بنات يدمن على الأفلام الإباحية على الموبايلات

تتصارع عناصر الخير والشر في قلوب شبابنا، فهم يرفعون تارة معول الأخلاق ويحفرون تارة تربتهم بفؤوس الخطيئة، في زمن اللادهشة، ومدن لا تعترف بجنس الخطائين والتوابين، فالكل بالجريمة متهم وبالجرم بريء حتى تثبت إدانته.

عزز الموبايل وسرعة تدفق الانترنت انتشار ظاهرة مشاهدة المقاطع الممنوعة على المواقع الإباحية عند البنات، اذ يمنحهن عامل التستر والخصوصية، وقد أصبح من الممكن لأي بنت أن تدخلها عبر هواتف الأندرويد في أي ساعة من اليوم أو الليل، بعد أن كان الشباب هم من يحترف لعبة التخفي لمشاهدة الفيلم الثقافي الذي يدلهم على طريق الرجولة.

وظهر في الآونة الأخيرة تراند جديد مصنف خطر وهو موضة تبادل المقاطع الجنسية بين البنات، وكثر الحديث عن هذه المواضيع بين الهمس واللمز، في المتوسطات والثانويات، ومبرر فعلتهن يتأرجح بين الفضول وحب الإطلاع.

وعن الغاية من مشاهدة هذه المادة الممنوعة، تقول إحدى البنات: “يجب أن نعرف هذه الأمور لكي لا نكون فاشلاتٍ في العلاقات الحميمية”.

البكارة الافتراضية

من بين ضحايا الأفلام الهابطة مريم 19 سنة، طالبة مقبلة على شهادة البكالوريا للمرة الثانية: “بدأت القصة عندما أرتني إحدى الصديقات أو بالأحرى الشيطانات مقطع فيديو ساخن رغم رفضي للمشاهدة في الأول، إلا أن فضولي كان أكبر، بدأت أشاهد هذه المقاطع في كل يوم، وفي كل وقت فراغ، استمر هذا الوضع مدة عام كامل، لم أكن أعرف الحكم في ذلك والحكمة من تحريمه، وصرت أحس بألمٍ كآلام الدورة الشهرية، ألمٌ فظيعٌ، وينزل مني سائلٌ بكثرة، وأحس بآلامٍ فظيعةٍ في الأسفل، لم أحس بها يوماً ما، وكأني فقدت غشاء بكارتي الذي لا أعرف عنه شيئاً، من يوم شعرت بهذه الأشياء أقلعت عن مشاهدة هذه المقاطع. وبعد تردد طويل ذهبت لطبيبة نساء التي طمأنتني على سلامة بكارتي… الندم يأكلني كل يوم حيث ضيعت شهادة البكالوريا وها أنا اعيدها من جديد”.

مذكرات «مفروسة» جنسيا

عن تجربتها في مشاهدة المحظور تقول خديجة متزوجة وأم لطفل: «بعد الزواج حصل بيني وبين زوجي فتور في العلاقة الحميمية، وبدأت أتساءل عن سبب هذا، وخلت ان الخلل فيّ أنا… في إحدى المرات دخلت على زوجي الغرفة لأجده في وضع مخل ليس مع امرأة حقيقية، بل فتاة افتراضية في مقطع سيبرناتي، غرني الشيطان فدخلت الى أحد المواقع الإباحية كي أقارن بيني وما تفعله تلك النساء التي يذهل الشباب بادائهن ومعرفتهن الكماسوترية… م ارأيته راعني وانقلبت حياتي رأسا على عقب بسبب ما حاولت تقليده مع زوجي فأساء فهمي ونعتني بكل الأسماء وظن أنه كانت لي تجارب سابقة قبل الزواج، ورغم شرحي لم يقتنع وطلب الطلاق”.‫شرف قاب “كليكين”

منال، بدورها دخلت دوامة المشاهدة الحرام، الأمر الذي خلق فيها هوسا تحول إلى عقدة ذنب وندم تقول متحسرة: “المشكلة عندي أني أعرف أن هذا حرام، لكنني أقع بالمشاهدة كل أسبوع مرة أو مرتين، بعدها بلحظات أقول: أستغفر الله، ماذا فعلت؟ وتبدأ الحسرات بالقلب واليأس… رغم محاولاتي لم أنجح في الإقلاع عن خطيئتي، إلا بعد أن سمعت إحدى صديقاتي تتحدث عن صديقة ثالثة فقدت بكارتها باستعمال أداة اثناء مشاهدة مقطع خليع على موبايلها”.

مواقع إباحية إسرائيلية تنسخ صور فتيات جزائريات من فايسبوك

لا يخفى على أحد أن بعض المواقع الإباحية تقوم بنسخ صور فتيات عربيات من حساباتهن في مواقع التواصل الاجتماعي ونشرها في مواقعهم؛ خاصة مواقع إسرائيلية.

الآلاف من صور الفتيات المنشورة على موقع إسرائيلي إباحي، وتحته عبارات مسيئة وعناوين استفزازية؛، يتم سرقتها من حسابات عربية في «تويتر» و«فيسبوك» و«إنستجرام».

كما تقوم بعض المواقع الإباحية بأخذ صور لفتيات من جنسيات مختلفة وأعمار مختلفة؛ بما فيهن فتيات قاصرات، وتركيبها على أجسام نساء عاريات، بعناوين مختلفة كـ«فتيات عربيات» و«فتيات من المغرب والجزائر وتونس».

لهذا ومن خلال مجلة “الشروق العربي” نضغط على زر « «signalerوننبه كل الفتيات أن لا يضعن صورهن على مواقع التواصل الاجتماعي مهما كان، مستشهدين بما حدث لإحدى البنات من شرق الوطن التي وجدت فيديو لها في موقع اباحي بعد ما أدمنت الدخول إليه، فقد تم اختراق كاميرتها وتخليد انحرافها عبر مقطع تحت عنوان «جزائرية ساخنة«.

حملة تشويه الفطرة

يقول الاخصائي الاجتماعي محمد مروان، صاحب مؤلفات عديدة عن انحراف المراهقين : «ليس صحيحا بأن مشاهدة الأفلام الإباحية تجعل الفتاة مثقفة جنسيا، أو تزيد من فرصة نجاحها كزوجة، بل أستطيع أن أقول لك بأن مثل هذه الأفلام وما شابهها من مسلسلات أو صور، تشوه الفطرة الطبيعية للذكر والأنثى معاً، وتصور لهم العلاقة الجنسية على أنها متعة جسدية فقط، فتفرغ العلاقة الجنسية من هدفها الأساسي، وهو التناسل وتكاثر البشرية، بالإضافة طبعاً إلى أنها تعطي المرأة والرجل على السواء توقعات غير حقيقيةً عن العلاقة الجنسية، فيصبح من الصعب على الزوج الرضا بأداء زوجته وتجاوبها معه، وأيضاً يصبح من الصعب على الزوجة الرضا بزوجها وأدائه.
المصدر: بوابة الشروق