مسببات الشذوذ الجنسي
د. حكمت سفيان
دكتوراة دولة في علم نفس الطفل
The causes of Homosexuality
Hikmat Sufyan (PHD)
يقول علماء النفس بأن مصير الإنسان يكمن في الماضي و ليس في المستقبل أي أن مصير الإنسان يتحدد في طفولته , حيث أن منبع و أساس معظم الأمراض النفسية يكمن في الطفولة , وما من شكٍ في أن الشذوذ الجنسي هو أحد أخطر الأمراض النفسية على الإطلاق .
أشكال الشذوذ الجنسي :
الشذوذ المرضي: و في هذه الحالة يشعر المريض برغباتٍ شاذة و لكنه لا يمارس الشذوذ بشكلٍ فعلي و الشخص المصاب بهذه الحالة يتمتع بقوة إرادة و روادع دينية و أخلاقية تمنعه من ممارسة الشذوذ بالرغم من المعاناة الداخلية التي يكابدها.
الشذوذ الجنسي الإجرامي :
و هي الحالة التي يمارس فيها الشخص الشذوذ الجنسي بشكلٍ فعلي عندما تسنح له الفرصة , ولا نحتاج إلى عناءٍ كبير حتى نكتشف هذا النوع من المجرمين لأن الصفة الأولى التي تميزه هي التهتك الأخلاقي و النشأة المنحرفة في بيئةً منحلة .
ملاحظة قانونية :
ما من شخصٍ يمضي عمره شريفاً ثم يأتي في لحظة و يعتدي على طفلٍ أو طفلة و لكن هنالك شخص مارس الإعتداء الجنسي مئات و ربما آلاف المرات دون أن يتمكن أحدٌ من الإيقاع به إلى أن خانه الحظ ووقع , و على هذا الأساس فإنه عندما يتهم شخصٌ ما بالاعتداء الجنسي فيجب أن يعاد فتح ملفات جميع قضايا الاعتداء الجنسي السابقة التي اتهم بها و برأه القضاء منها لأن المعتدي على الأطفال هو مجرمٌ متسلسل و إذا درست سيرة حياة أي معتدي على الأطفال فإنك ستكتشف مدى
سخف الأنظمة القضائية التي أساسها ليس العدل و إنما تأليه القضاة و أحكامهم, فبعض المعتدين على الأطفال قد قام باغتصاب ألف طفل و طفلة و مع ذلك فإن المحاكم كانت تبرؤ ساحته مرةً بعد مرة لعدم كفاية الأدلة .
أولاً لا بد من أن ندرك بأن هنالك ارتباطاً و ثيقاً بين التطور الجنسي للمراهق و بين التكون النفسي للشخص البالغ و لذلك يتوجب الانتباه دائماً إلى أن تعريض الطفل أو المراهق لأية تجارب غير طبيعية قد يؤدي إلى نتائج كارثية في المستقبل و هذه بعض الأمثلة على الارتباط بين النمو و التطور الجنسي للمراهق و بين الحياة الجنسية للشخص البالغ:
ملاحظة طبية : ليس هنالك عمرٌ معين يحدد بدء المراهقة و البلوغ و لكن يمكن القول بأن الإنسان يدخل في سن المراهقة عندما يفقد براءة الأطفال و عفويتهم و أنه يحتفظ بطفولته طالما بقي بريئاً و هذه البراءة تظهر في نظرة عيني الطفل البريئة و في تصرفاته و حركاته و كلامه.
المثال الأول :
كل مراهق ( أكبر من 16 عاماً ) أثناء قيامه بممارسة العادة السرية فإنه يفكر بشخصٍ ما فإذا كان المراهق يفكر أثناء ممارسته للعادة السرية بشخصٍ ذكر فإن هنالك احتمالٌ كبير لأن يصبح هذا المراهق شخصاً شاذاً في المستقبل.
