استماع القصص وطول مدة الجماع
شكلتي محرجة، تردَّدتُ في طرحها، ولكن سكوتي عنها فترة طويلة أثَّر على حياتي الزوجية بشكل كبير وسيئ، أرجو من الله أن أجد عندكم الحل في أسرع وقت؛ لأني تعبت بشكل لا يطاق.
أنا متزوجة من 4 سنوات، في بداية زواجي كانت العلاقة الحميمة بيني وبين زوجي جيدة وطبيعية، ورزقت طفلاً عمره الآن سنتان ونصف.
ومنذ حوالي سنة أو أقل بدأَتِ العلاقةُ بيننا تأخذ منحًى غريبًا جدًّا، أصبح زوجي يطلب مني بإلحاحٍ روايةَ القصص المثيرة (الخيالية طبعًا) على أُذنه أثناء الجماع، وذلك في كل مرة، وأحيانًا أرفض بحجة ألا نتعوَّد على هذا؛ لأنه أصبح روتينًا لنا، لا يتم الجنس بدونه، ولكنه يصرُّ بأنه يستمتع بهذه الطريقة، وإذا لم أفعلها فأنا لا أنفذ له رغباته.
والناحية الأخرى التي تغيَّرتْ هي طول مدة الجماع بشكل لا يطاق، ولا أظن يتحمَّله أحد؛ لمدة تصل إلى ثلاث ساعات أحيانًا، وفي أوقات متأخرة جدًّا، وأكون في قمة الإرهاق، وأحس كأني أمام واجب مملٍّ وصعب لمادة التعبير، فمن أين آتي بهذه القصص؟ وكيف أفعل – وفي كل مرة – شيئًا لا أجد فيه أي متعة؟!
لم أفكر أبدًا في الاستشارة إلا بعد أن وصلتُ لمرحلةٍ كرهتُ فيها الجنس بمعنى الكلمة، أصبحتُ أتهرَّب بشكل واضح، حتى زوجي بدأ يلاحظ، أصبح الجماع بالنسبة لي كلمةً تجمع جميعَ معاني التعب، والإرهاق، والملل؛ فلا أظن هناك متعة تستمر مدة ثلاث ساعات، دائمًا أحاول أن ألفت نظره لطرق أخرى جديدة في الاستمتاع، ولكنه أصبح لا يستغني عن هذه الطريقة، حاولت أكثر من مرة أن أصارحه ولم أفلح، لأنه لا يتقبَّل أبدًا ما يخالف رغبته ويغضب؛ فهو من النوع العصبي، والجواب دائمًا: إنه لا يريد أي شيء مني، إذا لم أكن أريد تنفيذ رغباته.
أرجوكم أفيدوني في أقرب وقت؛ فأنا وصلت لمرحلة البكاء قبل الجماع، وأحيانًا أتمنى أن يَحدُث أيُّ شيء قبله يخلصني من الهمِّ الذي ينتظرني، مع العلم أننا لم نكن هكذا أبدًا في السابق؛ بل على العكس تمامًا.
أرجوكم يستحيل أن ألجأ لأي طبيب وأقول له هذا الكلام.
مع الشكر لكم.
الجواب
الأخت الكريمة، السلام عليكم ورحمة الله.
قرأت رسالتكِ باهتمام، وشعرتُ بكل تلك المشاعر التي تحملينها تجاه هذا الوضع الغريب من العلاقة الجنسية.
يجب أن نتذكَّر أن مخالفة الزوج في أمر لا يطيقه الإنسان لا يُعتبر مخالفةً شرعية.
قد يبدأ الأمر بالمطالبة التدريجية بالحد المعقول، شيئًا فشيئًا؛ حتى تصلي إلى حدٍّ مقبول لك، كوني واضحةً في المطالبة بحقكِ بعلاقة مريحة لك كما هي مريحة له، يجب أن تكون مطالبتُكِ واضحةً، العلاقة الجنسية علاقة تشاركية لا تتم لمصلحة شخص على حساب شخص آخر، قولي ذلك بكل وضوح وحزم.
في المقابل، وأثناء اليوم، أكثري من المداعبات الجنسية، يبدو أن زوجك سمعي النمط، وهذا يعني أنه يستمتع بالكلمات قراءة واستماعًا، وهذا يتيح لك فرصة لملاطفته بالكلمات المثيرة، وبالرسائل أو الملاحظات الصغيرة، التي يمكن أن تتركيها في أماكنَ كثيرةٍ في البيت كمفاجأة له، هذه سياسة الأخذ والعطاء في نفس الوقت، وهي سياسة تعطي مفعولاً جيدًا في كثير من الأحيان.
المصدر: شبكة الألوكة