كيف أخرجه من مستنقع الشذوذ ؟

لدي مشكلة عجزت عن الوصول إلى حلها ,لدي شاب من أسرة مشهوداً لها بالخير إلا أن هذا الشاب (شاااااذ) جنسي بما تحمل الكلمة من معنى وله ما يقارب من 20 سنه وهو يمارس الجنس
وله من العمر ما يقارب 27سنة وهو وسيم لدرجة عالية، ودائماً يقول الأمر هذا يرحني كثير ولا أفكر بتركه في يوم من الأيام وليس لديه أي مشكلة وإن أطلق علية أي عبارة توحي إلى فعلته المشينة
وحتى لو استعمل علاج يمنعه من هذا الشي فإنه سيفعله مهما كلف الأمر.بل إنه أخبرني بأنه مارس الجنس مع أخيه الذي يصغره بـ 12 عاماً وأنه يحاول دائماً لعمل الفاحشة مع أخواته الكبار والصغار
ويقول أنه يجد متعة عالية جداً في هذا العمل وأحياناً يحصل مال مقابل هذه الفعلة وأكثرها بلا مقابل . ودائماً يقوم بحلق شعر جسده وشاربه الخفيف . ويعارض فكرة الزواج بشكل كبير جداً
ويفضل فعل الفاحشة به من قبل العمالة ويرى أن شخص أمامه يحب فعل الفاحشة به. الشخص يتصف بالرحمة وكذلك أي كلام يقال له يصدقه مهما كان قائله. مر بمراحل عده من حياته منها دلال الأب الزائد ثم القسوة التي جعلته يعذبه أشد العذاب ثم جعله يعمل في سن مبكر مع عماله لعشر سنوات تقريباً
ـ عرض على أطباء نفسيين حيث أنه كان يعاني من رهاب إجتماعي في سن مبكر وقد عرض على أستشاري من زمن قريب وقال أنه يحتاج إلى علاج على مدى “عبارة عن حبوب أو إبرة أسبوعياً ” الحياة بسبب انفصام في الشخصية
ـ مع العلم أنه يقود السيارة ويتحدث مع الشخص الذي يمون عليه بكل بساطة ويمازح إلى غير ذلك. إلا أنه لا يفضل الجلوس مع والده نهائياً.
أصبحت في حيرة من أمري يجلس معي فيخبرني بكل ما فعل مع فلان وعلان وهو يثق بي كثيراً حيث أني كنت معلماً له في يومن من الأيام . ماذا أفعل له حيث أقوم بمساعدته وأخرجه من مستنقع الرذيلة؟؟؟؟
الإجابة
نشكر لكم حرصكم على تقديم المساعدة لهذا الشاب الذي هو بأمس الحاجة لها ليكون إنسانا سويا ينفع نفسه ومجتمعه، رسالة التربية والتعليم لا تنقضي بانتقال الطلاب وتجاوزهم للمرحلة التي كانوا عندنا في المدرسة وكأنها مجرد إنهاء عمل في فترة زمنية معينة.
بل تطلب منا متابعتهم ومساعدتهم في بناء شخصياتهم وتدعيم صلابتها لحياة أسعد حسب ما تسنح لنا الفرصة والظروف في ذلك، ولعل هذا حالك مع هذا الشاب.
أرغب منك في البداية التأكد من تشخيص وضع الشاب النفسي والصحي فما ذكرته عن معاناته لا يتوافق مع ما ذكرته عن سماته فليست المشكلة كما أسلفت معاناة من مرض انفصام (الفصام يتطلب أن يكون لدى الشاب رغبة جامحة للانزواء وعدم مخالطة الآخرين واضطراب في التفكير وعدم الترابط الأفكار وضعف الإدراك إلى غير ذلك ) ،وانفصام الشخصية أو ازدواج أو تعدد الشخصية يعني أن يكون للشخص أكثر من شخصية وهوية دون وعي منه ولكل شخصية وظيفة وفكر وسلوك مغاير عن غيرها وهذا نادر الحدوث ولا أظن أن صاحبك أيضا بهذا الوضع الذي يقود إلى ما يسمى فوضى الشخصية .
إذن علينا تشخيص حالة الشاب بشكل دقيق واقترح عليك ما يلي لمساعدته في الأيام القادمة لحياة أفضل:
1- تشجيع الشاب لزيارة طبيب نفسي لدراسة شخصيته بعمق وتشخيص حالته بدقة تمهيدا لتقديم المعالجة المناسبة له.
2- التركيز أثناء اللقاء به على دراسة ما وراء السلوك.. بمعنى أن تحاول الغوص في أعماق ذاته لتستخرج أسباب رغبته بهذه الممارسة المشينة، كيف كانت البداية، تحديد الدوافع بدقة التي تقوده للممارسة، وصف المشاعر قبل وأثناء وبعد ممارسة الفاحشة المذكورة ، استحضار الذكريات الكاملة المرتبطة بها ، أشياء تضايقه في هذه الحياة وجرحته وآلمته بحدوثها ، أشياء تسعده ولم تتحقق ، إحباطات يعاني منها . ولعلك تربط بين الرهاب الاجتماعي الذي كان يعاني منه ورغبته في تكوين علاقات مع الآخرين فقد تكون رغبته في الممارسة ليست شهوانية خالصة ولكن وسيلة لغاية أخرى ( تكوين علاقة ، جمع مال بعيدا عن الأسرة وباستقلالية ).
3- عزز لدى الشاب قدر ما تستطيع الجوانب الإيمانية والمحافظة على العبادات وخصوصا الصوم، وتأكد أن الصوم لوحده علاج مجرب لمثل حالته.
4- ساعده في إعادة تكوين وبناء شخصيته انطلاقا من نظرته لذاته ووعيه بها ( مفهوم الذات الإيجابي ) ، وصولا إلى تقدير الذات الإيجابي المرغوب .. مرورا بتزويده بمهارات مواجهة مشكلاته، وتبصيره بالأهداف التي يجب أن تكون أهدافه في هذه الحياة.
5- ساعده في تكوين مجتمع وصداقات مشجعة وداعمة لما سبق
6- أشر عليه بأهمية إشغال أوقات فراغه بالأنشطة والرياضيات التي يرغبها” ساعده ليكون الوقت داعما له لا سيفا موجها لهدم شخصيته وأخلاقه السامية التي يجب أن تكون نبراسه التي يستضيء بها في حياته القادمة
وفقك الله.
المصدر: موقع المستشار