هل الانتكاسة تدمر طريق التعافي من الإباحية؟ – علاج إدمان الإباحية
للأسف، وعلى الرغم من حسن النوايا، إلا أن الانتكاسة والزلات هي أمر شائع الحدوث في طريق التعافي من الإباحية. هذا الأمر مُسلَّم به، فإن مفهوم إدمان الإباحية يحوي الآتي: ” انعدام القدرة للسيطرة على مشاهدة الإباحية بالرغم من الآثار السلبية التي تنتج عن مشاهدتها بصورة مستمرة.” فبينما هناك البعض ممّن نجحوا في الإقلاع عن مشاهدة الإباحية بسرعة نسبية، إلا أن هناك البعض الآخر ما زالوا يُعانون مع الإدمان، وغالبآ ما ينتهون إلى الوقوع في العديد من الزلات قبل أن يصلوا إلى تحقيق النتائج المرجوة. فهل الانتكاسة فعلا تدمر كليا طريق التعافي من الإباحية ؟ الإجابة ببساطة هي: “لا” – سيتم شرح ذلك بالأسفل.
ليست كل الانتكاسات هي نفسها
مفهوم “انتكاسة” يستخدم بكثرة في مجتمعات التعافي.
الانتكاسات هي مسألة أخطر من الزلات. الاختلاف الأساسي بينهما هو أن الانتكاسة تكون السبب في ترك خطة التعافي. أما الزلات فتأتي على هيئة نوبات خفيفة، غفلة أو عوائق للوصول إلى أهداف أخرى للتعافي.
كن على علم بأنك إذا تعرّضت لانتكاسة أثناء تعافيك، فإن هذا قد يعني دائما الأسوء. إن التعرُّض للزلة ليس بمثابة تصريح لمشاهدة الإباحية بشكل مكثّف طوال اليوم. في كل مرة تعود فيها إلى مشاهدة الإباحية، فأنت في الغالب تقوم ب “تفكيك” دماغك إلى جزيئات صغيرة بدلا من جعله شريكك. كثيرا ما يقال في مجتمعات التعافي: أن الزلة هي أشبه بانتزاع قشور الجرح الواحدة تلو الأخرى، لكن الاستمرار في هذا الفعل يٌؤدي إلى اقتلاع القشور بالكامل.
مفتاح الحل هو المضي للأمام
إن كل انتكاسة هي عبارة عن فرصة بالرغم من مساوئها. “كل انتكاسة تخلق سبيلا للعودة من جديد.” فبدلا من الشعور باليأس، حاول دائما أن تتعلم مما حدث. حاول دائما كتابة الأسباب التي أدَّت إلى الانتكاسة؛ كي تتجنَّب حدوثها مجدّدا في المستقبل. هناك مقولة مشهورة لعالم الكهرباء توماس أديسون والتي يقول فيها: ” لم أفشل مرة أو 700 مرة بل وجدت 700 طريقة لا تعمل. عندما تخلّصت من الطرق التي لا تعمل، فإنّني حتما سأجد الحل.”
فكّر في الأشياء الإيجابية. فلا يمكنك الاعتماد كليا على عداد الأيام للتعافي. كأن تقول: أنّك في يومك الأول وقد تجاوزت 50 يوماً من مدة التعافي، فأنت بلا داع تقسو على نفسك فقط. إذا انتقلت من مرحلة مشاهدة الإباحية ساعات طويلة يوميا إلى مشاهدتها عدة أيام في الأسبوع فهذا يعد إنجازاً حتى لو لم تصل إلى الأهداف الصحية الطويلة الأمد. العديد من مدمني الإباحية بعد أن قلّلوا من الدخول إلى المواقع الإباحية شعروا بتحسُّن ملحوظ من الأعراض الناتجة عن مشاهدتها.
إذا كنت قد تعرَّضت لزلّة فحاول تجنُّبَها في المرة القادمة. على سبيل المثال، إذا تعرَّضت لزلة نتيجة شعورك بالتعب فاعتبرها بمثابة إشارة لك كي تضع النوم ومدارة النفس ضمن قائمة أولوياتك. عموما معالجة المصدر لاحتياجاتك ورغباتك في الحياة هو أهم عنصر من عناصر التعافي.
إذا كنت تريد الحصول على الدعم بعد الانتكاسة أو لديك بعض الأسئلة الشخصية فيفضل أن تستشير أخصائي لمعالجة إدمان الإباحية ضمن منطقتك، واعي هو مجتمع يهدف إلى معالجة إدمان الإباحية في العالم العربي يضم مجموعة من الخبراء والمتخصّصين في هذا المجال.
فلنأخذ الأمر على محمل الجد، ونضع المجاملات جانباً.في حين أنّ الزلات هي أمر شائع جداً، إلّا إنّها لا تعود بالمنفعة على خطة التعافي. لكن أنت بالتحديد لن تخسر كلّ التقدم الذي أحرزته. حتى لو تركت خطة التعافي، فأنت قد اكتسبت تجارب قيّمة في الحياة تساعدك في تطوير خطة التعافي لديك في المستقبل من خلال الإصرار في السعي خلفها مجددا. إذا كنت على وعي بالمشكلة واتخذت الخطوات الصحيحة لمعالجتها، فأنت حتما في الطريق الصحيح.
إن الموضوع الرائج في العديد من المشاركات على مواقع التعافي هو أننا نميل في الأيام التي تلي الانتكاسة إلى مشاهدة الإباحية بكثافة مفرطة. المعتقد هو أنك إذا فشلت فإن عليك أن تستفيد بالكامل مما حصل. بفعلك هذا فاني موقن أن معظمنا يفشل في تدارك الأمر الواقع، فعلى الرغم من تعرُّضنا للانتكاسة فإن هذا لا يعني أن كل الجهود التي بذلناها في الأيام والأسابيع الماضية قد ذهبت أدراج الرياح. فإن دماغنا مادي جدا، ولديه القدرة على تغيير نفسه بسرعة ملحوظة. حتى لو لم تكمل ال٩٠ يوما المطلوبة منك فإنك بذلك قد منحت دماغك الكثير من الوقت ليجدد نفسه، ويكوّن وصلات عصبية جديدة. إن انتكاسةً واحدة لا تعكس ذلك تماما. أعرفُ جيدا أن العديد منكم يعاني من مشاكل عصيبة مع إدمان الإباحية والاستمناء وأنكم لم تتمكنوا من الإقلاع عن المشاهدة إلا أياماً معدودة بدون انتكاسة، لكن تذكّروا أنكم إذا تمكّنتم من التوقف لمدة ٣ أو ٤ أيام على الأقل فهذا ما زال يعتبر تحسُّنا عظيما عدا عن تركها مرة أو عدة مرات في اليوم. في كل يوم وكل ساعة تمتنع فيها عن المشاهدة فأنت بذلك تمنح دماغك الوقت الثمين كي يتعافى… لا تتعامل مع الأمر على أنك فشلت فقط بل خذه كفرصة على المدى البعيد؛ كي تتعلم منه وتتحدى نفسك. خذه كفرصة للعودة كي تكون أقوى وأكثر حكمة من قبل. تذكر أننا جميعا نفشل. وأن قدرتنا على انتشال أنفسنا وإكمال الطريق نحو النهاية هو ما يُحدِّد نجاحنا.
ترجمة: محمد شعيتو
مراجعة: محمد حسونة