عواقب إدمان الرجال على الإباحية – علاج إدمان الإباحية
لم تكن الإباحية في المقام الأول أكثر من وسيلةٍ لفحص استجابة الحيوانات تجاه كلِّ أنثى جديدة -افتراضية أو أيًّا كانت- واعتبارها الفرصة القادمة للتكاثُر ليس إلا. لا نستطيع إنكار أنَّ الإنترنت مكَّنَ أيَّ ذكَر من مُشاهدة مقاطع الفتيات المُثيرات بيُسرٍ شديد، والحقيقة أن هذه الفرصة تُعادل عشرة أضعاف ما كان يحلُم به أسلافُهم في السابق من مشاهدته ليس في حياة واحدة بل في حَيوَات عديدة مجتمعة.
وإن كان لا بد من وضع اسمٍ لهذا الفخ فالأحرى أن يُسمَّى بـ “الدوبامين”، هذه المادة الكيميائية العصبية التي يُنتجها الدماغ واعداً باندفاعٍ مُتجدِّد مع كل نقرة جديدة، والفخ الذي يقنعك بـ”اذهب واحصل عليه”. وتزامناً مع ثورة امتلاك الأجهزة الذكية، أصبح الوصول إلى هذا العالم الخطير سهلاً كسهولة الوصول لأيِّ موقع ألعاب.
تِبعاً لذلك وجد الكثيرون أنفسهم مُقيَّدين بما يُعرف بإدمان الإثارة الذي ما هو إلا شكل واهن من أشكال عبودية الفسوق، هذا الإدمان الذي تتشابه أعراضُه مع نطاق واسع من الاضطرابات الأخرى. وعلى سبيل ذِكْر هذه الأعراض لا حصرها فإنَّ مدمن الإباحية قد يعاني من ذاكرة ضعيفة منهارة، تركيز مُشتَّت، قلق اجتماعي، اكتئاب، رهبة الأداء، بالإضافة إلى الوسواس القهري.
لا يمكن حصر هذه الأعراض فالإلحاح في الاستمرار الذي يتلقاه أحدُهم بمجرّد تصادف واحد مع الإباحية غير قابل للقياس بأي طريقة، من المُفضّل ألا نخوض بهذا الحديث أكثر، فالآثار المدمّرة المترتبة على الاستمرار طويل الأمد مع هذا المرض يَعِد بسرقة ما تبقّى من كرامة الإنسان.
ما يُنذر بالخطر تجاه المدمنين على الفُحش الوفير على الإنترنت ليس فقط انتظامهم المُفزع على متابعته فالخطر مُتساوٍ -إن لم يكن أكبر- حيالَ لهفتهم المأساوية على هذا النوع من المحتوى. لا يَخْفى أنهم في معاناة أبدية على أيدي شريرة تستحوذ على الأداة القادرة على إحداث الفوضى والخراب.
ترى المدمن فيُخيَّل إليك أنك أمام زومبي في طور التكوين، بدماغ ذي قشرة جبهيّة منزوعة الإحساس، ونشوة مخدرة بذات القَدْر تجاه الحياة والتفاعل الاجتماعي. فالتشبّع المفرط في نهاية المطاف يُؤدي إلى نفورٍ من الجنس الطبيعي على النقيض من النوع الترويحي، هذا النوع الذي قصدته الطبيعة الأم؛ لإبقاء الملحمة الاستثنائية للإنسانية على قيد الحياة.
سيكون من السذاجة إلى حد ما أن نقول: أنَّ المدمنين سيجنون فوائد الإقلاع بشكل فوري، الأمر يحتاج لصبر ومثابرة، ولكن النتيجة مضمونة. لا أملك أكثر من كلمتين للحكماء منهم على أمل حثهم على الامتناع والتوقّف عن مسارهم: ضعف الانتصاب.
ضعف الانتصاب الذي أصبح متفشِّياً بشكل متزايد بين مُستخدمي المواد الإباحية بشكل مُستمرّ مُشكّلاً تهديدًا حقيقيًّا لما يرغب معظم الرجال في الحفاظ عليه أكثر من الحياة نفسها، رجولتهم. أعتقد أن الأذكياء سيُوافقون على أنَّ الثمن باهظ للغاية لدفعه مقابل بضع دقائق من المتعة الأنانية البدائية.
مراجعة: محمد حسونة