اقتنعت بطبيعة الشذوذ!!

أنا شاب في 26 من عمري من أسرة محافظة مكونة من 10 افراد… في الحقيقة عندما بدأت تعليمي الابتدائي وجدت ان كل اخوتي الكبار اما تزوجوا أو توجهوا للحياة العملية بعيدا عن البيت ولم ابق سوى واخواتي البنات لم اعش حياة ذكورية وتأثرت بأخواتي البنات وهنا بدأ المنعرج…

في الواقع كنت شخص خجول ومتواضع ومجتهدوالجميع يحترمني منذ الطفولة كنت احب اللعب مع اصدقائي بشكل عادي وكنت ومثل اي طفل … لكن وكما قلت . استمراري في العيش وسط البنات غير من سلوكي وهذا ما اثر علي بخصوص علاقاتي مع الفتيات حيث لا انجذب لهن.

وفي نفس الفترة كنت اجاري حياتي اليومية عاديا لم يكن لدي الكثير من الاصدقاء وكنت كثير الانطواء لكن لا احد شعر بشيء غريب في ميولي أو شخصيتي ماعدا انني كنت كثير الخجل في تعاملاتي مع الناس لكن كما قلت سابقا فالجميع يحترمني بسبب اجتهادي في الدراسة وسلوكي الحميد…

بعد بلوغ العشرين انقلبت حياتي رأسا على عقب عندما غيرنا المسكن وتعرفت على شاب كان قريبا من البيت،،، تقرب مني وقال لي بأنه يستطيع ان يكون صديقي ومع مرور الوقت بدأ في الايحاءات حتى وقعت في شركه،،، فعلنا الحرام واستمرت علاقتنا لفترة،،

حاولت أن أتوقف عن أفعالي لكن لم استطع… بعد نهاية الدراسة الجامعية وجدت عملا بعيدا عن مكان السكن قررت ان اعيد ترتيب حياتي لكن وقعت في الحرام مجددا عن طريق الفايسبوك فتعرفت على اكثر من شخص ومارست اكثر من علاقة وكنت اتألم بعد كل علاقة أمارسها،،،

حاولت مرارا وتكرارا لكن لم استطع والكارثة انني اقتنعت بتحليلات علماء النفس الغربيين بخصوص الشذوذ واعتباره سلوكا طبيعيا…أحيانا أشعر اني اعاني من انفصام الشخصية فأنا اعيش حياة عادية ولا احد يشك في سلوكي وميولي. ولكن عندما اكون وحدي اشعر انني شاذ وليس لي امل بان اكون شخصا طبيعياً.

المشكلة الآن: الاهل والاقارب دائما يستفسرون عن موعد زواجي والكل يقترح عليا الفتاة الفلانية… وأخيرا تعرفت على فتاة ارتحت لها واعجبت بها وبدأت انجذب لها واحادثها هاتفيا وهذا ما ابعدني نوعا ما عن الرغبة في الذكور …

أريد ان ارتبط بها ولكن قبل ذلك اريد ان اتأكد انني لن اعود لسابق عهدي ولا اريد ان اظلم الفتاة معي . اخاف ان يظهر في حياتي من مارست معهم تلك العلاقة المحرمة، اخاف ان تكتشف زوجتي ما كنت افعله او ان اظهر لها شيئا من سلوكياتي

الإجابة

“السلام عليكم ورحمة الله وبركاته” أخي الفاضل: أول خطوة قمت بها هي الإفصاح عن مشكلتك وتعتبر الخطوة الأولى، وهذه المشكلة منتشرة بكثرة ولست الوحيد المصاب لكنها تختلف بدرجات، فأنت تريد بناء حياتك بعيدا عن الشذوذ

هذا الوباء كل من سقط به بنظري هم ضحايا للفراغ فهم يفعلون فعلتهم ثم يعودوا لممارسة حياتهم الواقعية رغم اعترافهم بالخلل لكن يهربون له وقت فراغهم!

لكن أنت لك إرادة قوية وقدرة على التغير وذلك بعد توجهك وتعديل ميولك وسوف تزول كل العوائق لكن بشرط طلب المساعدة،وعدم البقاء وحدك فتلزمك المرافقة المستمرة، وعرض حالتك على أخصائي نفسي متمرس يساعدك وتعود أنت إلى الواقع الصحيح بتقنيات تساعدك على معرفة السبب والتشبث بالدين الحنيف، لا تكثر ولا تبادل النظرات!!

