الجنس المبكر عند الأطفال ( الدوافع والوقاية )
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين صلى الله عليه وسلم، وبعد:
ألا ما أمرَّ الثِّمارَ التي طرحها شحُّ بعض الآباء على الأبناء بالرعاية الروحية، انشغالاً عنها بالمطالب المادية!
وما كان تقديمُهم للأمور المادية على الرعاية الروحية إلا ثمرةً لخفوت ضوء الإيمان في القلوب.
وليت انشغالهم بالضروريات منها؛ إذًا لكان الوِزْر أقل، والحمل أخف!
ولكن الطامة الكبرى، والفجيعة العظمى، أنهم في الوقت الذي يوفرون فيه الكماليات، والتحسينيات من تلك الأمور الحياتية، بل ويتجاوزونهما إلى التَّرَفِيَّات الضارَّة – تجدهم في الوقت نفسه يشحون عليهم بأُسِّ الأخلاقيات، وسنخ المكرمات، جهلاً بقدرها، واستخفافًا بشأنها، فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
ألا، ومن تلك الثمار المُرَّة لهذا التقصير مرضٌ لطالما شكا منه الكثيرون من الآباء والأمهات، ألا وهو مرض “الجنس المبكر عند الأطفال”؛ أعني: قيام الأطفال ببعض التصرفات الجنسية قبل البلوغ.
ولمن لم يبتَلِه الله برؤية بعض الأمثلة الواقعية بعينه، عليه إذا أراد التعرف على المرض بزيارة بعض المواقع الاجتماعية؛ كشبكة الألوكة وغيرها؛ ليقف على بعض الصرخات الصاخَّات، والصيحات المدوِّيات من الآباء والأمهات.
منها على سبيل المثال:
استشارة بعنوان: “طفلي يمارس أوضاعًا جنسية، فماذا أفعل؟”.
وأخرى بعنوان: “هل لهذا الطفل نوازع جنسية؟”.
وثالثة بعنوان: “كيف أتعامل مع تصرف ابني الشاذ؟”، وغيرها كثير.
وفي واحدةٍ من الاستشارات المتعددة التي عُرِضت عليَّ أنا:
“مديرة حضانة تعجز عن التصرف مع طفل لم يتجاوز الخامسة، قام بتجريد زميلته التي تصغره بعام تقريبًا، وطرحها على الدرج، ثم قام بتصرفات شائنة، تُقصَف الأقلامُ حياءً من كتابتها”!
فكان ما كان مما لستُ أذكره
فظُنَّ شرًّا ولا تسأل عن الخبرِ
ألا، وأول ما ينبغي التوكيد عليه أن أولى دلالات هذه التصرفات هو: “تقصير الوالدين في فقه تربية الأطفال” تعلمًا وتطبيقًا؛ مما يوقعهم في دوافع هذا المرض المدمّر؛ ومن أشهر تلك الدوافع ما يلي:
1- ارتداء الأم ملابس تخصُّ مسألة الإعفاف الزوجية، أمام الأطفال قبل النوم.
2- دخول الأطفال على الوالدين في أثناء عملية الإعفاف الزوجي.
3- قيام الوالدين ببعض المداعبات أو المُقدِّمات أمام الأطفال، ظنًّا بأنهم لا ينتبهون لذلك، وقد تصل بعض هذه المقدمات إلى الموضوع نفسه أمام الطفل، وهذه قمة الكارثة.
4- مناقشة بعض الأمور الخاصة بالعَلاقة الزوجية أمام الأطفال، سواءٌ أكانت المناقشة بين الزوجين، أم كانت دائرة بين أحدهما مع الأصدقاء، بحضرة الأطفال؛ مما يفجر في نفوسهم العديد من التساؤلات.
5- تبديل الكبار لملابسهم أمام الأطفال.
6- تعرية الأطفال بعضهم أمام بعض؛ إما لقضاء الحاجة، أو الاغتسال، أو لاستبدال ملابسهم، وقد يصل الأمر بالبعض إلى إدخال الأطفال للاستحمام الجماعي، يتخلله قيام البعض بقضاء الحاجة ومراقبة التغيير في شكل الأعضاء المستخدمة.
