أخاف على ابني من الفيسبوك

لدي ابن يبلغ من العمر 17 سنة مشكلته أنه يجلس كثيراً على الفيسبوك ويهمل دروسه وصلاته، كيف أستطيع منعه؟ علماً بأني كلمته كثيراً وهو يخادعني و يراوغ، أشيروا علي بارك الله فيكم
المستشار: د.ماجد الزميع
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين، وبعد
أخي الكريم: لاشك أن التقنية ووسائل الاتصال قد اقتحمت على كثير من الناس بيوتهم وبيئاتهم، وهي وسائل وآليات تحوي الغث والسمين، وإن كان الغث والسيئ قد يغلب أحياناً كثيرة.
وليس الحل اليوم في منعه منها، وقطعه عن هذه الوسائل، ولكن الحل في توجيه الأبناء والبنات إلى التعامل معها بإيجابية، واستغلالها في النافع والمفيد، من خلال جملة من الوسائل التي تحاول توجيهه إليها.
ولعلي أقترح عليك شيئاً من هذه الوسائل، ثم تختار أنت ما تراه الأنسب لحال ابنك وطبيعة حياتكم، وربما زدت عليها ما لم يرد ذكره. ومن ذلك:
أولاً: ينبغي العناية بترقية الجانب الإيماني عند الأبناء، وذلك بمتابعة صلاتهم في المسجد جماعة، والجلوس معهم في أوقات محددة لقراءة القرآن، بعد الصلاة مثلاً، واقتراح صيام يوم ما جماعياً لأهل البيت، وغيرها من الطاعات التي ترفع وتزيد في الإيمان.
ثانياً: ينبغي تكليف الأبناء ببعض الأعمال والأمور التي تناسب أعمارهم، من قضاء بعض حوائج البيت، وشراء بعض اللوازم، وتعليمه الأمور التي سيعملها حينما يكبر ويصبح رب أسرة، وبالتالي نعلمه ونشغل جزءً من وقته فيما هو مفيد.
ثالثاً: لا ينبغي أن تكون الانترنت مفتوحة له على مدى الأربع والعشرين ساعة، بل يجب أن نحدد الأوقات المناسبة التي نعطيهم الفرصة فيها لدخول الانترنت.
رابعاً: توجيه الابن إلى المواقع المفيدة في بحر الانترنت، وصفحات الفيسبوك المفيدة، كصفحات بعض طلبة العلم والدعاة، والجمعيات الإسلامية، ونحوها، وذلك بالطلب منه البحث عن قضية ما في موقع ما، وإفادتكم بمضمونها، ونحو ذلك.
خامساً: ماذا لو اقترحنا عليه أن ينشئ صفحته الخاصة قي الفيسبوك، ويجعلها صفحة نافعة للناس، ومنبراً دعوياً، تحوي كثيراً من الخير، ويضع ضوابط ومحددات لصفحته، وتشاركه الرأي في اختيارها وتحديدها.
سادساً: ينبغي لك غرس مفهوم المسؤولية في نفس ابنك، ليعرف بأنه مسؤول عن كل ما يكتبه أمام الله تعالى، ثم أمام نفسه، ثم أمام المجتمع، لينمو عنده الشعور بذلك تدريجياً.
سابعاً: التركيز على تحفيز وتنمية الجوانب الحركية للشاب في مثل هذه المرحلة العمرية، لحضور الشهوة بقوة، فالرياضة النافعة تصرفه عن كثير من أبواب الشر، والسعي في أبواب الخير، يعينه على عدم الانغماس في مستنقع الفيسبوك والإنترنت على وجه العموم.
وفي الختام أوصيك أخي الكريم بالالتجاء إلى الله تعالى، والتضرع إليه، والالحاح في الطلب،بأن يصلح الله لك الذرية، وأن يهدي قلوبهم، وأن يعيننا الله جميعاً على إصلاح أنفسنا وأبنائنا، وجميع المسلمين.
والعلم عند الله تعالى، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه.
المصدر : راف