في بيتنا شاذ!
مشكلتي أن ابن أختي البالغ من العمر سبعة عشر عاماً يمارس اللواط والعياذ بالله. لم أصدق تلك الصدمة في البداية، ولكني تأكدت بعد أن علمت من أحد أفراد العائلة -وهو ثقة- أن ابن أختي بنفسه أخبره بذلك.. أختي انفصلت عن زوجها بعد إنجابها لولدين، وتزوجت بعد ذلك ولديها أطفال صغار من زوجها الحالي، أما زوجها السابق فلم يتزوج إلى الآن، وأخبرني ابن أختي الأصغر أن أباه لديه قنوات إباحية في منزله، سألت أختي عن ذلك فقالت نعم، وهذا أحد الأسباب التي طلبت الطلاق من أجلها، كان يشاهدها ويطلب مني أن أفعل مثلهم.
علمًا أن الولدين يزوران والدهما في يومي الإجازة كل أسبوع، أما في السكن فهما يعيشان مع أمهما وزوج والدتهما الوقور. أرجوكم -أقولها وعيناي تفيض دمعا- أن تسهبوا لي في الحلول المثلى، لم أفكر في مصارحة أختي؛ خوفاً عليها من الصدمة، فقد تفقد أعصابها كلياً فهي متدينة وتخاف الله فكيف إذا علمت عن ابنها، أما الأب فهو غير متدين ولا يصلي فماذا ستكون ردة فعله إذا عرف ذلك عن ابنه. أما أن تقولوا أن أتحدث أنا شخصيا مع ابن أختي فهذا ما أخشاه، حتى لا أثير الضغينة بينه وبين أخيه، لأنه سيعلم -بلا شك- أنه هو من أخبرني. خصوصاً أنهما دائماً ما يتشاجران على كل صغيرة وكبيرة.
وجل ما أخافه أن يتطور معه الأمر ويمارس الرذيلة مع إخوته الصغار من طرف أمه. أرشدوني ماذا أفعل؟
الجواب
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
حياكِ الله أختي الكريمة..
وأسأل الله أن يخفف عنكِ وقع هذه الصدمة المؤلمة.
وأبدا من حيث مخاوفك التي توقعتها عند قراءتي لرسالتك قبل أن أصل للسطر الذي صرحتِ فيه بذلك، ألا وهو خوفك من أن تمتد هذه الممارسة لإخوته الصغار، وهنا تتقلص الحلول التي طلبتِ الإسهاب فيها إلى حل واحد من حيث ضرورة الإسراع بإخبار والدته، نعم، فلا بد من علمها، ولكن عليك اختيار وقت تكون فيه مهيأة روحانياً لتقبل مثل هذا الخبر، انتهزي فرصة رمضان، ولتكن بداية الحديث عن الابتلاء، وأن أشد الناس ابتلاءً الأمثل فالأمثل، وأصعب الابتلاءات ما وقع للأبناء، وهذا ابتلاء الأنبياء، وقد وقع لنوح عليه السلام حين كفر ابنه، وهكذا مما يفتح الله عليكِ به، وكوني بجانب أختك وقوي من عزيمتها وشدي على يديها أن الحل ممكن إن شاء الله، وبعدها تخبر الأم أب أولادها، فمهما كان المرء سيئاً، ويقترف الكثير من المعاصي والآثام، لكنه قد لا يقبل هذا على أولاده، وتخبره أن ما وقع نتيجة تهاونه فيما يشاهده أولاده في بيته، وتخوفه بالله وتحذره وتطلب منه المساعدة في علاج ابنهما.
إن لم يستجب أو استهان بالأمر، هنا لا بد من المواجهة مع الابن ولكن برفق وتخوفه أيضاً بالله، وتبعث في نفسه الأمل أن رحمة الله وسعت كل شيء والله يتوب على من تاب، وأن العلاج ممكن، وعليه أن يثق بالله ثم بنفسه، وأن أمه لن تفضح سره أبداً.
ثم تأتي خطوة العلاج بمساعدة الطبيب النفسي مع تكتم هذا الأمر، مع البحث عن صحبة صالحة والاستعانة بها لتحوط هذا الولد، ووضع برامج تشغله ليل نهار بالطاعة والرياضة والرحلات الاستكشافية والدورات التثقيفية وما شابه.
كل ما سبق من خطوات لا بد معه من الدعاء والتضرع الشديد لله سبحانه أن يلين قلب الأب والولد، حتى لا يتعنتا أو يرفضا الاستجابة، فالقلوب بيد الله وحده يقلبها كيف يشاء.
أسال الله تعالى أن يفرج عنكما ويرزقكما الصبر والحكمة، وأن يتوب على ابن أختك ويغفر ذنبه ويطهر قلبه ويحصن فرجه. وواصلينا بأخباركم.
المصدر:موقع استشارات