المراهقون يستخدمون المواد الإباحية أثناء الجائحة – علاج إدمان الإباحية





المراهقون هم أكثر عرضة للمواد الإباحية، وربما يصبحون مدمنين عليها أثناء الجائحة، وهذا ما تناقشه هذه المقالة.

بقلم مايكل روبينو، حاصل على الدكتوراه، أخصائي في شئون الزواج والأسرة، مساهم مجتمعي

لقد كتبت مقالات سابقة عن الصورة النمطية القديمة لمتطلبات “الرجولة”، وكيف تؤثر هذه الصورة النمطية سلبًا على الأولاد المراهقين. عادةً ما تؤدي هذه الصورة النمطية إلى أن يصبح الشباب نشيطًا جنسيًا في المرحلة الإعدادية، وفقًا لبيانات البحث الحالية، كما تؤدي أيضًا إلى الشعور بالعزلة. وقد سيق المراهقون إلى الإعتقاد بأنهم يجب أن يكونوا مستعدين للتعامل مع الحياة كرجال بالغين، ولكنهم ليسوا ناضجين تمامًا وليسوا مستعدين للتعامل مع كل شيء بمفردهم. وبسبب هذه الصورة النمطية التي يشعرون بها، فهم لا يستطيعون طلب المساعدة أو مشاركة مخاوفهم مع أصدقائهم، ومن ثم فإنهم يشعرون بالعزلة، والوحدة، والفشل في سن ١٦عامًا.

تخطو هذه المقالة خطوة إلى الأمام وتناقش تفشي إدمان المواد الإباحية الذي يعاني منه العديد من المراهقين والرجال اليوم. الجنس في مجتمعنا هو موضوع محظور، ومن غير المعتاد أن يجلس شخص مع مراهق ويناقش الجنس. يتعرف المراهقون على الجنس عادةً من خلال التحدث إلى الأصدقاء أو ممارسة الجنس أو الطريقة الأكثر شيوعًا وهي المواد الإباحية. ومع ذلك، لا يتطرق أحد إلى مناقشة كيفية التعامل مع الشريك الجنسي والأمراض التي يمكن أن تصاب بها وأهمية الموافقة المتبادلة.

قد يشعر العديد من الآباء أن هذه المشكلة لا تنطبق على ابنهم. ولكن مع توفر الإنترنت على أجهزة الحاسوب المحمولة ومراكز الألعاب والهواتف، يتعرض معظم الناس إلى المواد الإباحية عن طريق الصدفة وبسهولة بالغة. من السهل جدًا الوصول إلى المواد الإباحية في عالم اليوم. تشير معظم الدراسات البحثية إلى أن معظم الأولاد الذين تعرضوا لمواد إباحية تتراوح أعمارهم بين ٨ سنوات و١٠ سنوات. عقولهم الشابة ليست مستعدة للتعامل مع ما يرونه ولا هم مستعدون للشعور الذي يمرون به وكيف تستجيب أجسامهم لما يرونه. يستمرون في المشاهدة والعودة إلى المواقع مرارًا وتكرارًا ويصبح الكثير منهم مدمنًا. وعلى الرغم من أن إدمان المواد الإباحية ليس تشخيصًا نفسيًا رسميًا حتى الآن، إلا أن معظم الدراسات البحثية خلصت إلى أن عدد المراهقين الذين يزورون المواقع الإباحية مرة واحدة على الأقل يوميًا قد وصل إلى معدلات وبائية. ذكر بعض المراهقين أنهم يزورون المواقع الإباحية من ٥ إلى ١٠ مرات في اليوم الواحد. ولذلك يعتقد العديد من الباحثين والأطباء أن الأشخاص -وخاصة المراهقين- يمكن أن يصبحوا مدمنين على المواد الإباحية، بالرغم من أن الدليل التشخيصي والإحصائي الخامس للاضطرابات النفسية لم يدرج إدمان المواد الإباحية كتشخيص رسمي.

هذه مشكلة يجب على الآباء الانتباه إليها أثناء الجائحة، حيث تحتم على المراهقين قضاء المزيد من الوقت في المنزل، وأصبحوا لا يستطيعون رؤية أصدقائهم كما اعتادوا. لذلك، فإن العديد من الأولاد المراهقين يصيبهم الملل، وبعضهم يعانون من الاكتئاب قليلاً. ولأنهم يقضون وقتًا أطول في غرف نومهم ويصلون بسهولة إلى المواد الإباحية عبر هواتفهم أو أجهزة الحاسوب المحمولة، فهناك إغراء للنظر إلى المواد الإباحية؛ لأنها قد تساعدهم في التغلب على الشعور بالملل. ويمكن أن يتحول هذا الإلهاء البسيط بسهولة إلى إدمان أثناء الجائحة، فهم معزولون ولا يدرون متى ستنتهي الجائحة، ولذلك تصبح المواد الإباحية وسيلة سهلة للهروب وعادة قبل أن يعرفوها.

سجلت ليزا لينغ حلقة عن إدمان المواد الإباحية في برنامجها This is Life،.تحدثت ليزا إلى رجال في الثلاثينيات من العمر، وطالب في المدرسة الثانوية يبلغ من العمر ١٨عامًا، وناقشوا معا صراعاتهم مع المواد الإباحية والاستمناء، وبيّنوا جميعًا مدى سهولة حدوث الإدمان ومدى صعوبة التوقف، فبعضهم حاولوا التوقف عن استخدام المواد الإباحية لسنوات وما زالوا غير قادرين على النجاح.