عند ممارسة المراهق للعادة السرية , إذا كان الدفق يحدث عنده خلال بضعة ثواني فهذا يعني بأن هذا المراهق سيعاني طيلة حياته من سرعة الدفق .
جميع المراهقين الذين يقومون باغتصاب أطفال ( صبية أو بنات) سبق لهم أن تعرضوا في طفولتهم للاعتداء الجنسي من قبل رجالٍ أو نساء أو الإثنين معاً و تثبت ذلك تقارير الطب الشرعي التي تبين حالة المنطقة الشرجية عند المراهق الذي يقوم باغتصاب الأطفال أو المراهقين الآخرين ومن النادر جداً أن لا تظهر آثار الاعتداء الجنسي على المنطقة الشرجية عند مراهقٍ يقوم باغتصاب الأطفال , و يستثنى من ذلك الحالات التي يتعرض فيها المراهق للاعتداء من قبل إمراءة فقط.
مسببات الشذوذ الجنسي:
تعرض المراهق الصغير لاعتداءٍ جنسي من قبل امرأة و مشاهدة المواد الخلاعية :
النقطة المشتركة بين معظم , إن لم نقل جميع الشاذين جنسياً هي الاشمئزاز من جسد المرأة و على الأخص الأعضاء التناسلية للمرأة و هذا الاشمئزاز يرجع إلى تجارب سلبية كان قد تعرض لها الشخص في مراهقته تسببت في اشمئزازه من المرأة مثل مشاهدة المراهق لأعضاء تناسلية بشعة لامرأة أو اختلاطه بامرأة ذات جسدٍ بشع أو امرأة ذات رائحةٍ منفرة أو امرأة مسترجلة دائمة الصراخ (هذه يسميها البعض إمراءة ذات شخصية قوية) أو إصابة المراهق بمرضٍ تناسلي بعد تعرضه لاعتداءٍ جنسي من قبل امراءة , و في الحقيقة فإن حدوث ذلك كله متوقع لأنه لا يمكن إلا لامرأةٍ سيئة السمعة أن تعتدي على مراهق و معظم النساء سيئات السمعة يتميزن بأنهن دميمات و ذوات أجسادٍ بشعة و هذه الملاحظات قد فطن إليها (لامبروزو) و غيره من الباحثين , فقد أكد كثيرٌ من المهتمين بأنه من النادر أن تجد بغياً غير قبيحة .
و كذلك فإن مشاهدة المواد الخلاعية قد تؤدي إلى نتيجةٍ مماثلة أي الاشمئزاز من جسد المرأة حيث أن هذه الأفلام تغص بالإفرازات المخاطية و التصرفات المقرفة
بل إن بعضاً من تلك الأفلام أصبحت تحوي مشاهد تبرز و تغوط و إطلاق للروائح الخبيثة (الفرن الألماني ) كما أصبحت هنالك مجموعات تعرف بآكلي البراز تجد متعتها في التهام البراز .
و ما قلته عن المرأة يصح مئةً بالمئة على الرجل حيث أن تعرض الطفلة أو الفتاة المراهقة لاعتداءٍ جنسيٍ من قبل رجل أو مشاهدتها للمواد الخلاعية قد تسببان
اشمئزازاً و قرفاً مستقبلياً من الرجال و أجسادهم أو خوفاً مرضياً من الرجال مع ما يحمله ذلك من تبعات مثل الخوف من الزواج و البرود الجنسي و الرغبة في الطلاق .
و أنا (العبد الفقير) أعرف حالاتٍ كثيرة لأشخاص وصلوا إلى سن الخمسين و الستين و لم يتزوجوا بسبب شمئزازهم من الزواج و اشمئزازهم و كراهيتهم
لما شاهدوه في طفولتهم مما كان يجري بين والديهم , و لذلك فإنني أحذر من أي ممارسة جنسية أمام الطفل مهما كان صغيراً لأن ذاكرة الطفل تختزن كل ما يراه و يسمعه حيث يتأثر به بشكلٍ سلبيٍ لا شعوري .
