التخلص من شدة الشهوة عند الشباب ماذا أعمل حتى تخف شهوتي؟
مشكلتي مع الشهوات بدأت من سن مبكرة قبل 15سنة، والمشكلة أنني في أول الأمر كنت أميل إلى المردان أكثر من ميلي إلى النساء، وكنت خلال المتوسطة والثانوية أستطيع مقاومة الشهوات، وخاصة الصور بسهولة، حتى جاءت المرحلة الجامعية، وعندنا مادة منهجها مليء بصور النساء الغربيات، إضافة إلى وجود بعض الطلاب حسان الوجوه، مما صعب المشكلة، حتى إنني كنت أصاب بالصداع يوميا، وليت الأمر توقف على ذلك، بل وقعت في العادة السرية، ثم مشاهدة الصور المحرمة.
كنت أتوب ثم أرجع مرات عديدة، وأنا أخاطبكم الآن وأنا في مرحلة توبة لم أعد بعد، وأسأل الله أن لا أعود، وكنت أحسب أن الشهوة ستخف، بل على العكس أصبحت الآن حساسا جدا، لا أستطيع النظر إلى بعض قريباتي لشدة الشهوة، بل لا أستطيع النظر إلى بعض الحيوانات.
أيضا لا أستطيع النظر إلى ملابس النساء المعروضة في المحلات التجارية، وأصبح نظر الفجأة عندي مثل نظر التعمد في كثير من الأحيان، حتى إنني لا أستطيع النظر إلى المرأة المتححبة، وأصبحت أعيش في خيال جنسي في بعض الأحيان، والصور الجنسية تراودني بين الحين والآخر، وأفسر بعض تصرفات الناس جنسيا.
أيضا كنت لا ألتفت إلى الغرب أبداً، وأما الآن فأصبح ذكر أسماء بعض الدول الكافرة يسبب لي مصدر شهوة، حتى إنني قد أميل إلى من هم أكبر مني في السن.
ما الحل لهذه المشكلة؟
وما الحل لتخفيف هذه الشهوة؟
وهل هناك دواء يضعفها؟
مع العلم أني لست متزوجا، وعائلتي متدينة.
الإجابة
أولاً: نهنئك -أخي السائل- على عائلتك المتدينة؛ لأن الأسرة المتدينة من العوامل الأساسية والمهمة في استقامة الإنسان وحسن سلوكه، بدليل أنك تكره المعصية، ولا تريد الوقوع بها، وتبحث عن المساعدة.
ثانياً: ورد في الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( ما أصاب المؤمن مما يكره فهو مصيبة ) فأنت تكره الشيء الذي تعاني منه حالياً، وبالتالي فهو مصيبة، فأرجو أن تتدبر قول الله تعالى (وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير ) (الشورى: 30). وأيضاً قول رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لا يصيب ابن آدم خدش عود، ولا عثرة قدم، ولا اختلاج عرق، إلاَ بذنب، وما يعفو عنه أكثر).
هل وصلت لك الفكرة؟ فنحن جميعاً -يا أخي- نخطئ ليلاً ونهاراً، ولكن (خير الخطائين التوابون) كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، والرجوع إلى الله تعالى بالتوبة والاستغفار هي من صفات المتقين- نسأل الله تعالى أن نكون جميعاً منهم- مصداقاً لقول الله تعالى: ( والذين إذا فعلوا فاحشةً أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلاَ الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون*أولئك جزاؤهم مغفرةٌ من ربهم وجنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ونعم أجر العاملين ) (آل عمران: 135-136 ).
ثالثاً: أرجو أن تنظر إلى مشكلتك على أنها ابتلاء من الله تعالى، وبالتالي يجب عليك كمؤمن أن تصبر وترضى التزاما بتوجيه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فمما قال صلى الله عليه وسلم: (…إن الله إذا أحب قوماً ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط) -أسأل الله تعالى أن نكون جميعا من الصابرين الراضين بقضاء الله وقدره وابتلائه لنا.-
رابعاً: الأفكار، وربما الأفعال التي تعاني منها ينظر إليها من الناحية النفسية على أنك تعاني من الوساوس والأفعال القهرية، وهذه الوساوس مصدرها الشيطان – بمنظورنا الإسلامي -، والشيطان عدو للإنسان يسعى ويحرص على الإضرار به، وواجب الإنسان المؤمن أن يرفض ويقاوم ويخالف وسوسة الشيطان، تصديقاً وتنفيذاً لقوله تعالى: ( إن الشيطان لكم عدوٌ فاتخذوه عدواً…) (فاطر: 6).
ما علينا سوى تنفيذ توجيه الله لنا بصدق ويقين وإخلاص، حيث قال تعالى: ( وإما ينزغنك من الشيطان نزغٌ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم ) (فصلت: 36 ). فالإنسان لديه القدرة أن يقبل أو يرفض أي وسوسة أو فكرة أياً كان مصدرها الإنسان أو الشيطان.
العلاج والخطوات الإجرائية:
1- اللجوء إلى الله تعالى، والإكثار من الدعاء؛ لأن الله تعالى قال: ( … ادعوني أستجب لكم …)(غافر: 60)، وقال تعالى: ( أمَّن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء …)( النمل: 62 ).
2- ورد في شكواك أن شهوتك قوية: فعليك الذهاب إلى العيادة الطبية المختصة لإجراء فحص على نشاط وإفراز الغدة الجنسية لكي تتأكد من سلامتك العضوية.
3- ذكرت أنك غير متزوج: فبادر وأسرع بالزواج، لأنه علاج لما تعانيه من النظر والشهوة، فهذا هو توجيه رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال: ( يا معشر الشباب، من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه له وجاء )، فالزواج غض لبصرك، وإحصان لفرجك، وهذان هما أساس معاناتك.
4- سألت عن الشيء الذي يكبح جماح شهوتك: وقد جاءتك الإجابة في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ( عليه بالصوم فإنه له وجاء ) بشرط أن يصوم الإنسان بكل جوارحه، وأن يكون واثقاً بصحة وسلامة وفائدة توجيه رسول الله صلى الله عليه وسلم.
5- أنت بحاجة إلى تقوية الإرادة: ولكي تكون قوي الإرادة، لابد أن تنفذ الأفكار والتوجيهات التي تعتقد وتقتنع أنها صحيحة تنفيذاً فورياً.
6 – اشغل وقتك بالأقوال والأفعال الصالحة، وتنمية قدراتك ومهاراتك، وابدأ بحفظ كتاب الله، وتدبر معاني الآيات، ومراجعة ما تم حفظه في كل فرصة أو فراغ.
7- احرص قدر الإمكان على الابتعاد عن الأماكن الفاسدة، والصحبة الفاسدة، والمواقع المشبوهة.
المصدر: موقع إسلام ويب