إدمان المواقع الإباحية تجربة شخصية

حكايتي مع المواقع الإباحية

أنا شاب عندي 36 عام بدأت حكايتي عندما كنت في ال 14 من عمري. كان عندي فضول لاستكشاف عالم الجنس فبدأت أبحث عن المجلات والأفلام الجنسية وبدأ مشواري مع العادة اللعينة وكنت أمارسها علي فترات متباعدة وعندما ظهر الإنترنت كان البحث عن الجنس هو أول بحث قمت به علي النت وبدأت تجميع مكتبتي الجنسية وانتقلت إلى الجنس على الشات وزادت مرات ممارسة العادة مع الوقت حتى أصبحت يومية وعندما انتقلت للعمل في مدينة سياحية انفتحت أمامي كل أبواب الشر, تدخين, خمور, مخدرات, جنس واندفعت أجرب كل شيء بدون أي احترام لدين أو أخلاق حتى جاء اليوم الذي تورطت فيه في علاقة جنسية شاذة استمرت لسنوات وكانت السبب في خسارتي لأعز أصدقائي وانتهت هذه العلاقة نهاية حزينة.

ثم لجأت للزواج العرفي لكي أتخلص من آثار هذه العلاقة وانتهي هذا الزواج أيضا بصورة مأساوية وكنت خلال هذه العلاقات لا أزال أشاهد المواقع الجنسية وأمارس العادة السرية بشراهة وبعد هذه العلاقات اندفعت أكثر في زيارة هذه المواقع حتى أصبحت حياتي كالآتي:
أعود من عملي في الرابعة عصرا وأبدأ في مشاهدة الأفلام الجنسية وممارسة العادة السرية أمام الكمبيوتر حتى أشعر بالإجهاد فأنام لأستريح حتى أستطيع أن أستمر في مشاهدة الأفلام الجنسية وممارسة العادة السرية مرات أخرى وأظل أجلس أمام الكمبيوتر لتحميل أفلام جديدة ومشاهدتها وممارسة العادة السرية ثانية حتى الساعات الأولى من الصباح وكانت النتيجة أنني أصبحت أذهب لعملي وأنا مرهق وفاقد تماما للتركيز.

أصبحت إنسان عصبي يتهرب من العمل وكل ما أريده أن أذهب إلي غرفتي لأمارس هوايتي السرية وكان تبريري الوحيد أني غير متزوج وأنني أستطيع أن أمتنع عن هذه الأفعال بعد الزواج وعندما تزوجت اكتشفت كم أنا واهم.

لم أشعر بأي إثارة جنسية أو متعة مع زوجتي وأصبحت أمارس العلاقة الزوجية معها كنوع من تأدية الواجب حتى لا أظلمها معي وكنت أتظاهر أمامها بالمتعة حتى لا أفسد عليها متعتها وأصبحت أحسدها على المتعة الحقيقية التي تشعر بها وأدركت أن الله يعاقبني وأنني أدفع ثمن كل ما فعلت في حياتي.

لقد كنت كالقرصان الملعون في فيلم قراصنة الكاريبي الذي يأكل ولا يشعر بمتعة الطعام وكل حلمه أن يكسر اللعنة ليتذوق طعم تفاحة. وعندما عدت إلى عملي قررت التوقف عن هذه الأفعال وبالطبع لم أستطع فقد تمكنت مني العادة السرية والمواقع الإباحية تماما فاستسلمت للأمر الواقع وعدت لها بشراهة أكبر بحثا عن المتعة المفقودة وهي بالفعل مفقودة لأنني أصبحت لا أشعر بمتعة في العادة السرية منذ سنوات.

لقد فقدت الإحساس وأصبحت أمارسها وكأنها واجب لابد من تأديته وأصبحت أبحث عن أفلام شاذة وطرق جديدة للممارسة وكانت الأمور تزداد سوء فأنا أقيم في مدينة أخرى بعيدا عن زوجتي وبدلا من أن أتصل بها يوميا, كنت أتصل بها كل عدة أيام لأطمئن عليها بشكل روتيني وعندما كانت تطلب مني أن تراني على ال skype كنت أتهرب رغم حبي لها لأنني ببساطه أفضل أن أستغل الوقت على النت لتحميل أفلام جنسية جديدة.