بل إن الجنين و هو في بطن أمه يتأثر بما يجري من حوله فالجنين الذي ينتظر والديه مقدمه بفارغ الصبر ليحيطاه بحنانهما و حبهما حاله ليس كحال الجنين الذي تفكر والدته في إسقاطه و التخلص منه فالجنين يفرح و يحزن , يفرح بمن ينتظرون مقدمه و يحزن ممن يفكرون في التخلص منه كما يحزن من الخلافات التي تجري بين والديه .
وقد استأذنت إحدى الأمهات حتى اسرد عليكم القصة التي روتها لي و التي حدثت مع ابنتها منذ أكثر من خمسة عشر عاماً , فقد قالت لي هذه الأم بأن أحد أقربائها المغتربين في إحدى الدول الأسكندنافية قد عاد مؤخراً بعد غيابٍ دام نحو خمسة عشر عاماً و أن ابنتها بمجرد أن رأته أخبرت والدتها بأن هذا الشخص كان قد اعتدى عليها بقرب شجرة من أشجار رأس السنة التي كانت أضوائها تشتعل و تنطفئ , و عندما عادت الأم بذاكرتها تذكرت بأنها كانت قد تركت طفلتها عندما كان عمرها بضعة أشهر في عهدة هذا الشخص في ليلة عيد الميلاد و أنهم قد وضعوا الطفلة قرب شجرة عيد الميلاد لأن مشهد الأضواء كان يبهجها , علماً أن قريبهم هذا كان قد هاجر من البلاد بعد رأس السنة مباشرةً .
تعرض الطفل أو المراهق لاعتداءٍ جنسيٍ شاذ:
ما من شكٍ في أن تعرض الطفل أو المراهق لاعتداءٍ جنسي من قبل رجلٍ أو مراهق يضعه على طريق الشذوذ الجنسي لأن موضوع الرغبة الجنسية في فترة المراهقة يكون موضوعاً ضبابياً غير واضح المعالم و بالتالي فإنه من السهولة في تلك الفترة حرف موضوع الرغبة الجنسية عن مساره الطبيعي و لذلك فإنه من النادر جداً أن تجد مغتصب أطفال لم يتعرض في طفولته لاعتداءٍ جنسي , كما أنه من النادر جداً أن تجد مراهقاً يعتدي على الأطفال ( صبيةً أو بنات ) لا يثبت فحص الطب الشرعي للمنطقة الشرجية بأنه قد سيق له أن تعرض هو نفسه للإعتداء الجنسي , فكل مراهقٍ يعتدي جنسياً على الأطفال لا بد و أنه قد سبق له أن تعرض لاعتداءٍ جنسي من قبل رجلٍ أو امرأة أو الإثنين معاً و لئن كان إثبات تعرض المراهق لاعتداءٍ جنسي من قبل رجل هو أمر ممكن طبياً فإن إثبات التعرض للاعتداء الجنسي من قبل إمرأة هو أمر أشد صعوبة , و لذلك فإننا عندما نسمع عن مراهق يعتدي على طفل أو طفلة أو مراهقٍ آخر و عندما نسمع عن مراهقين يمارسون الجنس مع بعضهم البعض فعلينا أن نعلم بأن هذه هي نصف القصة فقط أما القصة الكاملة فهي ما تعرض له المراهق قبل أن يقوم بهذا الأمر .
قوانين و تشريعات إجرامية تشجع على غرس الشذوذ الجنسي عند الأطفال :
لقد أباحت التشريعات في كثيرٍ من دول العالم الشذوذ الجنسي كما سمحت بزواج المثليين (الشاذين جنسياً ) من بعضهم البعض Same-sex marriage
أي زواج الرجل من الرجل و زواج المرأة من المرأة , بل إن هذه الزيجات المثلية قد أصبحت تعقد في الكنائس و بمباركتها , و لكن ليست هذه هي المشكلة .
