العادة السرية، تُفرزُ هرموناتِ تُشبه الهرمونات المصاحبة لتعاطي المخدرات والحشيش، فهي تُشعرُ الشَّخصَ بالانتشاء بعد المشاهدة أو ممارسة العادة السرية، وبالتالي عند توقف الشخص عن ذلك تعملُ الهرموناتُ في الجسم بشكلٍ قويٍّ لتجذب الشخص لفعل هذه المعصية مرةً ثانية، مثل المدمن الذي يشعر بحاجته لتعاطي جرعةٍ ثانية، وتغيير طريقة النوم ونوع الغذاء الذي تأكله، وممارسة الرياضة، يُساعد على إعادة ضبط الهرمونات في جسمك بشكلٍ صحيح، ويُخفِّف من أعراض جذبك للمشاهدة مرة أخرى.
– التزم بقراءة القرآن والصلاة والصيام؛ فهي أفضل الطرق التي تُساعدُ على التَّخفيفِ من حدة مشكلة الخيالات والأفكار الجنسية.
ابني الفاضل: حازم، حالياً لست بحاجةٍ لإخبار الآخرين بمشكلتك، أنت تحتاج فقط إلى مُرشدٍ نفسيٍّ ليساعدك، وإلى داعيةٍ دينيٍّ تثق فيه ليساعدك على تجاوز هذه المشكلة، وهي ستزول مع الوقت إن شاء الله.
وسنقومُ بمساعدتك في موقع “مستشارك الخاص” بحسب الإمكانات المتاحة لنا، وسنستمر بالتواصل معك، وثقتنا كبيرةٌ بالله، ثم بشجاعتك لتجاوز المشكلة، والاستفادة من شهر رمضان القادم، وسنكون بانتظار سماع أخبارك السعيدة والرائعة بعد شهر رمضان إن شاء الله.
دعواتنا الصادقة لك بالنجاح والفلاح..آمين.

المصدر : راف