خطورة الإباحية على صغارنا


السؤال

 

الملخص:

أمٌّ تعرضت ابنتها ذات السنوات الست لقُبْلة في الفم من ابن عمها ذي السنوات العشر، وقد وجدت في سجل بحثها مقاطع إباحية، فقامت بمناصحتها برفقٍ ولينٍ، لكنها عادت لذلك الفعل البغيض ثانية، وتسأل: كيف تتصرف معها؟

 

التفاصيل:

ابنتي البكر في السادسة من عمرها، ذكية جدًّا، واجتماعية، ومرِحة، نعيش مع أهل أبيها، ذات يوم حاولت تقبيل عمِّها من فمه، فقام بنَهْرِها، وسألتها: كيف عرفتِ ذلك؟ فقالت لي بأن فلانًا – ابن عمها هذا – قد قبَّلها ها هنا، وأشارت إلى فمها، فقلت لها: “لمَ لمْ تدافعي عن نفسكِ كما علمتُكِ؟”، قالت بأنها حاولت الخروج إلا أنه قام بإغلاق الباب، وقالت بأنها هدَّدته بأنني سأضربه لو علمتُ بذلك، وابن عمها هذا في العاشرة من عمره، وقد كان ذلك قبل عام، رغم حرصي على ألَّا يكون الأطفال وحدهم، وحاولت علاج الموقف حسب اطِّلاعي وبحثي، الأدهى من ذلك أنني بطريق الصدفة قبل أسبوعين شاهدت – عن طريق البحث بإيموجي القلب – مقاطع إباحيةٍ وشذوذٍ على اليوتيوب، فجلست معها، وتحدثت بكل هدوء بأن الله يرانا، وأن هناك مَلَكَيْنِ يُحصيان علينا حسناتنا وسيئاتنا، وأن أمثال هؤلاء الذين رأتْهم ليسوا على ديننا، وقد تجاوبت معي، بيدَ أنني رأيتها تستخدم جوال جَدَّتها، وعرفت أنها عادت وبحثت بنفس الكيفية من سجل البحث والمشاهدة، لكني لحظتُ أن أكثر تركيزها على قُبُلات الفم، حتى إنها قامت بتقبيل أخيها الأصغر – وعمره أربع سنوات – أشعر أنني مقصرة في حقها؛ بسبب أعباء الحياة، ووجود أختها الرضيعة، كيف أتصرف معها؟ وما الخطوة القادمة لعلاجها؟ وجزاكم الله خيرًا.

 

الجواب

 

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد:

فمرحبًا أختي الكريمة، ونشكركِ على الثقة بهذا الموقع.

 

مرحلة الطفولة مرحلة استكشاف للبيئة المحيطة، والتحفُّظُ الزائد على سلوكيات الأطفال يُثير فضولهم بشكل كبير، وكلما كانت ردود أفعالنا قويةً تجاه السلوك الخاطئ، زاد فضولهم للبحث والتجربة.

 

إن الاهتمام بسلوكياتهم أمرٌ بالغ الأهمية في حماية قلوبهم الطاهرة؛ مما يُعكِّرُ صفاءها ونقاءها، وحتى نحميهم من الأذى النفسي، يجب أن تكون أفعالنا مُتَّزِنَةً تجاه سلوكياتهم.

 

وفي ظل هذا الانفتاح على الثقافات، وخصوصًا أن أطفالنا قد يختلطون حتى في مدارسهم بأطفال آخرين قد لا يحظَون بالاهتمام الكافي من قِبَل والديهم، فينقلون تجاربَ مشاهداتهم لأطفالنا – لا بُدَّ من محاولة إطفاء السلوكيات الخاطئة دون إثارة انتباههم.

 

وفي حال وقوع الطفل في سلوك خاطئ، علينا أن نوجِّهَهُ إلى تجنُّب هذا السلوك دون تهويل للأمر.

 

طفلتكِ تبحث عن مبرِّرٍ لهذا الفعل الذي تعرَّضت له، تريد الاطلاع حول هذا الأمر الغريب؛ إذًا نسلك طريقين في التعامل معها:

أولًا: الاهتمام بتوفير بيئة آمنة، واستشعار المسؤولية في ذلك.

 

ثانيًا: إطفاء السلوكيات الخاطئة بالطرق التي تناسب طريقة تفكيرها، فكل مرحلة عُمريَّةٍ تمرُّ بها تحتاج إلى معاملة تناسبها.

 

ولا بد من اختيار الوقت المناسب في التوجيه؛ بحيث لا يكون مجرد ردود أفعال، وإنما اختيار الأوقات الهادئة للتباسط مع الطفلة، وإفهامها خطأ هذا السلوك دون الوقوف طويلًا معه، وإذا لازَمَها هذا السلوك الخاطئ، فلا مانع من استخدام أسلوب الثواب حال بُعدِها عن التصرفات الشائنة.

 

ونكون بذلك صحَّحنا الأخطاء، دون أن نخسر محبتهم وتعلُّقَهم بنا.

 

أظهري لها اهتمام المُحِبِّ، لا اهتمام المتسَلِّط، وكوني دائمًا قريبة منها بحيث تستطيع أن تُفْصِحَ لكِ عما يحصُل معها من أي موقف قد يُزعِجها في المستقبل.

 

أفهميها أنَّ سلوك الناس من حولها يعكس مستوى تربيتهم، ويُفصِح عن معادنهم.

 

أسأل الله أن يحفظكم بحفظه، ويقرَّ أعينكم بصلاح أبنائكم، والله أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.





Source link