الإباحيات والأغاني في رمضان
♦ الملخص:
فتاة ترتكب المعاصي من إباحيات وسماع للأغاني في رمضان، وتسأل عن حكم ذلك.
♦ التفاصيل:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أنا أشاهد الأفلام الإباحية، وأسمع الأغاني، وأتساهل بصلاتي، حتى إنني في رمضان كنت أشاهد المسلسلات وأسمع الأغاني في أثناء الصيام، ومارستُ العادة السرية في أيامٍ قلائلَ في هذا الشهر، وفي أحد الرمضانات كلمتُ شابًّا لمدة يومين أو ثلاثة أيام، ثم حذفته وتبتُ إلى الله، وتوقفت عن كل شيء، وبدأت أحافظ على صلاتي، سؤالي: ما الواجب عليَّ فعله حيال تلك السنوات – وهي ثماني سنوات – التي كنت أرتكب فيها تلك المعاصي في رمضان؟ هل عليَّ كفارة أو قضاء أو ماذا؟ مع العلم أنني لم أخلَّ بصيامي فيها، فقط ارتكبت تلك المعاصي، وجزاكم الله خيرًا.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته؛ أما بعد:
فأولاً: نحمد الله تعالى على أن هداكِ، وتركتِ هذا الخُلُقِ الشائن، وتُبتِ من هذا العمل القبيح، وأنقذكِ الله تعالى من هذا الذنب العظيم، ونسأل الله أن يجعلها توبة نصوحًا، وأن يثبِّتكِ على الحق، ويهديَكِ سواء السبيل.
ثانيًا: المعاصي من النظر المحرم والسماع المحرم خطيرةٌ؛ إذ إنها تُفسد القلب مع الوقت، وتُغضب الرب جل وعلا، وتنقص أجر الصيام، لكنها لا تنقض الصيام، ولا يلزم لصاحبها القضاء.
ثالثًا: الاستمناء إذا حصل معه إنزالٌ، فإنه مُفطِر، ومن ثَمَّ يجب قضاء ذلك اليوم من رمضان، مع التوبة، هذا هو القول الصحيح؛ قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: “إذا استمنى الصائم فأنزل أفطر، ووجب عليه قضاء اليوم الذي استمنى فيه، وليس عليه كفارة؛ لأن الكفارة لا تجب إلا بالجماع، وعليه التوبة مما فعل”؛ [فتاوى الشيخ ابن عثيمين، ج: 19، ص: 233].
وأخيرًا: يجب على المسلم أن يعلم أن هذه الحياة قصيرةٌ، مهما كانت، فلا يُلوِّثها بمثل هذه القاذورات، ولْيَشْغَلْ وقته بما ينفعه دينًا ودنيا، وإن حصل ووقع، فعليه أن يُكثر من الاستغفار والصدقة والعمل الصالح مع التوبة؛ فإنَّ الحسنات يُذهِبن السيئات، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه.