لا أعيش بلا نت ولا عادة !!

انا شاب ابلغ من العمر 17 اعاني من ادمان الانترنت .. حيث لا استطيع العيش او التاقلم في مكان لا يوجد فيه الانترنت رغم ان لا تجود اشياء ظرورية لكي تجبرني ادخل الانترنت لانهيها

الكل لاحظ علي انني متغير في طريقة معاملتي مع الناس لاني كنت اجتماعيا والان كثيرا ماجلس لوحدي .. وعندما اخرج مع اهلي او اصحابي الى مكان ترفيهي خلال ساعه فقط اطلب العوده للمنزل

وحتى في الاجتماعات الاسرية الكبيره لا احظرها لانها تطول في الوقت ولا استطيع التحمل ..

ظننت ان لا يوجد حل الا عندما اسافر مع اهلي للاماكن المقدسة .. ولكن مضى اليوم الاول بكل يسر وفي اليوم الثاني منذ الصباح طلبت تاكسي ليقلني لاقرب مقهر انترنت ..

اعاني جدا من هذا الادمان وفي داخلي خوفا كبيرا على ان يهدم مستقبلي وحياتي الدينييه والدنيويه ..

الامر الاخر اعاني شده من العاده السريه منذ ان كان عمري 14 سنه ودائما ما اواجه اشد الاحراج من بعض اهلي الذين يعلمون بذالك .. حاولت ردع نفسي ولكن بلا جدوى حيث انني افعلها الان في اليوم 4 مرات تقريبا او اكثر

جربت طرق عديده للتخلص من العاده المششينه بعدم مشاهده المقاطع المحرمه ولكن حالما اجلس على الانترنت انسى كل ماقد جزمت ووعدت باني لن افعله .. انا محتار ومتخوف جدا .. اتمنى ان تساعدوني

الإجابة

اعلم أن الأمر الذي تعاني منه ناتج عن الفراغ الذي تعيشه ، سواء كان فراغا عاطفيا أو فراغا اجتماعيا أو فراغا روحيا ، فأنت تعيش أزمة فراغ ، ولهذا فإنك تلجأ إلى الانترنيت لملأ الفراغ حتى وإن كان في أمر غير أخلاقي ، منافي للعادات والتقاليد الإسلامية التي نعيشها ، فأنت لم تستغل الإنترنيت الاستغلال الجيد ، وإنما تريد أن تسقط هذا الفراغ في النظر إلى مواقع إباحية أو استخدام الإنترنيت في غير الشيء الصحيح الذي وجد له

أخي: يجب أن تعرف أن المرحلة التي تعيشها هي مرحلة المراهقة ، وأنت تعرف أن أصعب مرحلة يمر بها الإنسان هي مرحلة المراهقة مرحلة النضوج من جميع النواحي العقلية والنفسية والاجتماعية والفكرية والجسمية ، وأنت إن لم تستغل هذه المرحلة في طاعة الله وفي عمل الخير ، وإلا ستنقلب الأمور وتكون عكس ذلك ، وستعيش في حيرة وتكون حياتك فوضى لا استقرار فيها وستلجأ أيضا إلى استخدام الإنترنيت في مشاهدة الأمور الإباحية ، ولا شك أن هذا السلوك سيؤدي بك إلى الوقوع في العادة السرية ، وإذا أردنا أن تكلم عن العادة السرية فالأمر يطول هنا ، ولكن أحب أن أوضح لك أخي عبد العزيز أن العادة السرية أو ما يسمى في عرف الفقهاء بالاستمناء، وهو العبث بالأعضاء التناسلية بطريقة منتظمة ومستمرة بغية استجلاب الشهوة والاستمتاع بإخراجها والتي تنتهي بإنزال المني

واعلم أن حكمها في الإسلام التحريم لقوله تعالى : ” والذين هم لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم فإنهم غير ملومين فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون ”

أنا أريدك أخي أن تعقد العزم وتعاهد الله تعالى على التغيير من حياتك والأمر بعد الله تعالى بيدك أنت ، فأنت صاحب القرار ، فإذا ابتعدت عن استخدام الإنترنيت بطريقة سلبية بإذن الله تعالى ستسمو روحك وتطمئن نفسك وتبتعد عن ممارسة كل ما يخل بالأخلاق

وعليك بإتباع الخطوات التالية:

تقوية صلتك بالله تعالى

تذكير نفسك بمراقبة الله تعالى لك

الابتعاد عن المواقع الإباحية والنشرات الهابطة والبرامج التلفزيونية الفاسدة، حتى ما تقع في براثين العادة السرية

ملء فراغك بكل ما يعود عليك بالفائدة ممارسة التمارين الرياضية ، مطالعة الكتب الهادفة ، المشاركة في أعمال تعود بالفائدة عليك وعلى أسرتك  صحبة أهل الخير والابتعاد عن أصحاب السوء .

– لا تترك العنان لشهواتك ورغباتك وأحلامك تسيطر عليك وتقود وإنما تذكر دائما أن الله تعالى مراقب لك ، وهو أقرب لك من حبل الوريد

وبالله التوفيق .

المصدر: موقع المستشار