فالمشكلة تكمن في أن هذا الزواج المثلي قد أصبح زواجاً شرعياً و قانونياً و بالتالي فقد أصبح لهذين الزوجين كافة الحقوق التي ينالها الأزواج الإعتياديون و من بين تلك الحقوق أن يسمح لهم بتبني الأطفال .
الآن تصوروا معي أن رجلين شاذين عقدا قرانهما في الكنيسة ووثقا زواجهما في المحكمة ثم سكنا في منزل الزوجية و بعد ذلك قاما بتبني طفل .
يا ترى كيف سينظر هذا الطفل إلى هذين الرجلين , هل سينادي أحدهما بكلمة ( بابا) و سينادي الثاني بكلمة (ماما) ؟
وهذا الطفل الذي يرى هذين الرجلين الشاذين و هما يتغزلان ببعضهما البعض و ينامان مع بعضهما البعض في غرفة نومٍ واحدة و ربما يرى أكثر من ذلك , بل إن هنالك احتمالٌ كبير جداً لأن يتعرض هو نفسه لاعتداء الجنسي من قبل أحدهما أو كلاهما , لأن علينا بألا ننسى بأنهما في النهاية شخصين شاذين .
و بعد كل ذلك , هل يمكن لهذا الطفل أن يبقى طفلاً طبيعياً ؟
أعتقد بأن هذا من المستحيلات .
الشذوذ النفسي :
بعض مسببات الشذوذ النفسي :
الحالة التي سأذكرها أدناه هي من الحالات التي تستدعي من الأهل الانتباه إليها :
كما تعلمون فإن شخصية الإنسان في الطفولة تتأثر بنظرة الإنسان إلى نفسه كما تتأثر كذلك بنظرة الآخرين إليه , علماً أن شخصية الإنسان في الطفولة تكون هشةً و سهلة التدمير و التهشيم .
و نعلم بأن كل الأولاد و سيمون و لكن هنالك صبية يتميزون بوسامةٍ ملائكية , وهنالك أشخاص بدافع الغيرة من الجمال و بدوافع أمراض نفسية أخرى مختلفة فإنهم يحاولون تدمير هذا الجمال الملائكي بوسائل خبيثة يجب أن يفطن إليها الأهل مثل منادة الصبي بضمائر المؤنث مدعين بأنهم لا يعرفون ما إذا كان صبياً أو بنتاً و غير ذلك من الأساليب الرخيصة الخسيسة الخبيثة , وعلى الأهل الانتباه إلى هؤلاء الأشخاص و الحرص على إبعادهم عن الصبي و إذا اقتضت الضرورة يتوجب على الأهل اتخاذ موقفٍ حازم من أولئك الأشخاص و إظهار جميع علامات الإنزعاج و انعدام الثقة تجاههم و منعهم من الحديث مع الصبي أو الاختلاط به لأن ما يحاول هؤلاء الأشخاص القيام به هو تدمير شخصية الطفل و تشويهها .
من مسببات الشذوذ النفسي كذلك الصراخ الدائم في وجه الطفل (صبي أو بنت ) و التقليل من شأنه و صفعه في السر و العلن , علماً أن تحقير الأهل للطفل و سخريتهم منه في العلن هو بمثابة إشارةٍ خضراء للآخرين حتى يقوموا بذلك .
عندما يفقد الطفل لكرامته فإنه يفقد معها شيئاً كثيراً من هويته الجنسية .
أعرف مراهقاً صغيراً كان يحب التأنق في ملابسه و الظهور في المدرسة و المناسبات الاجتماعية كنجم إجتماعي و لكنه عندما كان يتعرض لإهانةٍ أو صفعة أو عندما كان يصرخ أحدٌ في وجهه في المدرسة أو المنزل فقد كان يختبئ في مكانٍ منزوي و يتجنب مواجهة الناس لعدة أيام .
