التحرش الجنسي بين الإخوة

السلامُ عليكم ورحمةُ الله وبركاته. وبعد:
سؤالي: كيف يتمُّ التَّخلصُ من التحرشِ الجنسي بين الأخوةِ، وخاصةً أنَّهم من فئةِ المراهقين؟.
الواقع أنَّ لي ابنُ أختٍ عمره 16 سنة، يحاولُ أن يتحرَّش بأخته وعمرها 14 سنة، مع العلمِ أنَّها محتشمةٌ، ولا تلبسُ الملابسَ الملفتة أمامه؟.

الإجابة
المستشار: د.أحمد الفرجابي

فإننا بدايةً نرحبُ بكِ في الموقع، ونشكرُ لكِ هذا الاهتمام والسؤال.
نؤكدُ لكِ أنكِ الأقدرُ على حلِّ هذا الإشكالِ طاعةً للكبيرِ المتعال، ثم محافظةً على صلاحِ من يهمكِ أمرهم من الأجيال، فاستعيني بمن لا يغفلُ ولا ينامُ، واقتربي من أبناء أختك، وأشعريهم بالأمان، وصادقيهم وحاوريهم على انفرادٍ؛ حتى تتضح لكِ الحقائق، واحرصي في كل تلك الخطوات على السِّترِ والسِّرية بعد اللجوءِ للموفقِ ربِّ البرية.
وينبغي أن نُحاولَ الوصولَ إلى ينابيعِ الشَّر، ونُحدِّدَ حجمَ الإشكالِ والخلل، وتاريخ التهديد وصوره؛ حتى تأخذَ المشكلةُ حجمها المناسب، فإنَّ الشَّر دركات، ودائرةُ العِرضِ لا تقبلُ المِساس، والحفاظُ عليه من كلياتِ الشريعة، ومن هنا فنحنُ نتمنَّى الإسراع في اتخاذِ التدابيرِ والتي من أهمِّها تقليلُ فرصِ الخلوة؛ لأنَّ الشَّيطان هو الثالث، ثم اهتمام الفتاة في سترها أكثر، وهناك من تتوسعُ في لبسها بين محارمها، وقد يكونُ جسمها ممتلئ، ويشعُّ أنوثة، ونحنُ في زمانٍ انتكست فيه الفطر، وقلَّ الوازع الدِّيني، وكثرت المثيرات، كما نرجو تشجيعَ الفتاةِ على حمايةِ نفسها، وتذكيرها بخطورةِ التَّفريطِ في شرفها، مع ضرورة تنميةِ الوازعِ الدِّيني في نفسِ الشَّاب، وتخويفه من شدةِ العقاب، وإحياء كوامنِ الغيرةِ في نفسه، وتذكيره بأنَّ الرَّجل يصونُ عِرضه بل ويموتُ دفاعاً عن شرفه، فكيف يكونُ هو مصدرٌ للتهديد؟!.
ولا نؤيدُ فكرة تصعييدِ المسألةِ إلا إذا ثبتَ التمادي، وكان في الوالدين عقلٌ ووعيٌ وحكمة؛ لأنَّ المعالجةَ الخاطئة سوفَ تزيدُ الأمرَ سوءاً، قال تعالى: {ومن يؤتَ الحكمة فقد أوتيَ خيراً كثيراً}.
ونسعدُ بالاستمرارِ في التواصلِ والتشاورِ.

المصدر : راف