التعامل السلبى مع المراهقين يؤدى لتعاطى المخدرات والتطرف والانحراف الجنسي
قدم د. عمار عبدالغنى أستاذ البرمجة اللغوية والعصبية، والمدرب الدولى من الاتحاد العالمى للولايات المتحدة INLPTA، روشتة فى كتابه «مشاكل المراهقين.. القنبلة الموقوتة» لأهم وأكبر وأعمق المشكلات التى يتعرض لها المراهقون، وأسبابها ودوافعها وما يتضمنها من تقلبات مزاجية ونفسية وفسيولوجية، وصراعات متعددة وكيفية التعامل معها، من هذا المنطلق يفتح د. عمار نافذة تطل على عالم المراهقين بعين الاعتبار وما يصاحبها من مظاهر نمو فى العديد من الجوانب منها «العقلية، والاجتماعية، والدينية، والخلقية، والانفعالية»، فهى مرحلة تسهم فى تكوين مستقبل الشباب فيما بعد، حيث تشير الدراسات إلى أن 95% من الشباب يعانون من مشكلات بالغة الخطورة يواجهونها، إذا لم يتفهم الآباء والأمهات أهمية هذه المرحلة فى تكوين أفكار وطموحات وشخصية الشباب ومستقبلهم فيما بعد.
المعاملة الخطأ
أشار د. عمار عبدالغنى إلى أهمية التعامل مع هذه المرحلة بأسلوب سليم وذكاء، لأن المعاملة الخطأ تدفع بالعديد من الشباب فى المستقبل، للجوء لتعاطى المخدرات، أو الانحراف الجنسى، أو التطرف الدينى، وانتشار ظاهرة التأخر الدراسى، والاكتئاب النفسى، والهروب من الواقع بإدمان وسائط التكنولوجيا الحديثة .
الأوامر الصارمة
رصدت الدراسات النفسية أن 95% من الشباب يعانون من مشكلات بالغة يواجهونها لأنهم لم يجدوا التفاهم من أسرهم، وبالتالى حدثت فجوة كبيرة فصلت بين أفكارهم وأفكار آبائهم، لذلك يكره المراهق فى هذه المرحلة تسلط والديه عليه، ويعد تسلط الأهل واحدًا من الأمور الصعبة التى يرفضها المراهق، الأمر الذى يؤدى إلى كثير من النزاعات بين الأهل والأولاد فى مثل هذا العمر، خاصة أن هذه المرحلة يريد فيها الأولاد أن يثبتوا ذاتهم ويكوِّنوا عالمهم الخاص، لذلك ينصح خبراء علم النفس دائمًا بالاعتماد على أسلوب الحوار الهادئ مع المراهقين، والعمل على الأخذ بوجهة نظرهم، ما يدعم ثقتهم بذاتهم، ويمنحهم الحرية المحمودة اللازمة فى تكوين شخصيتهم المستقبلية.
تسليط الضوء على السلبيات
هذه المرحلة تتسم بالعديد من الصراعات والتقلبات المزاجية، والمراهق فى هذه الفترة يكون صعب المزاج وصعب التفهم، ويتَّسم بالعناد الشديد وتصلب الرأى، لكن بالرغم من ذلك على الأهل أن يُركزوا على الإيجابيات فى شخصية أولادهم، والابتعاد عن التركيز على سلبيات المراهقين، حتى لا يصاب أولادهم بالإحباط ويتمسكون بسلوكياتهم السلبية، طالما أن الأهل لا يقدرون ما يقدمه أولادهم من إيجابيات.
ترك الأب مهامه
بعض الآباء يجدون صعوبة كبيرة فى التعامل مع المراهقين، فيترك الأب أمر تربية الابن أو الابنة فى مرحلة المراهقة إلى الأم لظنه أن الأم هى الأقدر على استيعاب التغييرات التى يمر بها المراهقون، خاصة إذا كان التعامل مع فتيات فى سن المراهقة، فللوالدين دور بارز وأساسى فى تنشئة الأولاد وتنمية شخصيتهم، وفى هذا الإطار لا يمكن أن يكون غياب أحدهما أمرًا سهلاً كما يعتقد الكثيرون، وفى هذا الإطار، يكون لغياب الأب على المراهق، آثاره السلبية فى نفسيته وشخصيته، لأن شخصية الأب وحضورها تؤثر على نضجهم ووعيهم وعلى مدى الإشباع العاطفى لديهم، والثقة بالنفس التى يستمدها الأولاد والفتيات على حد سواء فى مثل هذا العمر من الأب، كما تقع على عاتق الأب مسئولية عظيمة فى تربية المراهق وتوجيهه، لأن هذه السن تتطلب جهدًا مضاعفًا من «المتابعة، والصحبة، والتوجيه، والإرشاد، والعقاب، والثواب»، وغير ذلك من وسائل التربية، ولا عذر للأب فى ترك هذه المسئولية المهمة مهما كانت الأسباب إلا فى ظروف طارئة وضرورية تقدر بقدرها.
فى حالة الاضطرار
إذا كانت الأم هى المسئولة عن تربية الأولاد فى حالة الاضطرار وغياب دور الأب، وقتها لابد من الاستقلالية فى تربية الأولاد بعيدًا عن التدخل المتشعب فى تربيتهم من قبل الجد أو الجدة أو الأعمام أو الأقارب، حتى يشعر الأبناء بمصدر واحد للضبط والتحكم، كما يجب منح المراهقين الاهتمام الإيجابى، والاهتمام بشئونهم، خاصة العاطفية، واتباع الحكمة والهدوء فى التعامل، والحوار الذى يفرغ طاقتهم السلبية، كما يجب إشراكهم فى الرياضة والأنشطة النافعة، مع تجنيبهم المشاكل أو النزاعات الأسرية، والمواقف الزوجية السيئة، لأن ذلك يربى لدى الأولاد موقفًا عدائيًّا يكون كارهًا للأب وللأبوة منذ الصغر.
المصدر: موقع 7 أيام