إعادة بناء الثقة في العلاقة التي آذتها الإباحية
تصف كلمات Friedrich Nietzsche (الفيلسوف الألماني) قلب كل شريك تعرَّض للخيانة : “لست مستاءً لأنك كذبت عليَّ، أنا مستاء لأنني من الآن فصاعداً لست قادراً على تصديقك.”
على قدر ما يكون اكتشاف الخيانة مؤلماً، في الحقيقة إن ما خرق الثقة هو ما تمَّ اكتشافه من سنوات من السّرّيّة والعُزلة والإدمان.
بالنسبة لمعظم الأزواج المتأذّين من الإباحية، فإنَّ الشكوك كانت قد بدأت تراودهم قبل سنوات من الاكتشاف الكامل للخيانة.
زوجك كان يأتي إلى المنزل متأخّراً في عمله، كان ُيبقي هاتفه بعيداً عن الأنظار أغلب الأوقات، الكثير من الرسائل النصّيّة كان يعمد لإخفائها عنك، 20 دولاراً مفقودة من محفظته من دون سبب واضح.
في النهاية، الحقيقة تظهر – دائماً ما يحدث هذا.
ما يحصل عليه الشريك المتأذّي هو فوضى في المشاعر، رغبة قوية في التخلّي، نوبات اكتئاب هستيرية.
الشريكة الآن لديها اختياران :
الأوَّل: هو أن تترك شريكها الخائن، والثاني: أن تتجاهل ما اكتشفته مؤخَّراً.
في الواقع، هناك اختيار ثالث يتجنّبه الكثيرون، يدعى “إعادة بناء الثقة”.
Mira Kirshenbaum وصفت الأمر كالآتي : “إن ما احترق قد احترق، لكن ما تمَّ كسره يُمكن شفاؤه، والثقة المُحطَّمة في علاقةٍ ما هي ليست شيئًا تمَّ حرقه.”
بعبارةٍ أخرى، هنالك أمل.
يمكن تشبيه إعادة بناء الثقة بالفريق الرياضي، حتى أفضل العروض لا يمكنها إعادة إحياء الثقة في قلب الشريك المتأذّي.
يجب على الشريكة أن تُساهم في عملية بناء الثقة كذلك.
هل هذا عادل؟ بالطبع لا، لكنّه ضروري.
Doe Zantamata تقول في هذا الصدد : “إعادة بناء الثقة المُحطَّمة لا يعتمد فقط على الشخص الذي قام بتحطيمها، أو على عدد المرات التي يستطيع من خلالها إثبات مصداقيته، إنه يعتمد أيضاً على الشخص الذي قرَّر حجب الثقة من الآن فصاعداً.
مع أن قرارهم بحجب الثقة قد يكون مبرَّرًا تماماً، لكن طالما أنهم اختاروا حجب الثقة، فإنَّ العلاقة لا تملك أيَّة فرصة للنجاة.
فقط عندما يقرِّرون إعادة الثقة مرة أخرى، عندها سيكون هنالك أملٌ يخلق من جديد.”
دعونا نتكلم عن الأمر : كيفية إعادة بناء الثقة.
ما الذي ينبغي على المدمن القيام به ؟
عملية إعادة بناء الثقة تبدأ مع المدمن على الجنس.
أقترح أنه من أجل أن يعطي المدمن زوجته- وعملية تعافيه فرصة، يجب عليه أن يبدأ بثلاث خطوات بسيطة :
1) إنشاء برنامج لعملية التعافي.
إلى أن ينخرط المدمن في برنامج التعافي الشخصي، فإن فرصته في إعادة بناء “استاد يانكي” “Yankee Staduim” أكبر من فرصته لإعادة بناء الثقة في زواجه.
برنامج التعافي يجب أن يكون شاملًا، يتضمّن العلاج النفسي، العمل الجماعي، وخطة علاج معيَّنة، مثل خطة ال 90 يوم من التعافي التي تُقدّمها منظمتنا.
كثيراً ما أُخبر العملاء: “إن كنت ملتزماً بنسبة 90 بالمئة، فإنَّ فشلك سيكون حتميّاً بنسبة 100 بالمئة.”
من أجل إعادة بناء الثقة، يجب على الطرف المُخطئ أن يصبَّ كامل تركيزه في عملية شفائه من الإدمان.
2) أن تصبح شخصاً مسؤولاً.
من أجل إعادة بناء الثقة، ينبغي على المدمن أن يشترك بتطبيق (واعي) بمجرّد إنهائه لهذا المقال.
الشعور بالمسؤولية هو أمر أساسي في عملية التعافي، من خلال تنصيب برنامجنا على كل أجهزته الإلكترونية، مع تقارير يومية تُرسَل إلى صديق موثوق، فإنَّ ذاك المدمن على الجنس سوف يعطي زوجته سبباً لأمل جديد.
3) قم بالاعتراف.
الزوجات يردن الإخلاص والاستقامة، ما خدش ثقتهم ليس ما اكتشفوه مؤخّراً، إنّما الجزء الذي ما زال مجهولاً بالنسبة لهن.
جلسة سريرية للاعتراف عند C.S.A.T (Certified Sex Addiction Therapist) (المعالج المعتمد للإدمان الجنسي) على جهاز كشف الكذب هي أفضل طريقة يمكن للأزواج اتّباعها من أجل الالتزام بعملية إعادة بناء الثقة.
