اللعب الجنسي عند الأطفال وكيفية التعامل معه!
ولدي يبلغ من العمر (4) سنوات ونصف، ولديه ابن عمه أكبر منه بسنة، جاءني ابني وقال لي فجأة دون أن أسأله: إن ابن عمه طلب من ابنة عمه الأخرى (تبلغ 8 سنوات) أن تخلع سروالها. وعندما سألت البنت أنكرت في البداية، ثم اعترفت بأن الولد طلب منها ومن أختها ومن ابني أن يخلعوا سراويلهم جميعا أمام بعضهم البعض، ففعلوا ذلك.
أنا لم أعرف ماذا أقول لهم وكيف أتصرف! هل أضربهم أم لا؟! لكني قمت بتوبيخهم، وقلت: إن هذا الفعل حرام. وخوفتهم من عذاب الله لمن يفعل ذلك، وطلبت منهم أن يخبروني بهذا ثانية إن تكرر هذا الفعل من الولد، ثم علمت فيما بعد أن ابني كان يلعب مع ابنة عمه هذه وأختها الصغيرة لعبة العريس والعروس، وكانت ابنة عمه تطلب منهم أن يناموا على السرير ويخلعوا ملابسهم، ويقبلوا بعضهم.
لم أواجه ابني بذلك؛ انتظارا لاستشارتكم، فماذا أفعل؟ وكيف أتصرف؟ أضربه أم أوبخه أم أتصرف كأني لا أعلم بشيْء؟
أنا أخبرت والده فقام بنصحه فقط ولم يضربه، وهو أيضا ينتظر ردكم -جزاكم الله خيرا-، مع العلم أن ابن عمه كانت له ممارسات عديدة مع بنات عمه الأخريات، وليست المرة الأولى، ولكنها المرة الأولى التي يطلب من ابني خلع سرواله على حد علمي.
أيضاً: أنا لا أستطيع منع ابني من مخالطة أولاد عمومته؛ لأنهم في بيت واحد، وهو يبكي باستمرار يريد أن يلعب معهم طوال الوقت.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ريم حفظها الله.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:
شكرا لكم على التواصل معنا، وأحسنتم على حسن التصرف، فالضرب لا يحل المشكلة هنا، وكذلك تجاهل الموضوع بالكامل ليس بالشيء السليم.
وما حدث في هذا المواقف، وطالما أنه في مرحلة الطفولة، ففي كثير من الأحيان نسمي مثل هذا السلوك (اللعب الجنسي عند الأطفال) وهو لا يجعل من الطفل أو الولد منحرفا جنسيا، فالغالب أنه يبقى ضمن حدود (التجريب)، ومعظم الأولاد ينمون ويتجاوزون هذا ومن دون أن يترك عندهم هذا السلوك مضاعفات نفسية أو جنسية، طالما بقي الأمر في حدود ما ورد في سؤالك، ومن خلال حسن تصرف الوالدين.
وطالما أن الأطفال كلهم صغار، فالعادة أن لا نصنف هذا ضمن التحرش الجنسي، وإنما اللعب الجنسي عند الأطفال -كما ذكرت-.
والمطلوب الآن الحديث الهادئ مع كل طفل على حدة وليس بشكل جماعي، وربما من قبل أحد الأبوين، وخاصة الذي يجد راحة من نفسه لفعل هذا، والعادة ننصح الأب بالحديث مع الولد، والأم مع البنت.
والأمر الثاني: من الضروري في الفترة القادمة أن تشرفوا وتراقبوا هؤلاء الأطفال وبشكل غير ملاحظ؛ من باب التأكد من عدم إتاحة الفرصة؛ لتكرار مثل هذا السلوك، والسبب أن هناك احتمال تكرار هذا السلوك عند بعض الأطفال، وخاصة الذين تعرضوا للتحرش، فإنهم سيحاولون فعل نفس الشيء مع الآخرين.
إن ما حدث فرصة مناسبة جدا لتعليم الأطفال بعض أمور الحياة، وخاصة أمور التربية الجنسية، مثل موضوع من يسمح له بخلع الملابس، ومن يمكنه أن يدخل مع الطفل الحمام، ومن له أن يقوم بفحص جسم الطفل ومدّ يده عليه..؛ فهذه من الأمور الهامة في تربية كل طفل.
وفي موضوع التربية الجنسية يمكنكم الاستفادة من كتابي (معين الآباء في التربية الجنسية للأبناء) والذي يمكنكم طلبه من مكتبة جرير.
وفقكم الله، وحفظ أطفالكم من أي سوء.
المصدر: موقع إسلام ويب