الانتباه إلى عدم تحول الفضول إلى رغبة عندما ينتقل الطفل إلى مرحلة المراهقة :
هنالك مناسباتٌ كثيرة يمكن فيها للصبي أن يرى الصبية الآخرين من أبناء الأقارب و الجيران عراة و على الأخص الصبية الأصغر سناً منه .
و الذي يحدث في مثل هذه الحالة أن الصبي قد يشاهد أجهزة تناسلية مشابهة لجهازه التناسلي الخارجي و لكن الذي قد يحدث في أحيان أخرى أن الصبي قد يشاهد أجهزةً تناسلية مختلفة عن جهازه التناسلي فالصبي غير المختون و الذي يعاني من ضيق و التصاق القلفة قد يشاهد طفلاً ذو قلفةٍ واسعة غير ملتصقة أو طفلاً ذو قلفةٍ قصيرة جداً أو قلفةٍ طويلة و الصبي المختون قد يشاهد صبياً غير مختون و أحياناً يؤدي اختلاف طريقة الختان إلى حدوث اختلافٍ كبيرٍ نوعاً ما في شكل الأعضاء التاسلية .
وفي الحقيقة فإن هنالك أطفالٌ لا يكترثون لهذا الاختلاف و لا يأبهون به و لكن هنالك أطفالٌ آخرون يتأثرون بهذا الاختلاف الذي يثير فضولهم و اهتمامهم , و الخوف هنا ينبع من أن يتحول الفضول إلى رغبةٍ جنسية شاذة عندما يدخل الطفل مرحلة المراهقة أي أن يتحول اهتمام المراهق الذكر إلى الذكور .
و لذلك فإن على الأهل الانتباه جيداً إذا شاهدوا الصبي يظهر فضولاً و اهتماماً بأعضاء الصبية الآخرين التناسلية أو أنه يتلصص على حمامات و مراحيض الصبية و غير ذلك .
هل يشك الصبي بأنه غير طبيعي لأنه يرى أعضاء تناسلية مختلفة عن أعضاءه ؟
و يجب على الأبوين أن يكونا جاهزين للإجابة عن تساؤلات الصبي المتعلقة بهذه المسألة و النقطة الأولى التي يتوجب توضيحها له هي أنه طبيعيٌ مئة بالمئة .
فإذا سأل مثلاً : لماذا أجريتم لي عملية الختان فإننا نقول له :
لأن ثياب الصبية المختونين الداخلية تكون أنظف من ثياب الصبية غير المختونين الداخلية . ( حقيقة طبية)
و لأن الصبي غير المختون إذا كان مستعجلاً و ارتدى بنطاله و أغلق السحاب
(السوستة) بسرعة فإن القلفة قد تعلق بالسوستة و تتعرض لأذى كبير و تستدعي تدخل الطبيب. (حقيقة طبية)
و لأن الصبي غير المختون عندما يبول فإنه يلوث حذائه و قد يلوث ثيابه بالبول كذلك . (حقيقة طبية)
و لأن القلفة غالباً ما تكون ملتصقةً و ضيقة و يتراكم تحتهاالبول و الأوساخ و المفرزات و أحياناً إذا سحبت القلفة للخلف و تركت لفترةٍ طويلة فإن من الممكن للقلفة أن تتضيق حول قاعدة الحشفة و تمنع وصول الدم إليها مما يستدعي تدخلاً اسعافياً خوفاً من أن تتعرض الحشفة للموات وهذه الحالة تسبب آلاماً مبرحة . (حقيقة طبية)
كما أن عملية الختان إن لم تجرى للطفل و هو صغير فإنه قد يضطر إلى إجرائها و هو كبير و هذا ما نراه في الولايات المتحدة مثلاً حيث أصبحنا نرى نسبةً كبيرةً من الرجال المختونين على الرغم من الحملات الكبرى التي تشنها و سائل الإعلام المأجورة ضد الختان .