لقد أصبحت آلة للتدخين ومشاهدة الأفلام الإباحية وممارسة العادة السرية بدون أي متعة, لا أهتم بأي أنشطة اجتماعية وأرفض الخروج مع زملائي ولا أريد أحد أن يزورني حتى لا يقطع علي هوايتي.

وذات يوم كنت أستمع إلى التلفزيون وأنا أبحث على النت عن أفلام جديدة, سمعت طبيب نفساني يتحدث عن إدمان المواقع الإباحية وآثارها وصفات المدمن وسلوكه وعندها تذكرت محاولاتي الفاشلة عن التوقف وشعرت أنه يتحدث عني فقررت أن أبحث عن هذا الموضوع عن النت وكلما قرأت كلمة قلت هذا أنا وفي أحد الاختبارات للإدمان كان من يحصل على 40 درجة فهو مدمن جدا ويجب أن يتوقف فورا لينقذ نفسه وكان مجموع درجاتي 90 درجة!!!!!!!.

أدركت الحقيقة المؤلمة فأنا قد تجاوزت مرحلة التحكم بالنفس وأصبحت مدمنا بل عبدا وأصبحت العادة السرية هي التي تتحكم في حياتي بل هي محور حياتي وأن مجهودي ووقتي وإمكانياتي كلها مسخرة لها فتوقفت مع نفسي للحظات أفكر فيما وصلت إليه, عندي أكثر من 500 جيجا أفلام جنسية, كل ما على الكمبيوتر له علاقة بالجنس حتى الكتب!!! لا علاقات اجتماعية, متاعب جسديه, انهيار في العمل وبالطبع بعد تام عن الدين وحتى علاقتي بزوجتي بدأت بالانهيار نتيجة لجفاف مشاعري. ثم أدركت أنني لابد أن أتوقف وأوقف هذا السقوط المستمر قبل أن أصطدم بالقاع فاتخذت أصعب قرار في حياتي وهو أن أمسح مكتبتي الجنسية التي جمعتها على مدار سنوات.

وسبحان الله فبمجرد أن مسحتها شعرت أنني تحررت من حمل ثقيل كان يمنعني من الحياة ويبعدني عن طريق الله وانفتحت في وجهي أبواب الأمل فكل يوم يمر أشعر أكثر بأني إنسان فقد أصبحت أنام مبكرا وأذهب إلى عملي في قمة النشاط والتركيز والروح المعنوية العالية, زادت ثقتي في نفسي وأصبحت أجمع زملائي للخروج ولعب الكرة أو نشاط اجتماعي آخر. وأصبحت منتظم في الصلاة وأتحدث إلى زوجتي يوميا وأشعر أنني أفتقدها وأنتظر اليوم الذي سأراها فيه.

أعرف أنني في أول المشوار وأني لا زلت أحتاج إلى للكثير من الوقت والمجهود لأنسى هذه العادة وأمسح آلاف الصور والأفلام من ذاكرتي وأن أقاوم السقوط ولكي أصل إلى الشفاء التام ولكني بدأت بتغير نمط حياتي وأنا الآن اقرأ الكتب وأزو المنتديات التي تعالج هذا الإدمان.

نصيحتي لكل شاب أن يقرأ عن إدمان هذه المواقع وآثارها عليه في المستقبل قبل أن يفكر في زيارتها حتى لا يقع فيها وألا يستهين بها فهي كالرمال المتحركة ما أن تضع قدمك فيها حتى تضيع.
18/3/2012

رد المستشار
الأخ العزيز،

شكراً على استعمالك الموقع وأشكرك أيضاً على حكاية صراع مع سلوك أدركت أنت بنفسك بأنه سلوك لا يجلب إلا الحزن والضياع والتدمير.
لكل إنسان تجارب سلبية في الحياة وليس هناك إنسان على وجه الأرض اليوم من هو معصوم من الخطأ. الأهم من ذلك أن ينتبه الإنسان في مرحلة ما من حياته إلى سلوك لا يتوافق مع مرحلة حياته ونضوج شخصيته ويبدأ بعملية التصحيح. الشعوب تفعل ذلك فكيف إذن بالإنسان؟.
أنا واثق الآن من أنك ماضٍ قدماً في عملية تطوير شخصي ولا أظنك أبداً ستعود يوماً إلى الوراء.
ومن الله التوفيق.
المصدر: موقع مجانين