7- تعرية الطفل أمام الناس.
8- نوم الأطفال متجاورين في الفراش.
9- تعرُّض الطفل لأي تحرش جنسي من المحيطين به؛ سواء أكان من أحد المعلمين المنحرفين، أم الأقارب، أو الجيران، أو سائق الأسرة، أو البوَّاب، أو أحد أبنائه، أو غيرهم.
وقد تكون بعض هذه التصرفات الفجَّة في الأماكن العامة؛ كالفصول، والأفنية، والطرقات.
باعتبارهم أن المعلم، والقريب، والجار، ومَن على شاكلتهم في مقام الوالد!
فيعتمدون بعض التصرفات الخبيثة كالقُبُلات والمعانقات، وغيرها من باب الحنان الأبوي على حد زعمهم، وقد تتضاعف هذه التصرُّفات في الأماكن الخالية؛ كأماكن الدروس الخصوصية، وغيرها، وكل هذه التصرفات من شأنها أن تُؤجِّج في نفس الطفل ما كان خامدًا فيه!
10- نقل العدوى الأخلاقية للطفل من خلال تركه مع الأطفال غير الموثوق بأخلاقهم، فيكونون سببًا في إفساده!
إما: عن طريق التحرش الجنسي به، أو من خلال كشف عوْراتهم أمامه لرؤيتها، أو إطلاعه على الصور العارية بالمجلات، أو الأفلام، أو غير ذلك من صور العدوى الأخلاقية، أو الحكايات الشائنة، والقصص المنحطَّة.
11- مطالعة الصحف الوضيعة، والتي لا عناية لها إلا بأخبار الرعاع والسَّفلة وقاع المجتمع، والتي تخرج عن تعدِّيهم طور الحيوانات في ممارسة الغرائز.
12- مشاهدة الطفل للأعمال الفنية المحتوية على تصوير العَلاقة الخاصة بين الرجل والمرأة من خلال الأعمال الفنية غير الأخلاقية.
والتي لا يخلو منها عمل فني الآن؛ سواء كان فيلمًا، أو مسلسلاً، أو مسرحيةً، أو برنامجًا، أو غيره.
حتى الأفلام الكرتونية الآن، الكثير منها لا يخلو من ترسيخ فكرة العشق، حتى أفلام الحيوانات لا يتركون الكثير منها بدون ترسيخ العَلاقة بين الذكر والأنثى.
كما في فيلم “الحصان”؛ إذ كانت هناك عَلاقة بين الحصان البطل والفرس الأنثى الخاصة بالرجل المنتمي لقبيلة الهنود الحمر.
وكما في فيلم “الأسد الملك”؛ إذ كانت هناك عَلاقة بين الأسد البطل المدعو بـ: “سمبا” مع ابنة صديقة والدته.
حتى الألعاب الكمبيوترية لا تخلو من ترسيخ مسألة العشق وكشف العورات، ومنها اللعبة التي يقوم فيها اللاعب بمطاردة عصابة تهاجم مترو الأنفاق؛ إذ يظهر فيها صورة امرأة عارية تمامًا إلا من خيط رفيع جدًّا!
علمًا بأن الأمثلة المذكورة هي أقل الأمثلة ضررًا، وما لم أذكره أسوأ فحشًا، وأعظم خبثًا عياذًا بالله.
فقد أصبحت الأفلام الكرتونية والألعاب الكمبيوترية أهم وسائل الغرب لغرس الإلحاد العقدي، والانحلال الخلقي في نفوس أطفال المسلمين.
13- عدم إشباع نَهَم نُبهاءِ الأطفال المتسائلين عن التغييرات الجسدية المتعلقة بالجنس؛ مما يدفعهم للبحث عن مصادر أخرى يقضون منها حاجاتهم المعرفية، كل هذا من شأنه أن يفجر في نفس الطفل أمورًا فاحشة.
هذه جملة من دوافع الجنس المبكر عند الأطفال عياذًا بالله.