إن على الأهل الانتباه إلى عدم تحول الفضول الطبيعي إلى رغبةٍ جنسية شاذة عندما ينتقل الطفل إلى مرحلة المراهقة مع الانتباه إلى أي اهتمامٍ يبديه الصبية أو المراهقين الصغار بأعضاء الذكور التناسلية .
و إذا كان هنالك شقيقين في المنزل فيفضل إجراء الختان لهما في وقتٍ واحد و أن يجرى الختان بالطريقة ذاتها و إذا كان الجيران و الأقارب يبكرون في ختان أولادهم فلا يجب أن نتأخر في إجراء الختان حتى لا يشعر الطفل بأنه مختلفٌ عن الآخرين .
و لكن ما ذكرته في هذه الفقرة لا ينطبق على كل الصبية لأن هنالك صبيةً لا يأبهون أبداً و لا يكترثون لهذه الاختلافات .
تناول الإعلام للمواضيع الحساسة :
حدث ذات مرة أن شاهدت في إحدى القنوات اللبنانية برنامجاً يتحدث عن الاعتداء الجنسي و الشذوذ و ما شابه ذلك من مسائل حساسة و كان هذا البرنامج يأتي بفتياتٍ كن يتحدثن بكل صفاقة عن تجاربهم الجنسية الماضية و ذكرياتهن الجنسية بكل وقاحة .
و في النقطة الأشد إثارة أي عندما كانت صاحبة الاعتراف تقول باللهجة اللبنانية البذيئة عبارة ( قلي طاوب… ) كان المخرج يقطع البرنامج و يعرض كماً هائلاً من الإعلانات التجارية , وهذا مثالٌ بسيط عن كيفية الإتجار الرخيص بهذه المواضيع بشكلٍ لا يختلف كثيراً عن المتاجرة بالعهر و هذا نموذجٌ من نماذج إعلاlنا الرخيص .
كما هي حال مواقع الانترنت التي تضع في محركات البحث كلماتٍ بذيئة و شاذة حتى تجتذب الزوار إليها و في الحقيقة فإنه ما من موقعٍ شريف يرتضي أن يفعل هذا الشيء , لأن زائر الموقع سيشعر دائماً بكثيرٍ من الاحتقار لذلك الموقع لأنه لم يستخدم الكذب و حسب و إنما استخدم العهر و المتاجرة بالشهوات الخسيسة حتى يأتي بزبائن للموقع .
أما الإعلام الغربي فليس بأقل رخصاً من إعلامنا , فالقنوات الأجنبية الناطقة باللغة العربية ما زالت تعتقد بأن الشخص الشرق أوسطي هو شخصٌ متخلف يركب الحمار في الصحراء و هو يضع راديو الترانزستور على أذنه و لا يعرف شيئاً من أحوال العالم إلا ما تقوله له هذه الإذاعات .
و هذه الإذاعات لا تدرك بأننا ما كنا نستمع إليها في الماضي إلا مكرهين لأنه لم يكن هنالك بديلٌ عنها , و لا يخفي إلا على سفهائنا بأن كثيراً من العاملين فيها هم من العنصريين و المرتشين .
مرة قلت هذا الكلام أمام أحد المصابين بعقدة ( الخواجة) من جماعة ( الفرنجي برنجي ) فاعترض قائلاً بأن هؤلاء لا يمكن أن يكونوا مرتشين لأنهم أوروبيين و الأوروبي لا يرتشي .
فماذا قلت له ؟
قلت له إن كان الأمير هاري Harry يبيع صوره العارية للشاذين جنسياً و الصحافة الصفراء من أجل حفنةٍ من الدولارات و أنه قد طرد من الجيش البريطاني بسبب ذلك , هذا الأمير سليل الملوك منذ أكثر من أربعمئة عام فما بالك بصحفي أو مقدم برامج .
مع تمنياتي لكم و لأطفالكم بحياة ملؤها الصحة و السعادة .