القواعـد الوقائيـة التي تحمي من الانحرافات الجنسية
القواعد الوقائية، هي التي تقي الإنسان من الوقوع في حبائل شهوته، وتسد أبواب الشهوة قبل دخولها، وكما قيل: «درهم وقاية خير من قنطار علاج».
ولعل في الحديث الصحيح الذي قال فيه الرسول ﷺ: «ومن يستعفـف يعفّـه اللـه»([1]) ما نستلهم منه طبيعة هذا المنهج، ألا وهو: منهج الاستعفاف، وإن كان المقصود من الحديث كما ذكر الإمام ابن حجر في «فتح الباري بشرح صحيح البخاري» أن المقصود بأن من يكف عن السؤال والطلب من الناس يغنيه الله من فضله، إلا أن لنا من حكمته أن الاستعفاف منهج عملي وخلقٌ مكتسب بقوله ﷺ: «يستعفف» فهو منهج يحتاج إلى ممارسة وتطبيق، وإن كان الاستعفاف عن أموال الناس مطلوب، فإن الاستعفاف عن أعراضهم أولى وأعظم، من هنا نقول إن من يستعفف ويتخـذ من الاستعفاف منهجًا عمليًا ســيجد من الله العون والتسديد على الاستعفاف وسـيعفُّه اللــه، فطبيعة منهج الاستعفاف أنه منهج عملي من ناحية، ومن ناحية أخــرى أنه مكتسب، أي بإمكان المسلم أن يكتسب العفة ويكون عفيفًا إذا سلك منهج الاستعفاف.
وأصل القواعد الوقائية هو تجنب واعتزال مواطن الفتنة وأسباب الانحراف، فإن ذلك يريح نفس المرء ويقي قلبه جوانب الفتنة وشرها، فالـمرء يكون أقوى إرادةً وأشد عزمًا على العفاف إذا لم يباشر مقدمات وأسباب الفتنة، كما دعا يوسف عليه السلام ربه فقال: ﴿ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ﴾ ([2]) .
لذلــــك.. فإن الأخــذ بهذه القواعــــد الوقائيــة هو الأولى في حق الساعي للعفـاف والطهــر.
([1]) أخرجه البخاري (1469)، ومسلم (1053)، عن أبي سعيد الخدري ﭬ.