ويتلخص العلاج في تلاشي تلك الدوافع باتباع المنهج الإسلامي، ونوجزه في الخطوات التالية:
1- (الاحترازات المنزلية)، بمجرد إتمام الطفل لعامه الأول كحد أقصى يحترز الأبوان مما يلي:
أ- عدم ممارسة عملية الإعفاف أمام الطفل، وعدم القيام بأي مقدمات أو مداعبات أمامه، وتعامل الوالدين أمام الأبناء كأخوينِ بمنتهى الوقار والاحتشام، والاقتصار على غرفة النوم للأعمال الخاصة.
ب- عدم ارتداء الملابس الخاصة أمامه.
ج- إحكام غلقِ غرفة النوم حتى لا يفتحها الطفل فجأة فتقع عينُه على ما يُؤذِيه، ويُؤذِي الوالدين.
د- كما ينبغي تعليم الطفل لآداب الاستئذان بمجرد بداية تحمُّله وإدراكه لذلك.
ومن دلائل خطورة التهاون في هذا الأمر على الأطفال توكيد الحق سبحانه وتعالى على ضرورة الوقاية منه في كتابه العزيز كما قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ مِنْ قَبْلِ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُمْ مِنَ الظَّهِيرَةِ وَمِنْ بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاءِ ثَلَاثُ عَوْرَاتٍ لَكُمْ ﴾ [النور: 58].
فقد أكَّد عز وجل على ضرورة تعليم الأطفال آداب الاستئذان في الأوقات التي يتخفَّف الإنسان فيها من ملابسه، وهو وقت الليل، والقيلولة في أثناء الظهيرة.
ولا مراء أن في ذلك إشارة إلى خطورة رؤية الطفل لما هو أشد من مجرد التخفف من الثياب!
علمًا بأن رؤية الطفل للعورات لا تُولِّد فقط مرض “الجنس المبكر”، بل تولد أمراضًا أخرى؛ كالانحراف الجنسي، والشذوذ الجنسي، والصدمات الجنسية، وارتفاع معدلات الإصابة بسرطان عنق الرحم، والأمراض المنقولة جنسيًّا، والحمل في سن المراهقة، والأمراض النفسية المختلفة؛ وذلك لِمَا جُبِل عليه الطفل من تقليد الأبوين؛ إذ يحبُّ الأطفال تقليد الوالدين في كل شيء.
فمن ذلك ما قاله إبراهيم بن وكيع: “كان أبي يصلي، فلا يبقى في دارنا أحد إلا صلى، حتى جارية لنا سوداء!”[1].
فالأطفال يُقلِّدون ما يرونه إن خيرًا، أو شرًّا على السواء.
• يقول الدكتور بيتر سمعان [الاستشاري النفسي وطبيب الأسرة]:
“إن مشاهدة الأطفال لوالديهما في أثناء الممارسة الحميمة تُعرِّضهم لمشاكل نفسية عديدة، متمثلة في الخوف، والرهبة، والإصابة بالصدمة، والتبول اللاإرادي، والكوابيس المزعجة، وقد تدفعهم إلى نتائج خطيرة قد تصل إلى الشذوذ؛ إذ يظل هذا المشهد عالقًا في أذهانهم وقتًا طويلاً؛ مما يجعلهم ينفرون من العَلاقات الزوجية الطبيعية.
والمعلوم: أن النفور يصيب عَلاقتهم بوالديهم، وخصوصًا الأم، ثم ما يلبثون أن يمروا في فترة المراهقة، ويبدؤون في التقليد عند تعرُّضهم لأية إثارة، وهذا التقليد قد يكون من أول المظاهر التي تُشكِّل الانحرافات بمختلف أشكالها”؛ اهـ.
كما أعدت جامعة كاليفورنيا دراسة حول “أسباب الشذوذ الجنسي” فتوصَّلت لعدة أسباب؛ منها الاطلاع على العورات في غرفة الملابس وغيرها!
يقول الدكتور سولجو ردون – الأستاذ الفخري في جامعة سيراكيوز، وخبير التربية الجنسية – في كتاب: (ما يحتاج الأطفال إلى معرفته): إذا تحدَّثت مع أطفالك عن الجنس فسوف يجرِّبونه، وإذا حدثتهم حول الأمراض المنقولة جنسيًّا، فسوف يخرجون ويصابون بها”!
