تحرشات.. وتهذيب شهوات
لدي استشارتان الأولى: توجد طفلة تعرضت لنوع من التحرش الجنسي وهي الآن تمارس ما تعرضت له. فما هي نصيحتكم تجاهها؟
الثانية: ما الحل السليم لتهذيب شهوة غير المتزوج؟ أفيدوني جزاكم الله خيراً.
الجواب
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
يبقى الجهل بالثقافة الجنسية بين الكثير منا عائق لمواجهة الكثير من المشكلات وبخاصة في مرحلة الطفولة مما يترتب على هذا الجهل عند التعامل مع مثل هذه المواقف الكثيرة من الآثار السلبية التي تفعل فعلها في الكبر.
حياكِ الله أختي الكريمة..
وأشكرك على مشاعرك الطيبة تجاه هذه الطفلة وما تعرضت له نتيجة جهلها بكيفية الحفاظ على نفسها وعدم قيام الأم بدورها الأساس في توعية ابنتها، ثم يأتي دور الأسرة فالمدرسة.
هذه الطفلة بحاجة للاحتواء والأمان والدخول معها في حوارات هادئة وبلغة مناسبة لمرحلتها العمرية، للوقوف على ما تعرضت له بالضبط وتوعيتها بالحرص على ألا يلمسها أحد بعد ذلك وأن جسمها بكل ما فيه من أعضاء من خصوصياتها التي لا ينبغي لأحد أن يمسها من قريب أو بعيد، مع إيضاح أن ما تفعله بنفسها ممكن أن يؤذيها بدنياً ونفسياً، ومحاولة إشغالها بدراستها وألا تكون بمفردها ومحاولة إلحاقها ببعض النشاطات الترفيهية أو الرياضية والحرص على إيجاد صحبة صالحة لها، مع متابعاتها وعدم الاكتفاء بالحديث معها مرة أو مرتين، وإذا كان الأمر يتطلب الذهاب إلى طبيب نفسي فلا بأس بذلك.
الشهوة نعمة من نعم الله علينا، والإحساس بها لا ينبغي أن يصاحبه نوع من القلق أو تأنيب الضمير، وتهذيبها يكون بتقوية الإرادة، وجعل هدف في هذه الحياة يسعى نحوه الإنسان، والصبر والاستعانة بالصوم، والتواجد بين الصالحين المصلحين ذوي الأفكار والهمم العالية، وممارسة الرياضة، وانتقاء المفيد النافع من القنوات الفضائية ومواقع الانترنت وعدم التنقل بين كل ما هب ودب منها، وإدراك قيمة الوقت وأنه رأس مال الإنسان والخسارة فيه لا يمكن تعويضها.
أسال الله تعالى أن يرزقك التقوى والفلاح وأن يبارك فيكِ وينفع بكِ، وواصلينا بأخبارك.
المصدر: موقع استشارات