موضة الشذوذ
أنا امرأة متزوجة برجل يكبرني بعدة سنوات، وأعاني من مشكلات كثيرة في تعاملي معه، فهو عنيد وعصبي، ويحاول فرض رأيه حتى ولو كان خاطئاً.
وكل هذه الصفات لم أعلمها قبل الزواج. وقد استخدمت معه جميع الأساليب التي من شأنها أن توقفه عن هذه الصفات ولكن دون جدوى، علماً أنني على قدر كبير من الجمال، ولم أقصر معه في أي شيء، ولكن للأسف يقابل كل هذا الإحسان بالإساءة والإهانة. وقال لي: إن هذه طريقتي في التعامل، فإذا لم يعجبك ذلك فاذهبي إلى أهلك، وأصبح يكررها عند كل مشكلة.
مشكلتي أني أخاف على بيتي، فلا أريد لابنتي أن تعيش مشردة، وهو يعلم ذلك، فأصبح يستغل هذه النقطة، ويزيد من ضغوطه عليّ. علماً أنه مدمن للعادة السرية، ويشاهد المواقع الإباحية حتى في أيام (شهر العسل) فقد كان يسهر على النت، وكنت أظن أنها مواقع عادية، إلا أنني فوجئت بأنها مواقع إباحية، فصدمت من ذلك المشهد، فلو كان رجلاً طبيعياً لأشبعته (عروسه) في هذه الأيام.
كما أن المصيبة الكبرى أني فتحت جواله فوجدته مليئاً بالمقاطع الشاذه والصور الفاضحة، فأصبت بعدها بحالة اكتئاب وحزن شديد على ما وصل إليه حالي مع هذا الرجل! أرشدوني ماذا أفعل؟
الجواب
هل نحن أمة متخلفة إلى هذا الحد؟
هل فقدنا القدرة على التعامل مع مستجدات العصر إلى هذه الدرجة؟
هل انتهت كل المعاني والقيم للوقت والعمر والزواج، وأصبح لزاماً علينا أن نتطبع ونتقبل ونتعايش! مع كل إفرزات العولمة، الحسن منها والقبيح شئنا أم أبينا؟
كم من الشكاوى والمآسي تئن منها البيوت المسلمة، وبخاصة بين حديثي الزواج، حيث يكثر استخدام النت بلا رقابة ولا وازع من ضمير، ولا مراعاة لحق الخالق والخلق.
أختي الكريمة
أي معنى بقي للحياة بينكما؟
الأمان الذي تنشده كل امرأة في كنف زوجها، أين هو؟
الرجولة والشهامة والمروءة التي تحتمي بها بعد فضل الله تعالى، أين هي؟
ماذا تنتظرين، وقد تعرضتِ للإهانة المادية والمعنوية على حدٍ سواء وأنتِ لا زلت في مقتبل عمرك وأمامك الكثير الكثير.
أي تشرد تخشين على ابنتك منه، ألا تخشين يوماً تكبر وتشب فيه لتقف هي الأخرى على أفعال أبيها المخزية، والتي يؤسفني أن أخبرك أنه لن ينقطع عما هو فيه إلا بعد الخضوع لعلاج نفسي طويل لإعادة تأهيله، لا تقومين أنت له بحال، ويستحيل إجباره عليه ما لم يأت القرار من داخله، وهو نتاج تربية مدللة لم تُعصَ له فيها كلمة، فأنى له هذا إلا أن يتداركه الله برحمته.
حينما تأتي التحذيرات المتكررة للشباب والبنات من عدم الوقوع في العادة السرية والإكثار من ممارستها إلى حد قد يبلغ الإدمان، ليس للأضرار المبالغ فيها، وإنما لأن من يداوم عليها يصعب ويشق عليه أن يجد المتعة في الوصل الحلال مع الطرف الآخر بعد الزواج إلى حد يمكن أن يدمر العلاقة تماماً بين الزوجين، وهذا معروف ومشاهد مهما كان عمر الحياة الزوجية!
نداء من أعماق القلب أن ينتبه الوالدين لسلوكيات أولادهما في هذه الناحية خصوصاً، والدخول معهم في حوارات صريحة وشفافة للتحذير من مغبة هذا الأمر مستقبلاً.
على كل زوجة أن تنتبه جيداً لأفعال زوجها، وإن شكت في شيء فلتسر لأقرب الناس إليها لتسأل وتستفسر قبل أن يكون هناك أولاد يتعقد بوجودهم الانفصال و الفرار من هذا الجحيم وهذه الكارثة التي حطمت الكثير من العلاقات والأواصر الزوجية.
ولا بد من توعية النساء جيداً أن الرجل الذي يفتعل المشكلات بلا مبرر أو سبب منطقي، ويديم الاتهام للزوجة بالبرود وما شابه ذلك، وبخاصة مع جمال الزوجة و محاولاتها المستمرة ليقبل على معاشرتها، عليها جيداً ألا تمر بهذا مرور الكرام و تفيق لنفسها جيداً.
بكل أسف، لا أرى لكِ البقاء معه أبداً، لا حل سوى الطلاق، واحتسبي عند الله كل ما سببه لكِ من آلام و معاناة، هذا قدر الله نفر منه إلى قدر الله بالرجوع إلى أهلك، واحتضني ابنتك وإياك أن تفرطي فيها، وأنت لازلت صغيرة في السن وجميلة، عسى الله أن يعوضك من هو خير منه، وثقي أن أجرك لن يضيع أبدا عند الله.
أسأل الله تعالى أن ينزل السكينة في قلبك، ويجبر كسرك، ويبدل حزنك فرحاً وسعادة، فهو سبحانه عند ظن العبد به وخزائن رحمته لا تنفد، وأن يعينك على تربية ابنتك التربية الصالحة في هذا الزمان الصعب بحق، وأن يتولاك بفضله ورحمته، وأتمنى أن تطمئنينا على أحوالك.
المصدر: موقع استشارات