هذا إذا كان الأمر مجرد كلام، فكيف إذا تجاوزناه إلى رؤية الطفل للعمل نفسه، الطفل الذي يعتبر التقليد رافده الأعظم للعلوم، والمعارف، والسلوكيات؛ إذ يتكون قسم كبير من سلوك الأطفال بتقليد الآخرين؛ إما تقليدًا اندفاعيًّا تلقائيًّا، وذلك بصورة لا إرادية كرمش العين والعطس، وهو التقليد الإيحائي، وهذا اللون من التقليد يظهر بصورة مبكرة من بداية الشهر الأول؛ كرد الابتسامة بمثلها حينما يبتسم لهم الوالدان، وصراخهم حينما يصرخان، وجدير بالذكر أن هذا النوع من التقليد الانفعالي لا يكون لكل المحيطين، بل كلما زاد حب الطفل للشخص، وتعلقه به، وارتباطه به، زادت مع هذا الحب درجة التقليد الانفعالي التلقائي الإيحائي، ويطلق علماء النفس على هذا النوع من التقليد “العطف الابتدائي السلبي”، أو: تقليدًا قصديًّا/ رغبة في تجرِبة أعمال الآخرين، فلا يكاد يتم الخامسة من العمر إلا وقد أصبح قادرًا على تقليد الحركات والأصوات معًا تقليدًا اندفاعيًّا تارة، ومقصودًا تارة أخرى.
كما ينبغي التذكير بأن الأطفال لا يقتصرون في التقليد على الأفعال، أو السلوك الانفعالي فقط، بل يقلدون كذلك الأفكار والمواقف العقلية التي يتَّصف بها الآخرون؛ إذ يقبلون معرفةً ما، دون أن يكون لديهم أساسٌ كافٍ لقبولها، ويسمى هذا النوع من التقليد بالإيحاء.
ومن أخطر سمات المنهج التقليدي للأطفال أن الأطفال أكثر جذبًا لنهمة بعضهم في التقليد من الكبار، بمعنى: أن الطفل يميل إلى تقليد الصغار أكثر من الكبار، وهذا بدوره يعكس خطورةَ الصحبة، وأثرها في تنشئة الطفل.
ونحن لسنا محتاجين بعد كلام الله ورسوله لكلامٍ آخر، ولكننا نورد هذا للمفتونين بالغرب؛ لعلهم يعلمون أنهم في غنًى بدينهم عن كل مَن سواهم[2].
2- صيانة الأطفال من مشاهدة جميع أنواع العورات، سواء في الشواطئ، أو عند خلع الثياب للحاجة، أو الاستحمام، أو لمجرد تبديل الملابس، أو غير ذلك.
كما يجب تعليم الطفل ستر عورته عن العيون عند خلع الملابس لأي سبب؛ ليشب على الحياء.
كما يجب صيانة الطفل عن العَوْرات المصوَّرة أيضًا من أي نوع؛ كالمجلات، والأعمال الفنية كالمسلسلات، والأفلام، والمسرحيات، والبرامج التي تتداول الأمور الخاصة.
3- عدم إطلاع الأطفال على الممارسات الجنسية للحيوانات الأليفة، وغيرها.
4- يجب مشاهدة الأبوين للأفلام الكرتونية، والألعاب الإلكترونية قبل إجازة الطفل لرؤيتها، أو اللعب بها؛ لصيانته من أي فيلم كرتوني، أو لعبة إلكترونية تحتوي على ما لا يجوز له رؤيته من العورات.
5- لا يجوز التحدُّث عن أي أمر من الأمور الجنسية أمام الأطفال.
6- يجب التفريق في المضاجع بين الأطفال؛ كما جاء في الحديث عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين، واضربوهم عليها وهم أبناء عشر، وفرِّقوا بينهم في المضاجع))[3].
