التخلص من الشذوذ

عندما كان عمري ست سنوات كان أحد يسكن بجوارنا عمره يقارب الخمس والثلاثين سنة ناداني لدخول منزله حتى يلعب معي، فدخلت منزله وكنت طفلاً لا أفهم ماذا يريد، ففعل بي فعل قوم لوط مرتين، ومن بعدها أصبحت أبحث عن هذا الشيء وأفكر فيه كثيراً، وكان شعوري فقط تجاه الرجال، ولم أفكر في النساء، ولا أنجذب لهن، وليس لدي أي رغبة في الزواج، ولا أتأثر برويتهن!!
أنا الآن عمري أربعون سنة، ومازلت أعاني من هذه المشكلة (البحث عن اللواط، وعدم الشعور بالنساء)، مع العلم أنني ذهبت لمجموعة أطباء نفسيين، وحاولت أن أتعالج عدة مرات لكن بلا نتيجة، وقد أثرت علي هذه المشكلة في حياتي مما جعلني أفكر بالانتحار عدة مرات، والإصابة ببعض الأمراض كالضيق في التنفس والاكتئاب.
أنا الآن خاطب، ولم أفكر في الزواج بسبب هذه المشكلة؛ حتى لا أظلم الزوجة معي لأنني لا أميل لها، ولا أستطيع أن أعطيها حقها. أرشدوني مأجورين.
الجواب
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
أيها الشاب -الذي لعب الشيطان بمن فعل بك هذه الفعلة الشنيعة-، إياك ثم إياك أن تيأس من رحمة الله؛ فرحمة الله وسعت كل شيء، ومن هنا فإن شفاءك من هذا المرض ميسور إذا يسَّره الله لك، وكثير من الناس: من أدمن ذلك، ولكنه لما تاب تاب الله عليه، ونسي بالمرة ما كان يعاني منه قبل التوبة التي كانت شفاء له.
أيها الشاب:
إنك لم تحدثنا: هل ما زلت تزاولها أم لا؟
فإن كنت ما زلت تزاولها، فإنا نخبرك أن العقاب أليم لمن أصرَّ عليها، فعليك بالإقلاع فورا، واعلم أن إقلاعك عنها قد يكون صعبا في البداية، لكن الله يتوب على من تاب بمعاونته في التخلص من ذلك الإثم العظيم، إنك لو عرفت أن هذه الفعلة تجلب غضب الله ولعنته سبحانه وتعالى، ولو أن الأحكام الإسلامية مطبقة فلا بد أن يُقْتَل الفاعل والمفعول به، لأنها جريمة شنيعة.
وإذا كنت تعيش في بيئة فيها الظروف مهيأة لهذه الفعلة، لأن الشواذ جنسيا ينتشرون عندك، فإنك بإمكانك أن تنتقي وسطا إسلاميا، وسوف تجد في هذا الوسط من يعينك على التخلص نهائيا من هذا المرض، ولا تخجل أن تكاشف أحد الذين تتوسم فيهم الخير بما عندك من مرض، وحاول أن تلجأ إلى الله وحده بتعاونك مع هؤلاء على البر والتقوى للتخلص من هذه العادة القبيحة، وما دامت عادة، فمن السهل التخلص منها، ولعل هذا الشخص الذي تختاره من بين الصالحين وتكاشفه بسرك يكون سببا لتوفيق الله تعالى في خلاصك من هذه العادة السيئة، والجريمة المرذولة.
أما بشأن النساء:
• فإن بإمكانك أن تذهب إلى طبيب؛ ليعطيك بعض الأدوية؛ ليفتح لك باب الغريزة التي أودعها الله في الرجال تجاه النساء.
• وسوف تجد أدوية كثيرة، تهيج فيك الميل للنساء، ولتظهر أمام خطيبتك -التي تبادر بالعقد عليها والدخول بها- رجلا مكتمل الرجولة.
• وبإذن الله -تعالى- سوف تنسى ذلك بعد زواجك، واعلم أن الله تبارك وتعالى يعين من توكل عليه، ويشفي من سأله الشفاء، ويتوب على من طلب التوبة منه، وأحسب أن مشكلتك لم تكن أنت فيها أول الرجال، ولن تكون أبدا آخر الرجال الذين ابتلاهم الله بهذا البلاء.
• لكن الجميع -بحمد الله- قد شفاهم الله، قال تعالى: “وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ” [الشعراء:٨٠].
• ونرجو أن تواصل الحوار معنا بعد أن تصنع ما قلناه لك، عسى الله أن يسعدنا -جميعا- بخلاصك نهائيا من هذا الأمر الشنيع. والله أعلى وأعلم.
المصدر: موقع استشارات