متزوج.. ويدمن النظر للحرام!

أنا رجل متزوج، ولكني واقع في مصيبة، وهي إدمان النظر إلى الأفلام والصور الإباحية عبر النت. والله ما تزوجت إلا من أجل الخلاص من هذه العادة، ولكني لم أستطع.
وعندما أفرغ من النظر أقضي أياماً وأنا متحسر، وأستغفر وأتوب، وأحلف بالله أني لا أعود إليها مرة أخرى، ولكني لا أملك نفسي فأعود وكأني مدمن مخدرات.
الآن أحاول الالتزام، فقد أعفيت لحيتي، وواظبت على الصلاة وعمل الخير والصوم، والناس تنظر إلي الآن على أني رجل ملتزم، ولكنهم لا يعرفون ما أنا عليه. والله إني أتحسر على نفسي وأكرهُها حتى إني أحياناً أتمنى العمى؛ لكيلا أنظر إلى الحرام مرة أخرى. فبماذا ترشدوني؟

الجواب

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أخي السائل وفقك الله لما يحب ويرضى.
أحب أن أبشرك ببشارة، وهي أن الإنسان لا يزال على خير ما كان خائفاً من ذنوبه، فإذا أمنها هلك، فالمؤمن يرى ذنوبه وكأنها جبل يكاد أن ينقض عليه، والمنافق برى ذنوبه كذباب وقع على أنفه، فقال بيده كذا.
واعلم أخي أن أي سائر على درب الالتزام تهاجمه وساوس من نوع ما، فإذا علم الإنسان هذه الوساوس، واستشار أهل الخير في سبل مقاومتها، وصدق مع الله، وجاهد نفسه فهو على خير كبير.
بالنسبة لما يخفى على الناس من الفعل القبيح فهو ستر من الله، فيجمل بالمؤمن أن يشكر هذا الستر بالإقلاع عن هذا الذنب الخفي.
إن التخلص من هذه الفعال يتطلب منك ممارسة بعض السلوكيات التي -بإذن الله- تساعدك على التخلص، ومنها:
أولاً: اجتهد في الدعاء خصيصا لهذه المشكلة في كل سجدة ادعُ: اللهم نقِ قلبي من شهوة النظر المحرم.
ثانيا: اتخذ خطوة جريئة وتخلص من جميع الصور والأفلام في حوزتك، ولا تفكر في أنك ستعود إليها، بل افعل واترك المستقبل حتى يأتي؛ لأنك لو اجتهدت في التخلص منها فسوف يصعب عليك الحصول عليها مرات متكررة، واعلم أن من شروط التوبة الإقلاع عن الذنب، ومن الإقلاع عن هذا الذنب التخلص من هذه الأفلام.
ثالثا: إذا كنت تحصل على هذه الصور من مواقع على الشبكة، فأرسل الرابط فقط إلى مدينة العلوم والتقنية ليقوموا بحجبه، وهذا من أنفع الأساليب في تضييق الخناق على مصادر الصور، فإذا لم يجد الشخص الصور فماذا سيرى؟! سيضيع الوقت وهو يبحث عن موقع يرى فيه صورة ولا يجد، وبالتالي يكون حمى نفسه وغيره ممن لا يعلمهم، ولعل الله يهديه بسبب هدايتهم.
رابعا: حاول وضع الكمبيوتر في مكان بارز؛ بحيث يجتمع على النفس المانع الداخلي والمانع الخارجي، فيقل الوقت المتاح للمشاهدة، ثم بمجاهدة النفس تقلل هذه الشهوة حتى تزول بإذن الله.
خامسا: اسأل أهل الاختصاص عن كيفية زيادة المتعة مع الزوجة، فذلك يعزز وبقوة اللذة في الحياة الزوجية، بدلا من اللذة المتوهمة في النظر المحرم.
سادسا: استغل وقت فراغك في أعمال تكون بعيدة عن الكمبيوتر، بحيث لا تجد الوقت للانجرار وراء نوازع الشيطان للنظر المحرم.
سابعا: الآن الإكثار من سماع القرآن وتدبره، وسماع الأشرطة التي تشرحه لهو من أنفس وأقوى ما يزاحم هذه الشهوات.
ثامنا: حافظ على المظهر الخارجي الملتزم، لا لأن الناس ينظرون إليك، ولكن اتباعاً للسنة، وأيضا لما للمظهر الخارجي من انعكاس على الداخل، فمثلا سيجد الملتحي (اتباعاً للسنة وليس تجملا أو عادة) في إعفاء لحيته مانعاً ولو جزئيا من اقتراف بعض الآثام.
وفيما يخص تمنى العمى أو ما شابه فإن المسلم منهي عن تمني المصيبة، ومأمور بمجاهدة النفس.
أسأل الله لنا جميعا الهداية.
المصدر: موقع الاستشارات