7- انتقاء معلمي الأطفال من الموثوق في أخلاقهم، حتى يكونوا قدوة حسنة لهم، وفي عفَّة لسانهم.
8- عدم ترك الأطفال في خلوة مع أحد كائنًا من كان؛ من قريب، أو معلم، أو جار، مهما بلغت درجة الثقة والاطمئنان، ولا داعي لسرد قصص المفجوعين فيمَن كانوا يُحسِنون بهم الظن.
9- انتقاء أصدقاء الطفل، ومراقبتُهم عند اللعب، وسبق الحديث عن ميل غريزة تقليد الأطفال للصغار.
10- عدم السماح باحتكاك الأجساد في اللعب، أو الضرب على المؤخرة جدًّا، أو مزاحًا، أو المسح باليد على أي منطقة بالجسد، أو التقبيل من الفم، والخد عند السلام، ووجوب تعليم الأطفال الاقتصار على المصافحة الشرعية فحسب، وتقبيل يد الجد والجدة.
11- نهي الأطفال عن الجلوس على رِجْل أحدٍ غير الأبوين كائنًا من كان.
12- عدم السماح بالاختلاط بين الجنسين في اللعب أو الدراسة.
13- عدم السماح لأحد الجنسين بتقمُّص شخصية الجنس الآخر في الكلمات، أو الزي، أو اللعب، أو التصرفات.
14- إشباع كل جنس بخصوصياته في الزي، والألعاب الخاصة ببني جنسه.
15- عدم اصطحاب الأم للأولاد في مجالس النساء، وعدم اصطحاب الأب للبنت في مجالس الرجال.
16- يجب تأهيل الأبوين لتعليم الأبناء الأمور الجنسية بالصورة الشرعية التي يتم فيها الجمع بين العلم الواجب تعلُّمه من جانب، والرقي الأخلاقي والسمو الروحي من جانب آخر.
17- يجب تأهيل الأبوين للإجابة عن أسئلة نُبَهاء الأطفال الذين يستفسرون عن كل ما يدور حولهم.
ونذكر أمثلة لأسئلة بعض نبهاء الأطفال ممن تربوا في بيوت فاضلة والتي سمعتها بنفسي:
س1: لماذا لا تنجب البنت إلا بعد الزواج؟
س2: لماذا تتزين المرأة قبل أن تدخل غرفة نومها والنوم يمحو كل زينتها؟
س3: كيف يُميِّز الناس بين الذكر والأنثى عند الولادة مع تشابه وجهيهما في الصغر؟
س4: لماذا صدرُ الأم أكبر من صدر الأب؟
18- تنشئة الطفل على المكرمات والأخلاقيات من صغره، سواء في العلوم المعرفية أم في الجانب التطبيقي، بحيث يرى مَن حوله يُطبِّقون العلوم النافعة التي يدرسها، حتى لا يصاب بانفصام للفرق بين العلوم الفاضلة التي يدرسها، والأعمال المائلة المناقضة لها، فيجب توثيق عَلاقة الطفل بربِّه من الصغر.
يقول دوستويفسكي: “من دون الله، كل شيء ممكن!”
فيجب توفير مناخ ملائم من الأصدقاء، والمعلِّمين، والمربي القدوة الصالح، والمنهج التربوي المنضبط.
ولا مراء أن ما قرَّرناه لا يتحقق إلا بإدراك الوالدين خطورة العملية التربوية، وقيامهما على تأهيل أنفسهما لها تأهيلاً مناسبًا.
هذه جملة من الوقايات، وهي كافية – بحمد الله ومنِّه – لصيانة الطفل، ليس فقط من الإصابة بالجنس المبكر، بل من سائر الأمراض النفسية، والعيوب الأخلاقية الأخرى.
والتعويل في نجاح هذه الوقايات على قدر الانضباط، والالتزام بهذه الضوابط المذكورة!
ويقينًا: هذا يحتاج إلى مزيد من العلم الشرعي، والتدريب العملي!
﴿ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا ﴾ [الفرقان: 74]، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، سبحانك اللهم وبحمدك، نشهد ألا إله إلا أنت، نستغفرك ونتوب إليك
المصدرر: الألوكة