أعيش في أوروبا وأخشى الوقوع في الحرام

أنا شاب ملتزم أعيش في أوروبا كل شيء مباح، وبحكم وجودي هنا تعرفت على بعض الفتيات، كانت مجرد معرفة عادية، وزادت الشهوة الجنسية أكثر وأكثر، وزادت خلال شهر رمضان بشكل كبير، وبدأت الخواطر تأتيني بارتكاب المحرمات، وما زلت صابراً، وما زلت أبحث عن زوجة، لكن الأمر ليس بهذه السهولة.
كل هذه الأسباب أحدثت لي اضطرابات نفسية وبدنية، وأصبحت منعزلاً تماماً، حتى في المسجد أجلس وحيداً، فمنذ التزامي ابتعد عني الجميع إلا من رحم ربي، وحالتي يرثى لها، ولا يعلم بها إلا الله.
أرجو منكم أن تفيدوني بحل لمشكلتي؛ لأنني تعبت كثيراً، وبدأت الخواطر تأتيني بارتكاب ما حرم الله.
والسلام عليكم.
أخي الكريم أسأل الله لك التثبيت، وأريد أن ألفت نظرك لشيء معين وهو ضروري جدًّا، وهو أن الالتزام بالحلال والحرام ليس مرتبطًا بالمكان، أو بالجغرافيا، أو بالزمان، الالتزام هو الالتزام، نعم أتفق معك ربما تكون المثيرات أكثر في أوروبا، لكن المثيرات الآن موجودة في كل مكان.
فيا أخي الكريم: لا تضع نفسك في موقف الضعف وتجد لنفسك عُذرًا لتنجرف نحو أمرٍ حرام، اجعل قناعاتك قناعات راسخة وقوية، وهي أن الحرام حرام، والحلال حلال، وأن المكان أو الجغرافيا لن تُغيِّر في مفهومك أي شيء.
لا أبالغ وأقول لك: حتى وإن كنتَ في بلدٍ عربي إسلامي، أو كنت في هولندا، أو كنت في أمريكا أن الأمر كلَّه سواسية، لا أعتقد أن هنالك مبالغة في هذا الأمر، وإن كانت هناك فوارق لا بد أن أعترف بها.
فيا أخي الكريم: الأمر هو أمر معرفي، فكري، نفسي، داخلي، وجداني، عزيمة وتصميم وإصرار، ويا أخي الكريم: يجب أن تكون نيتك صارمة وصادقة، والنية تعني العزم والقصد، عزمتَ وقصدتَّ ألا تقع في الحرام، وسوف يُوفقك الله، لا شك في ذلك.
ويا أيها الفاضل الكريم: يجب أن تبتعد تمامًا عن مصادر الشر، تعرُّفك على بعض الفتيات أنا لا أعرف أهدافه، ولكن لكل شيء هدف وقصد ومقصد، فتجفيف هذا المنبع أراه مهمًّا وضروريًا.
وأنت –يا أخي الكريم– أصلاً مُهيأ للزواج، والدليل على ذلك أنك دخلت في تجربة خطبة، ولكن لم يحدث النصيب –كما يقولون– فأنت أصلاً مُهيأ ومستعد للزواج، وأنا متأكد أنك سوف تجد من تتزوجها، الجاليات المسلمة كبيرة جدًّا في أوروبا خاصة في هولندا، وأنا متأكد أن تجمُّعات الشباب المسلم في هولندا لديهم طُرق، أو وسائل لتسهيل أمر الزواج، تحدَّث مع إمام مسجدك، تحدَّث مع من تثق فيه، تواصل مع أهلك، ويمكنك أن تختار الفتاة حتى من مجتمعك، من أبناء المهاجرين.
فالأمر يحتاج منك لضابط شخصي، ويحتاج منك لاتخاذ خطوات عملية، تُجفف من خلالها ما يُثيرك، وتُقْدِم على الزواج، وتذكَّر أن الجغرافيا، أو المكان يجب ألا يُبدِّل شيئًا في عقيدتك وقناعاتك بغلظة الحرام وسُوئه، وأنك لن تقع فيه.
أسأل الله تعالى أن يثبتك، وأقْدِم على الزواج، وإن شاء الله تعالى الأمر أبسط وأسهل مما تتصور، أنت إن شاء الله بخير، وفيك خير كثير، وكثير جدًّا، وإن شاء الله تعالى مستقبلك مُشرق وطيب، أغلق الأبواب أمام الشيطان، وافتح الأبواب أمام الخير، وسوف تجده كثير وكثير جدًّا.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.
المصدر: إسلام ويب