لا شيء قد يكون أكثر نفعاً في تصوير الالتزام اللازم للزواج من قيام المدمن بالاعتراف.
ما الذي يجب على الشريك القيام به ؟
من الأمور التي نتفهمها، أن العديد من الزوجات يردن من أزواجهن أن يقوموا بكل ما هو لازم لإعادة بناء الثقة المدمَّرة في علاقتهم.
إلا أنه يتحتَّم عليهن أن يكنَّ شريكات في تلك العملية، هذا ليس عادلاً، لكنَّه ضروري.
نقدِّم بعض الخطوات التي يمكن للزوجة القيام بها :
1) إنشاء برنامج تعافي من صنعها .
يجب على الزوجة إشراك برنامج التعافي الخاص بها، عادةً ما يتضمن هذا البرنامج لقاءات، علاجًا نفسيًّا، والتعاون مع مدرب لعلاج الصدمات.
زوجتي Beth، مدرِّبة إصلاح علاقات معتمدة، دربت في عملها أزواج يعانون من صدمة إثر تعرُّضهم للخيانة.
إلى أن تعالج الزوجة احتياجاتها وتقوم بالعمل الجاد في دورها بالتعافي، فإنّ إعادة بناء الثقة سيبقى وهمًا.
2) أن تثق بسلوكه، ليس بكلماته.
الشريك المدمن سيقطع وعداً بأن لا يشاهد الإباحية مجدّداً.
سيدَّعي أنه في الطريق نحو التعافي، وعادةً ما يكون صادقاً.
من المؤسف، هذا يعتبر غير مهم تقريباً، زوجته اعتادت على سماع مثل هذا الكلام، من الحكمة أن تثق به مجدّداً لكن اعتماداً على سلوكياته، ليس على كلامه.
3)ثقي، لكن تحققي.
Ronald Reagan صاغ العبارة الشهيرة: “ثق، لكن تحقَّق.”
ذلك ينطبق على أي زواج مهزوز بسبب الخيانة.
يجب على الشريكة المتضرّرة أن تفعل ما هو ضروري؛ كي تحصل على سلامها الفكري، إن كان هذا يستدعي أن تراقب المبالغ المالية التي بحوزة زوجها، سفراته، وأجهزته الإلكترونية، فلتفعل ذلك.
في بداية الأمر، قد يكون من الضروري لها أن تتحقّق من روتينه ونشاطاته اليومية.
شيئاً فشيئاً، يمكن بناء الثقة من جديد.
ما الذي يجب على الثنائي فعله ؟
قال Frank Crane : “من الممكن خداعك إن وثقت أكثر من اللازم، لكنّك ستعيش في عذاب إن لم تثق بما يكفي.”
إن أرادت الزوجة الهروب من زنزانة العذاب، لا بدْ من أن تجد طريقة لإعادة بناء الثقة في زوجها.
الإحباط بالنسبة للعديد من الأزواج هو أن الزوج يفعل كل ما بوسعه، وأن الزوجة تفعل كل ما بوسعها، ويبقى ذلك غير كافٍ.
يعود ذلك إلى أن المُكَوِن المفقود هو العمل الثنائي المشترك بينهما، ينبغي عليهما أن يُعيدا بناء الثقة سويًّا، تلك هي بعض الأفكار في هذا الصدد :
1) أن يقرآ كتاباً معاً.
هنالك عدة كتب عظيمة عن الزواج والتعافي والتي يمكن للأزواج قراءتها معاً، هذا سوف يسهّل عليهم الحوار النافع واختبار المشاعر والأفكار.
خيار آخر متاح للشركاء هو أن يقرؤوا أحد المدونات الموجودة في تطبيقنا (واعي) قبل خلودهم إلى النوم سوياً كل ليلة، أن يغتنموا فرصة أن يتعلموا وينموا في مشوار التعافي سوياً.
2) أن ينظموا أمسيات أسبوعية خاصة بموضوع التعافي.
منظّمتنا تقدّم مصادر بخصوص نشاطات التعافي الأسبوعية للشركاء المتأذّين من الإباحية والإدمان الجنسي، تلك الأنشطة تتضمن تسجيلات الدخول، تمارين التواصل العاطفي، وطرق بسيطة للتعبير عن المشاعر مع الطرف الآخر، هذا يبقي الشريكين بحالة تواصل على المستوى الروحي والعاطفي.
العديد من الشركاء يكملون مع الأمسيات الأسبوعية الخاصة بالتعافي لسنوات بعد أن قام أحدُهم بالاعتراف.
3) الخروج في مواعيد عاطفية.
تخصيص ليلة واحدة أسبوعياً للخروج، القيام بأشياء مبتكرة معاً.
يجب أن تحتوي تلك الليلة على نشاطات مسلية، ترفيهية، ومبهجة، ليالي اللقاءات من أفضل الطرق لتذكروا أنفسكم أولاً بسبب وقوعكم بالحب، تلك اللقاءات لا تتطلب أن تكون مكلفة جداً، لكنّها تحتاج أن تكون ثابتة مستمرة.
فكِّروا بهدوء في الخطوات التي ستتبعونها، وفوق كل هذا، اصنعوا القرارات معاً كثنائي.
ترجمة: عمار الموصللي.
مراجعة: محمد حسونة