هل يمكن أن أصاحب زميلاتي بهدف تقليل الشهوة؟

هل يجوز مصاحبة الزميلات والتحدث إليهن إذا كان ذلك بهدف تقليل الشهوة، أو عدم الوقوع في الممارسات غير الشرعية كالاستمناء والنظر إلى المواد الإباحية، وغير ذلك من الأفعال التي لا تليق؟
مرحبا بك -أيها الولد الكريم-، وردا على استشارتك أقول:
نحن مسلمون ومحكومون بالشرع الحنيف الذي ضبط حياتنا كلها ولم يترك شاردة ولا واردة إلا وبين لنا كيفية التعامل معها. غيرنا من أصحاب الديانات الأخرى لهم طريقتهم الخاصة بهم، وأسلوب عيشهم والذي يتصادم كثيرا مع ديننا، ولذلك فهم جادون في نقل طريقتهم إلى بلاد المسلمين بغرض إخراجهم من دينهم وقيمهم.
لعلك تدرك الهجوم الشرس على أخلاقنا وقيمنا من خلال عدة قنوات ابتكرها أعداؤنا ومنها: وسائل الإعلام، والاختلاط في المدارس والجامعات بحجج واهية.
لقد أمرنا الله في كتابه الكريم بأن نغض من أبصارنا، وأن نحفظ فروجنا فقال سبحانه: (قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَزْكَىٰ لَهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ). لقد نهانا ديننا عن الاختلاء بالمرأة فقال عليه الصلاة والسلام: (ألا لا يخلون رجل بامرأة إلا كان ثالثهما الشيطان)، والذي يخالط النساء سيختلي بإحداهن في وقت من الأوقات ولا شك.
من لوازم الصحبة المصافحة واللمس وهذا يعتبر ذنبا، فقد قال عليه الصلاة والسلام: (لأن يطعن في رأس أحدكم بمخيط من حديد خير له من أن يمس امرأة لا تحل له).
من لوازم مخالطة النساء المزاحمة والتقاء الأجساد وقد حذر النبي -صلى الله عليه وسلم- من ذلك فقال: (ولأن يزحم رجل خنزيرا متلطخا بطين أو حمأة خير له من أن يزحم منكبه منكب امرأة لا تحل له).
الاختلاط بالنساء يثير الشهوة، فأنت تنظر إلى وجوههن وأجسادهن وتتأثر بنبرة كلامهن، وهذا ما قد يجرك إلى ارتكاب ذنوب عظيمة كالزنا -عياذا بالله-، خاصة إن وجدت من تستثيرك أكثر وترضخ لك بل قد تطلبك بنفسها.
يمكنك ضبط شهوتك وكبح جماحها بالوسائل الشرعية والتي منها غض البصر والصيام، يقول عليه الصلاة والسلام: (يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء).
ابتعد عن الاستخدام السيء لوسائل التواصل الاجتماعي والإنترنت فهي سلاح ذو حدين، واجعل مراقبة الله مرافقة لك في كل حال.
احذر من ممارسة العادة السرية المحرمة فآثارها مدمرة في الحال والمستقبل، واقرأ ما كتب عنها فلعل ذلك يكون زاجرا لك عن الاستمرار في فعلها، وابتعد عن كل منظر يثير شهوتك فإنه يجرك إلى ما لا تحمد عقباه.
صرف طاقاتك في الخير، ومارس الرياضة بشكل منتظم، واجتهد في توثيق صلتك بالله تعالى، وتقوية إيمانك من خلال الأعمال الصالحة، فقوة الإيمان تورث في القلب الخوف من الله ومراقبته.
صاحب الأخيار من الشباب، وابتعد عن مصادقة السيئين فإنهم سم زعاف، يقول عليه الصلاة والسلام: (إِنَّمَا مَثَلُ الجَلِيسِ الصَّالحِ والجَلِيسِ السّوءِ كَحَامِلِ الْمِسْكِ وَنَافِخِ الْكِير، فَحَامِلُ الْمِسْكِ إمَّا أنْ يُحْذِيَكَ وَإِمَّا أنْ تَبْتَاعَ مِنْهُ وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ رِيحًا طَيِّبَةً، وَنَافِخُ الكِيرِ إِمَّا أَنْ يُحْرِقَ ثِيَابَكَ وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ رِيحًا خَبِيثَةً)، ويقول عليه الصلاة والسلام: (المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل)، ويقال في المثل: الصاحب ساحب.
اجتهد في التحصيل العلمي، واجعل همتك عالية، وابتعد عن سفاسف الأمور وسوء الأخلاق فأمتك بحاجة إليك، وأمامك مشوارا طويلا وليكن اختيارك لتخصص ينفع الله بك أمتك وبلدك.
في وقت الاستراحات المدرسية توجه إلى المكتبة وتصفح في الكتب العلمية، وارصد الفوائد التي تمر بك، فمجالسة أهل العلم من خلال كتبهم راحة للقلب (وخير جليس في الأنام كتاب).
المصدر: موقع إسلام ويب