أخي والخادمة

مشكلتي أني أشك في علاقة أحد إخوتي بالخادمة، فلقد رأيته في غرفتها، وعندما واجهته أمي ادَّعى أنه يبحث عن غرض له، وهذا الأمر يتكرر كثيراً معي، فدائما أشاهده إما يحادثها أو خارجا من غرفتها ليلاً، كما أن الخادمة تقضي وقتاً طويلاً في تنظيف غرفته ومكتبته الخاصة, أفعاله هذه في ازدياد، حتى بعد زواجه، وإحدى الخادمات رفضت العمل بسببه، والأخرى اشتكت لي من تحرشه بها، أنا بدوري أخبرت والديَّ بكل ما يحصل، ولكني لم أر أنهم فعلوا شيئاً، بل أحس أنهما يخجلان من الحديث معه مباشرة، ويكتفيان بلمزه بالكلام، أنا في حيرة من أمري معه، ومشاعر الكره والاشمئزاز تزيد في نفسي تجاهه، ومللت من التكتم على الموضوع والمداراة عليه، والوساوس تتسلل لنفسي، فلماذا أنا الوحيدة بالعائلة التي أراه وأكتشفه بهذا الوضع؟ حتى أن أمي ملّت من شكواي منه، وبدأت تتهمني بالمبالغة والوسوسة، وأنا لا أملك القدرة على مواجهته، فدموعي تسبقني، أرجو المساعدة منكم، وتوجيهي للتصرف السليم تجاه هذا الأمر، خصوصا وأن مشاعر الكراهية لأخي تزداد، وبدأت أشك في كل تصرفاته، ولم أعد أرتاح للجلوس معه ولا بوجوده بالبيت، وخاصة إذا كنت لوحدي، ولكم مني صادق الدعوات وجزيل الشكر.

الجواب

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
هذه إحدى مشاكل استقدام الخادمات بلا محرم ، وعدم تحجبهن عن الرجال سواء كان الكفيل أو أولاده من الذكور،أيضا كثير من الأسر لا ترفع عوداً من الأرض إلا وتطلب الخادمة لرفعه، حتى غرف النوم تنظفها وتدخل إليها كما في هذه المشكلة.
وجود امرأة أجنبية عن البيت من أسباب الفساد الأخلاقي، ووقوع كثير من المشكلات الأخلاقية والأمنية، وعدم تفهم الآباء والأمهات لمكمن الخطر في استقدام الخادمات يزيد من تفاقم المشكلة، وتحل المصائب على البيت ومن فيه.
أرى بأنه في سبيل حل المشكلة فلا بد من الأمور التالية:
-إذا كان هذا الأخ يبغض الخادمة ثم تغير فجأة فهذا نذير خطر فقد يكون مسحوراً. أو إذا كان يبحث عن الخادمة ويطلبها من غير اختيار فكذلك.
– .إذا كان العكس فيكون مبتلى بحبها والعياذ بالله، وفي جميع الأحوال لابد من اتصالك بركن شديد في البيت ، الأب واطلاعه على ذلك وعلى الوقت حتى ينظر في القضية، فإن لم يكن فأخ لك حتى يوقف فساد هذا المد.
فإذا تبين بعد ذلك أن هذا الأخ جاء الفساد من قبله فأرى تسفير هذه الخادمة بغير رجعة، وعدم استقدام أخرى والاعتماد على أنفسكم ، وترك الكسل الذي يجر المصائب.
أما إذا تبين أن رغبته هذه في الخادمة بغير استطاعة فيقرأ عليه، فقد يكون مسحوراً ويمنع من البيت إلى وقت، ويحقق مع الخادمة حتى تعترف ويخرج السحر حتى يتلف،وتسلم للجهات الأمنية حتى تحاسب على فعلتها الشنيعة.
وعدم تسفيرها فيه مصلحة؛ لأنها قد تكون سحرته فتخرج هذا السحر، أما إذا سافرت فيتفاقم الوضع إلى ما لا يحمد عقباه…
أيضا قللي من مضايقتها أو مكاشفتها بذلك لتعترف، فقد تجرك إلى مهاوي الرذيلة من حيث لا تشعرين والسلامة لا يعدلها شيء.
في الأخير عليك بدعاء الله – تعالى – في حل هذه المصيبة، وأن يجنب أهله الفساد والشقاق وأهل السوء.
والله يحفظكم ويرعاكم.
المصدر: موقع الاستشارات