تماديت في علاقتي مع شاب بالشات
السؤال
أحببت شاباً وتماديت معه في الخطأ ولكني نادمة فهل يغفر الله لي؟
أنا شابة غير متزوجة، عمري 23 سنة، أحببت شاباً عبر الإنترنت لدرجة الغباء، أصبحنا نتكلم عبر الهاتف، بدأنا بمحادثة عادية وانتهت بمحادثة جنسية، ثم المحادثة بالصوت تحولت إلى محادثة جنسية بالصوت والصورة، تماديت معه، وتخطيت كل الحدود لدرجة أنه رآني بدون حجاب، وأكثر من هذا رأى جسدي عارياً، وأنا رأيته أيضاً عارياً، وآل بي الحال إلى اللجوء للمواقع المحظورة لإخماد شهوتي، أنا أعلم أن فعلتي شنيعة ولا تغتفر، فأنا الآن في دوامة من الندم، وقد أقلعت عن كل هذا، وقطعت كل وسائل الاتصال التي تربطني به.
سؤالي: ما هو العقاب الذي يلزمني لأكفر به عن ذنوبي لأنني أتعذب وخائفة من ربي؟ وبماذا تنصحونني؟
الإجابــة
د. عقيل المقطري
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: فردا على استشارتك أقول:
أ ـ ما وقعت فيه نتيجة للاستخدام السيئ لوسائل التواصل الاجتماعي وشبكة الإنترنت، فبدلا من أن تستخدميها في الخير استخدمتها فيما يوصل إلى معصية الله ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
ب ـ من أعظم أسباب الوقوع في مثل هذه المعصية ضعف الإيمان، وضعف مراقبة الله تعالى، ولذلك لا بد من تقوية الإيمان بالأعمال الصالحة كالصلاة، والصوم، وتلاوة واستماع القرآن الكريم وغير ذلك من الأعمال الصالحة.
ت ـ كوني على يقين أن الله يراك ويرى ما تفعلينه ليلا ونهارا وسرا وجهارا قال تعالى: (الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ) وأنه قد وكل بكل عبد من عباده ملكين لا يفارقانه يكتبان كل ما يقول ويفعل قال تعالى: (مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ) وقال: (وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ كِرَامًا كَاتِبِينَ يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ).
ث ـ لا عقوبة شرعية على مثل هذه الفعلة والمعصية الشنيعة، ولكن عليك بالتوبة النصوح التي من شروطها الإقلاع عن الذنب، والندم على ما فعلت، والعزم على ألا تعودي مرة أخرى.
ج ـ قولك إن فعلتك شنيعة ولا تغتفر قول خطأ؛ فالله يغفر الذنوب جميعا إن تاب العبد توبة نصوحا قال تعالى: (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) قال ابن عباس -رضي الله عنه-: إن ناسا من أهل الشرك كانوا قد قتلوا فأكثروا، وزنوا فأكثروا، ثم أتوا محمدا – صلى الله عليه وسلم – فقالوا : إن الذي [ تقول، و ] تدعو إليه لحسن [ لو ] تخبرنا [ أن ] لما عملناه كفارة. فنزلت هذه الآية: (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِم).
ح ـ اصحبي الخيرات من النساء، واتركي الرفقة السيئة؛ لأنها قد تذكرك بالمعصية فالقرين بالمقارن يقتدي والمرء على دين خليله، والصاحب ساحب.
خ ـ لقد أحسنت بقطع التواصل مع هذا الرجل، فغيري أرقام هاتفك إن كان قد عرفها، وقومي بإلغاء جميع وسائل التواصل الاجتماعي والبرامج التي تعرفت عليه بواسطتها، واستغفري الله كلما تذكرت تلك الفعلة أو عرضت على قلبك تلك المناظر.
د ـ ابتعدي عن جميع السبل التي توصلك لمثل هذه المعصية كاستخدام شبكة الإنترنت، وابتعدي عن كل ما يثير شهوتك.
ذ ـ عليك بالصوم فإنه شفاء ناجح للحد من الشهوة كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء).
ر ـ أشغلي وقتك بالمفيد، وشاركي زميلاتك الصالحات بالأعمال الاجتماعية والخيرية، وأعيني أهل بيتك في أعمال المنزل، وقومي بخدمة والديك، ولا تنفردي بنفسك في البيت، ولا أثناء النوم إن كان لديك أخوات، فإن الانفراد من أسباب التفكير في هذه الأمور، ولا تنامي إلا وأنت مجهدة بحيث لا يبقى وقت للتفكير، وداومي على أذكار النوم وبقية أذكار اليوم والليلة.
تضرعي إلى ربك الرؤوف الرحيم أن يغفر لك زلتك، وأن يرزقك الزوج الصالح الذي يسعدك في هذه الدنيا.
المصدر: موقع الإستشارات