ليالي النت والفارغين والفارغات!

أنا متزوجة منذ تسع سنوات، وعمر زوجي ست وثلاثون سنة.. مشكلتي أني كنت مسافرة لظروف صحية، وزوجي في مدينة ثانية، مدة إقامتي كانت شهرين لا أكثر، ورجعت، وفور رجوعي أحسست بتغير في زوجي، فقلت يمكن لأني كنت مسافرة عنه. ولكن دخلت على جهاز الكمبيوتر الخاص به، وفتحت سجل المحادثات الخاصة به، وانصدمت من الذي رأيته، فقد وجدته متعرفاً على شباب وطالبهم بعلاقات جنسية، وكان يتكلم معهم عمّا يصير بينهم في العلاقة، طبعا أنا ما توقعت هذا الشيء يصير من زوجي؛ لأنه أول مرة يفعل ذلك، كما أنه يخاف الله وملتزم، وهذا ما يضايقني أكثر. طبعا أنا صارحته بما رأيته، وكانت ردة فعله أنه خجل من نفسه، واعتذر لي عن الذي صار، وقال لي: ما صار ذلك إلا لأني كنت بعيدة عنه، ووعدني أنه لن يكررها. بصراحة أنا صدقته لأنها المرة الأولى التي يفعل فيها ذلك، وقال لي: إنه ما فعل شيئاً مع أحد لكن كان كلام شات وماسنجر لا أكثر، وأنا أخاف أن يحس أن هذا الشيء عادي ويرجع له من ورائي.. فهل زوجي مريض ويحتاج علاجاً أم هي فترة وعدَّت لأني كنت بعيدة عنه؟ أفيدونا مأجورين.

الجواب

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله..

ما خلا امرؤ والنت إلا كانت الفاحشة ثالثهما!! ليس هذا على إطلاقه بالطبع، فما زال والحمد لله من يعمل أعمالاً بالليل على النت لعلها تفوق قيام الليل والذكر وعبادات شتى، ويعمر نهاره بتوصيل فكرة من خلاله أو تقديم مساعدة آو إقامة مشروع، لكن -وللأسف- هذا الأغلب والأعم في أوساط الشباب والفتيات الفارغين منهم والفارغات..

حياكِ الله ابنتي الكريمة..

نعم، قد يكون للفراغ الذي عانى منه زوجك أثر كبير فيما حدث، ولعل اعترافه وعدم إنكاره مؤشر جيد أن ما حدث بالأمر الجديد عليه وحب استطلاع وليس ممارسة اعتاد عليها.

دورك الآن منحه الثقة بنفسه، وأنه قادر بالفعل على ترك هذه المحادثات والبعد عن النت إلا فيما فيه فائدة، ومساعدته أن يشغل وقته بجدول تساعديه في تحضيره من قضاء حوائج البيت، لزيارات اجتماعية وصلة رحم، للتنزه مع مجموعة من الأصدقاء، وشجعيه إن كان لديه فائض في الوقت أن يكمل دراسته، أو يلتحق بدورة تطور وتنمي مواهبه، أو يلتحق بعمل إضافي، والكثير، فالأفكار لا تنتهي، أهم شيء ألا تنظري إليه نظرة ريبة وشك وعدم تصديق؛ فيفقد الثقة بنفسه وقدرته على التغيير.

هذا بجانب تقوية الجانب الإيماني عندك وعنده بأن تقوما الليل سوياً ولو بركعتين بعد العشاء، تستمعان في السيارة أو عبر الذهاب لمسجد قريب لبعض المحاضرات الدينية، صوما سوياً الاثنين والخميس، واجتمعا على دعوات قبل الإفطار، اكفلا يتيماً وقوما معاً على رعايته وتولي شؤونه.

أسال الله تعالى أن يهديكما ويقوي إيمانكما ويرزقكما السعادة والاستقرار..

وواصلينا بأخباركم..
المصدر: موقع استشارات