 ناقش أيضًا هؤلاء الرجال والمراهق كيف أثرت المواد الإباحية سلبًا على حياتهم. إلى جانب الشعور بالذنب والعار بسبب إدمانهم، حكوا عن صعوبة عملية الانتصاب والحفاظ عليه، وأشار الكثيرون أيضًا إلى قلة اكتراثهم بممارسة الجنس، لأنهم لم يعودوا يشعرون بالاهتمام بالنساء جنسيًا، فكل اهتمامهم الجنسي منصب على المواد الإباحية فقط. كما ذكر أحد الرجال أن طريقته الوحيدة لممارسة الجنس مع امرأة كانت تخيل الإباحيات. قد يعتقد الكثير منكم أن هذه القضايا تتعلق في المقام الأول بالرجال في الثلاثينيات أو الأربعينيات من العمر. حسنًا، أثرت هذه المشكلات على الحاضرين جميعًا حتي طالب المدرسة الثانوية البالغ من العمر  ١٨عامًا، حيث ذكر أنه كان قادرًا على الانتصاب إذا كان يشاهد المواد الإباحية فقط. وذكر أيضًا أنه لم يعد يجد الفتيات في سنه جذابات جنسيًا، وأنه كان أكثر انجذابًا إلى المواد الإباحية، وعلى الرغم من رغبته في التوقف عن مشاهدة المواد الإباحية إلا أنه فشل.

بشكل عام، ذكر معظم الرجال أنهم شعروا بالعزلة والوحدة بسبب المواد الإباحية، وشعروا بالحرج من إخبار عائلاتهم أو طلب المساعدة. حتى من أراد المساعدة، لم يكن يعرف أين يذهب. أنشأ الرجل الذي نظم هذه المجموعة التي أجرت ليزا مقابلة معها موقع NoFab، وهي مجموعة دعم عبر الإنترنت تساعد الرجال في التغلب على إدمانهم على المواد الإباحية والاستمناء، ومعظم الرجال في الموقع تتراوح أعمارهم بين ١٨ و ٢٤ عامًا. وجد هذا الموقع أن المراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين ١٣ و١٦ هم أكثر عرضة لخطر الإدمان على المواد الإباحية؛ لأن هرمونات الأولاد في ذلك العمر تكون خارج نطاق السيطرة، ولأن لديهم خبرة جنسية قليلة أو معدومة. لسوء الحظ، فإن ما تعلموه عن الجنس يأتي من عالم خيالي وهو الإباحية.

ترتبط المواد الإباحية كذلك بالحجر الصحي، فكم من مراهق يقضي وقتًا أطول في غرفة نومه على جهاز الحاسوب المحمول والهاتف الذكي، وكم سئم من التواجد في المنزل ويبحث عن شيءٍ جديد. حسنًا، المواد الإباحية جديدة ويمكن أن تقضي على الشعور بالملل. ليس لدينا أي فكرة عن عدد المراهقين الذين قد بدؤوا إدمانهم للمواد الإباحية أثناء الحجر الصحي.

أيها الوالد إذا كنت قد لاحظت تغيرات في ابنك المراهق في الماضي وتعتقد أنها قد تكون مرتبطة بالمواد الإباحية، أو إذا كان ابنك يقضي وقتًا أطول في غرفته منذ بداية الحجر الصحي، فقد حان الوقت لتتحدث معه عن المواد الإباحية، ولكن بهدوء ولطف. تذكر كيف كان شعورك عندما كنت في مثل عمره، وما إذا كان موضوع الجنس قد طرح. لا تحرجه أو تجعله يشعر بأن إحساسه الجنسي خاطئ أو منحرف. وضح  له أن المواد الإباحية خيالٌ، وليست حقيقة. إنها ليست ترفيها للمراهقين. اشرح له أيضًا كيف تغذي الإباحية المراهق بأفكار خاطئة عن كيفية معاملة المرأة أو احتياجاتها. ببساطة، لا تخشَ من إجراء مناقشة مفتوحة وصريحة حول الجنس والمواد الإباحية. لا تخف أيضًا من السؤال عما إذا كان ابنك يواجه مشاكل تتعلق بالإباحية، وإذا كان كذلك، طمأنه أنك لن تغضب وستساعده في العثور على حل للمشكلة. تذكر ألا تحرجه. كن دائمًا بجانبه؛ ليتخلص من الشعور بالوحدة والعزلة، وساعده للوصول إلى طريق التعافي. أخبره أيضًا بمدى فخرك؛ لأنه كان شجاعا بما يكفي للتحدث وطلب المساعدة.

إذا احتاج ابنك المراهق إلى مساعدة، تكلم معه وتواصلوا معنا (فريق واعي) وسنسر بتقديم المساعدة لكم للوصول إلى بر الأمان، وإذا كان الأمر متأزما جدا فابحث عن معالج نفسي متخصص في قضايا المراهقين، والإدمان، والقضايا الجنسية. إدمان المواد الإباحية ليس كإدمان الكحول، حيث يمكن لأي شخص التوقف عن شرب الكحول، لكن لا يمكن لأحد التوقف عن الإحساس بمشاعر جنسية؛ لأن المشاعر الجنسية جزءٌ من كونك إنسانًا، لذا يجب عليهم تعلم طريقة جديدة للتعامل مع مشاعرهم الجنسية.

المصدر

ترجمة: سارة حمدي علي

مراجعة: محمد حسونة










Source link