أختي تطالع مواقع إباحية من جهاز الايباد ، كيف أعالج الأمر ؟

    لدي أخت في مرحلة المراهقة تدرس في الصف الأول متوسط، أهداها والدي آيباد وجوالًا في فترة الابتدائية، مع اعتراض أمي على حصولها عليهما في فترة مبكرة، بسبب إلحاحها بطلبهما، وبعد فترة سنة اكتشفت أنها تشاهد مقاطع إباحية في اليوتيوب، وأخبرت والدتي كي تتصرف معها، ولكني لم أخبرها أنها تمارس العادة السرية عند مشاهدتها -لم تكن لدي الجرأة لإخبارها- ولكن أمي أخبرتني بأنها فترة وسوف تذهب إذا كبرت، ولا تريد أن تشد معها في هذا الموضوع حتى لا تخرج عن السيطرة، واكتفت بإخبارها أن ما تفعله حرام، ولا يجب عليها مشاهدتها، وما إلى ذلك!

    لم أتدخل بعدها في شيء، ونار الحرقة في قلبي، لا أريد لأختي الصغيرة أن تنجر وراء هذه الأشياء القذرة، فهي ما زالت صغيرة، أريد التدخل ولكن أعرف نفسي جيدًا؛ فأنا عصبية وأخرج عن طوري في بعض الأحيان، خفت أن موقفي معها قد يزيدها عنادًا؛ فهي من النوع العنيد، ولكنها ذكية جدًا -ما شاء الله- ومنذ يومين اكتشفت أن لديها حساب على الانستغرام لا نعرفه، ووجدت لديها حساب أصابني بصدمة لم أتحملها، أختي الصغيرة لديها حساب متخصص في رواية قصص عن البويات والليديات، البويات وحبيباتهم، وماذا يفعلونه من أمور خاصة بالمتزوجين، وباللفظ الصريح.

    أصبت بصدمة كبيرة لم أعد قادرة على التفكير، واكتشفت أنها تتبادل هذه القصص مع صديقة لها، وهذا ما زاد من همي، لا أدري هل سوف يتطور هذا الشيء يومًا ما؟ هل سوف يتمردون على فطرة الحياة هي وصديقاتها؟ أنا خائفة جدًا وقلقة لأبعد حد، ولا أعلم كيف أتصرف هل أخبر أمي كي تتعامل معها أم يجدر بي أن أتصرف أنا؟ وكيف أتصرف؟ أنا ليس لي خبرة في هذه الأمور!

ساعدوني جزاكم الله خيرًا.

المستشار: أ.سلمى الحرمي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. شكراً على تكرّمكم بطلب الاستشارة من موقعكم “مستشارك الخاص” وثقتكم بنا، آملين في تواصلكم الدائم مع الموقع، وبعد:

 

غاليتي: فاطمة: أسعدني تواصلك معنا وأشكرك على ثقتك في مستشارك الخاص، واعلمي أننا هنا من أجلك.

 

بداية أهنئك على شعورك الإيجابي تجاه أختك وإحساسك بالمسئولية وخوفك عليها، وهذ يدل على نضوجك الديني والفكري، أسأل الرحمن أن يتمم عليك العافية.

 

ابنتي: اعلمي بأن والديك هم من يتحملون مسئولية تربية الأبناء، ولقد وجهنا رسولنا -صلى الله عليه وسلم- لأهمية التربية وخطورة التساهل فيها، فقال: (إن الله سائل كل راعٍ عما استرعى حفظ أم ضيع)، وقال تعالى في محكم التنزيل: (يوصيكم الله في أولادكم) ولا شك بأن إعطاء طفلة صغيرة جهاز آيباد أو جوال وعدم تقنين استعماله ومراقبته مع تحصين الطفل وتغذيته الإيمانية وتدريبه على مراقبة الله في السر والعلن، لا شك إذا غابت هذه التربية سوف تكون العواقب وخيمة، وأضرار هذه الأجهزة ممكن أن تدمر الطفل، وعليه فلا بد من:

 

مصارحة والدتك والاتفاق معها على الأسلوب الأمثل في توجيه أختك الصغيرة، كما يجب إعطاؤها بعض المسئولية في إدارة البيت، والعمل على تقليل فترات الجلوس بمفردها، وإلحاقها في إحدى مراكز الفتيات لاستثمار هواياتها المفيدة وتعلمها بعض المهارات النافعة، مع دمجها في مجموعة من الفتيات الصالحات.

 

كما عليك التقرب إلى أختك من خلال تخصيص وقت يومي لمجالستها وإثارة محاورات متنوعة حول ما تهتم فيه، وتهتمين فيه، وملاطفتها وإظهار حبك لها، وإظهار الاحترام لشخصيتها وحوائجها الخاصة، واحترام خصوصياتها، بإمكانك اتباع الأسلوب غير المباشر في تحذيرها من مغبة الانحراف في استخدام هذه الأجهزة، مع بيان خطورة ذلك على مستقبلها ودراستها ودنياها وآخرتها.

 

ختامًا: فوضي أمرك لله، وأكثري من الدعاء، وتوكلي على الله؛ فهو سبحانه وحده من بيده الخير وهو على كل شيء قدير.

 

وفقك الرحمن وحفظ أختك من كل سوء.

المصدر : راف