التحدث عن (الجنس) مع أطفالك – 5 أشياء يجب أن يعرفها كل والد – علاج إدمان الإباحية
الحديث الجيّد عن الجنس، إذا كنت مثل بعض الآباء الذين أتحدث إليهم، فإنما تخشى التحدث عن الجنس مع أطفالك، أو أنّك يائس من القيام بعمل أفضل من التعليم الجنسي الناقص الذي تلّقيته، لكنّك لا تعرف من أين تبدأ؟
لقد خلق المجتمعُ العارَ والمحرّماتِ حول الجنس، حتّى أننا لم نعد نعرف كيف نتحدث مع أبنائنا عن أجسادهم ومتعتهم. ومع ذلك عندما نتكلم بصراحةٍ وَوضوحٍ عن هذه الأمور فإننا نُعطيهم أدوات ليبقوا واثقين، ونُبقيهم على التواصل مع أنفسهم وحقيقتهم ، ونزّودهم بالأدواتِ للعثور على علاقة الزواج الصحية والبقاء فيها بكل حُبٍّ وأدوات لتجنبّ إحصاءات إساءة المعاملة المُخيفة جدًّا التي لا نحبّ كآباء التفكير فيها.
لذا، فلنتحدث عن الأمور الخمسة التي يتعيّن على كل والد أن يعرفها (بصرف النظر عن عمرِ أطفالهِ) حتّى يتّمكن من إجراء محادثات إيجابيّة مًفعمة بالتأثير حول العلاقات عامّةً ، والعلاقات الجنيسّة مع أطفالهِ.
أنت أفضل شخص لهذا العمل:
تقوم بعض المدارس بعمل رائع في هذا الصدد، ومعظمها لا تفعل ذلك – بل لا تزال تفعل – لماذا تعيّن أي شخص آخر مسؤولًا عن تعليم أطفالك بعض أهم الأمور الأساسيّة عن هويتهم وكيف تربطهم صلة بالآخرين.
إنّ الجنسَ أكثر من مجرّد أعضاء تناسليّة، إنّه عن فهم إحساسنا بالذات، وكيف ارتبطنا بالآخرين في العالم. وأنتَ فقط تعرف كيف تريد تربية أطفالك؟ يُمكنكم أن تخلقوا حضارةً في بيتكم حيث ترحبّون بالأسئلة، تجدون الأجوبة معًا، ويكون الحديث عن الجنس والعلاقة الزوجيّة جزءًا طبيعيًّا صحيًّا من الحياة. وعلى الرغم مما نعتقده، فإنّ الإحصائيات تُظهر أنّ أطفالنا يعتمدون علينا لهذهِ المعلومات.
إنّها دائمًا تبدأ معك:
إذا أردنا أن ننقلَ منظورات ومعتقدات صحيّة عن الجنسِ إلى أطفالِنا، فعلينا أن نبدأ باستكشاف مُعتقداتنا الخاصّة أولًا. اسألوا أنفسكم: ماذا تؤمنون بشأن الجنس والعَلاقة الزوجيّة؟ ماذا تعلمتم؟ ماذا تُريدون أن تنقلوا؟ وماذا تريدون أن تغيّروا؟
لم يفت الأوان بعد:
طفلتي ذات العامين تستطيع إخباري بمكان عورتها (عضوها التناسلي)، وتبيّن الإحصاءات أنّ هذا سيجعلها أقلّ عرضةً للإيذاء، ومن الأرجح أن تبلّغ عن ذلك إذا حدث أثناء نموّها. عندما أدغدغ ابنتي أطلب منها الإذن وأُخبرها أن تسيطرَ على جسدها. عندما يسألني ابني البالغ من العمر سبع سنوات عن الجنس، أرحّب بأسئلتهِ ونجمعُ الحقائقَ معًا.
يمكنك البدء بتدريس عناصر الحياة الجنسية من اليوم الذي يخرج فيه أبناؤك من الرحم. واعلمْ أنّ الوقتَ ليس مبكرًّا للبدء، وما تشاركه يتطوّر ويتعمّق معهم كلّما كبروا.
لا يُمكنكَ إعطاؤهم الكثير من المعلومات:
إنّها أسطورة أنَّ الحديثَ عن الجنسِ يجعل أطفالنا أكثر فضولًا عن الجنس أو أكثر جنسيّةً. يحتاجُ أولادنا إلى مكانٍ آمنٍ وموثوق به ليحصلوا على معلومات دقيقة عن الأجساد، اللمس، الجنس، والعلاقة الزوجيّة بشكلٍ عام. وبِوسعنا أن نكون ذلك الحيّز لأطفالنا، وليس ساحة اللعب أو طرقِ شبكة الإنترنت.
الأطفال لديهم قدرة رائعة على معالجة ما هم مستعدون لمعالجته، إذا دخلتَ في تفاصيل كثيرة على شيءٍ ما، فسيأخذونَ ما هو مهم ويتركون البقيّة. لا يُمكنكَ إفساد الأمر من خلال مشاركة الكثير، بل كُن مستعدًّا للإجابة على أسئلتهم أو البحث عن إجابات معهم وسيقطع هذا شوطًا طويلًا.
كُن استباقيًّا:
المحادثات عن الجنسِ يجب أن تحدث في أغلب الأحيان وفي وقت مبّكر. ويجب أن تُعرف قبل سنّ البلوغ، قبل أن تصطدم بهم مثل الشاحنة، ابدؤوا بمحادثة مع الكتب في وقت النوم أو في البيت، تحدّثوا عن مشاهد الأفلام، أو حتّى عن الحياة الحقيقية معًا.
وإذا كانوا يسألون عن أمرٍ ما فرّحبوا بفضولهم، ووضحّوا لهم ما يريدون معرفته، وابحثوا عن الأجوبةِ معًا.
مثل كل شيء في الأبوّة والأمومة، نحن لن نحصل عليه بشكل صحيح 100%. المغزى هو المحاولة، الفشل والتعلّم. وأنا أعلم أنّ هذا الموضوع يبدو رقيقًا ، ويخشى الكثيرون أن يرتكبوه بطريقة خاطئة، أريد أن أؤكّد لكم أنّ هذه هي الطريقةَ الوحيدةَ للقيام بذلك، “الخطأ” هنا هو عدم القيام بذلك على الإطلاق.
ترجمة: فَاطِمة الحجوج البطوش
مراجعة: محمد حسونة