أخي يتابع حساب إنستغرام فيه مواد مخلة ؟
أخي في الصف الثاني ثانوي، تفاجأنا من خلال حساب الانستقرام بمتابعته لفتيات يعرضن صورًا لأجزاء من أجسادهنّ، والتعليق منه عليها، وكذلك تعليقاتهنّ على صوره بعبارات خادشة، تم تبليغه بذلك وتحذيره وحذف حسابه وفتح آخر جديد تحت متابعتنا، وأخذنا رقمه السري للجهاز لفتح حساباته ومتابعتها؛ حيث وجدنا له حسابًا جديدًا يتابع فيه فتيات غيرهنّ، فهل نحذف الجديد ونبلغه بذلك أم نحرمه من الجهاز؟ أم يبقى الرقم السوي لدينا كتهديد له؟
آمل توجيهنا للصحيح مشكورين.
الأخت الفاضلة : شموخ
نرحب بك وباستشارتك وتواصلك مع موقعنا، سائلين المولى سبحانه أن تجدي فيه ما يساعدك في حل مشكلة أخيك، آمين.
ولابد في البداية أن أشكرك على اهتمامك بأسرتك، وعلى الأخص أخيك، فإنه الآن في مرحلة عنفوان مراهقته، وهو بحاجة إلى توجيهك ونصحك بالتي هي أحسن.
لابد أن يتعرف أولياء الأمور على الدوافع والأسباب الكامنة وراء وقوع الشاب المراهق في هذه المواقع، ويؤكد العلماء أنّ تطلُّع الشباب في هذه المرحلة إلى المواقع والصور الإباحية له أسبابه، ومن أهمها:
1 ـ ضعف الجانب الديني لدى من يتعاطى هذه الصور، حتى وإن كان بعضهم مواظبًا على الصلاة، ولكنهم ممن اتخذوا الصلاة كعادةٍ وليس كعبادةً، ولم يكن ممن يستشعرون لذة الصلاة وقرب الله { إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر}.
2 ـ كما ذكرت دراسات اجتماعية أن من أهم الأسباب: الفضول وحب الاطلاع، وقلة الثقافة الجنسية الصحيحة السوية أو انعدامها على الإطلاق.
3ـ مع نزول الجوالات الحديثة المتطورة يحدث لدى الشاب الانبهار بهذه التقنية، وعدم الوعي بسلبياتها، واتخاذها وسيلةً للترفيه فقط.
4 ـ ولا ننسى دور أصدقاء السوء، وزملاء المدرسة؛ فهم من من أشد أنواع البلاء الذي يجب توعية أبنائنا تجاهه، إلى غير ذلك من الأسباب الكثيرة.
الحلول المقترحة:
ولذلك ينبغي على الآباء والأمهات ومن يقوم مقامهم فَهم هذه الأسباب الدافعة، ومعالجة ما يمكن علاجه، وأقترح عليك الأمور التالية:
1 ـ مساعدة أخيك على الاطلاع على المفاهيم الشرعية والعلمية حول الجنس.
2 ـ توعية أخيك بإعطائه معلومات حول أخطار النت وأنه سلاح ذو حدين، وأنه يجب الحذر أثناء التعامل معه.
3 ـ قومي بتنمية جانب حب الله والإيمان به، ومراقبة الله تعالى له؛ لينتج عنها المراقبة الذاتيه لدى أخيك.
4 ـ لا بد من الصبر والتحمل وضبط الأعصاب في هذه المرحلة، مع الانتباه على عدم المجابهة التي توصل إلى حرب كلامية، وردود غير مناسبة بينك وبينك، فكوني محافظةً على الحدود العامة، ولا تسمحي له بتجاوز حدوده، حتى لا تفقدي هيبتك أمامه.
5 ـ أما ماهي الكيفية التي يتم بها علاجه، هل هي سحب الجهاز أم حذفه أم غير ذلك؟
فالأفضل أن تقومي بهدوء بعمل اتفاقية بينك وبينك ليختار هو بنفسه الحل المناسب، وقومي أنت باتباع هذا الحل والمتابعة والتوجيه بين الفينة والأخرى.
وإذا طلب منك المساعدة فساعديه أو ارسلي له هذه الخطة على إيميله بطريقة غير مباشرة:
1. ابدأ يومك بذكر الله وصلاة الفجر جماعةً، واجعل لنفسك وردًا من تلاوة القرآن الكريم.
2 ـ اطلب من الله العون والتوفيق والهداية، واعلم أن الله سيوفقك إذا علم صدق نيتك، ورأى بداية جهدك.
3 ـ اجعل صلتك بالله قويةً، واذكره دائمًا ليطمئنّ قلبك، وتتخلص من دائك وتصفو حياتك، قال تعالى: {ألا بذكر الله تطمئن القلوب}.
4 ـ جاهد نفسك يوميًا، وذلك عن طريق: مقاومة المثيرات، وملء وقت الفراغ، سواءً بممارسة الرياضة أو الانشغال بهواية مفيدة، واستثمار الوحدة، والابتعاد عن أصدقاء السوء.
5 ـ التخلص الفوري من كل الصور العارية والأفلام المثيرة.
6 ـ كافئ نفسك على كل يوم تنجح فيه بمبلغ، ثم تصدق به أو اشترِ كتابًا يفيدك أو أي نشاطٍ آخر يحبه الله تعالى.
7 ـ اختر صديقًا مؤمنًا يخاف الله تعالى؛ فهذا من أهم ما تحتاجه في هذه المرحلة.
والله الموفق.