الصلاة ثم الصلاة قراءة القران وممارسة الرياضة من الأولويات، نسأل الله أن يكون معك ويهديك إلى الطريق الصحيح ويثبتك ويصلح شأنك

وتضيف الباحثة الشرعية في الموقع

إن مما يعين المسلم على الاستقامة والبدء من جديد الصدق في التوبة فمن تاب يتوب الله عليه “والله يريد أن يتوب عليكم ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما” ويقول تعالى “وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين”

بل إن صدق واستقام بدّل الله سيئاته حسنات فالله عفوّ غفور كريم لذا أنصحك أخي الفاضل بالتوجه إلى الله كما ذكر مستشارنا الكريم والحرص على الطاعات وقراءة القرآن والخلوة في المسجد فهذا مما ينقّي قلب المؤمن ويشرح صدره للقرب من الله

وإن ممّا يعين أيضا على عدم العودة للشذوذ أخي الكريم معرفة عظم الأمر الذي كان يمارسه لذلك اقتطفت لك جزءا من رسالة الشيخ يحيى الزهراني والتي بعنوان “فاحشة اللواط”: عن بن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم [ ملعون من عمل بعمل قوم لوط ] ( صحيح الجامع برقم 5891 )

وعن بن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم [ من وجدتموه يعمل عمل قوم لوط ، فاقتلوا الفاعل والمفعول به ] ( صححه الألباني في الإرواء برقم 2350 ) ، وعند الترمذي (( أحصنا أو لم يحصنا ))

فاللواط ذنب عظيم ومعصيته كبيره من كبائر الذنوب التي حرمها الله عز وجل ، إذ كيف يتخذ الإنسان لقضاء وطره من هو مثله من الرجال ففيه انتكاس للفطرة السليمة التي فطر الله الناس عليها وفي ذلك تعد لحدود الله تعالى بفعل الحرام وترك الحلال ،

وفي ذلك محاربة لخالق الأرض والسماء بعدم لزوم أوامره عز وجل بل تعد إلى نواهيه سبحانه وتعالى ، وفي ذلك تشبه بالقوم الذي أنزل الله بهم عذاباً لم ينزله بأمة قبلهم ، وفي ذلك عدم خوف من شديد العقاب بالتساهل وعدم قبول ما جاء في تحريم اللواط بل وإتيان لهذا الذنب الكبير وعدم مبالاة بعقاب هذا الفعل المشين والعمل القبيح

والمؤمن الكيس الفطن العاقل الذي يعرف عواقب الأمور يضع كل عاقبة سيئة في حسبانه لئلا يقع فيها ، ويحذر من سوء الخاتمة ، ويتخذ ممن سبقه من الأمم عبرة وعظة لئلا يصيبه ما أصابهم ، ثم يحذر كل الحذر ألا يكون هو عبرة لغيره فيبوء بالحسرة والندامة يوم لا ينفع الندم

يقول الله تعالى : { لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب ما كان حديثاً يفترى ولكن تصديق الذي بين يديه وتفصيل كل شيء وهدىً ورحمة لقوم يؤمنون } ( يوسف ) . عن جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : [ إن أخوف ما أخاف على أمتي عمل قوم لوط ] ( حديث صحيح رواه الترمذي وابن ماجة )

قال ابن عباس : ( إن الرجل ليأتي الرجل فتضج الأرض من تحتها والسماء من فوقها ، والبيت والسقف ، كلهم يقولون : أي رب ! ائذن لنا أن ينطبق بعضنا على بعض ، فنجعلهم نكالاً ومعتبراً ، فيقول الله عز وجل : إنه وسعهم حلمي ولن يفوتوني ).

قال بن حجر في الزواجر : [ النظر بريد الزنا، ومما روي : أن عيسى عليه السلام مّر في سياحته على نار تتوقد على رجل فأخذ ماء ليطفئها فانقلبت النار صبياً وانقلب الرجل ناراً ، فتعجب عيسى من ذلك ، فقال يا رب: ردهما لحالهما في الدنيا لأسألهما عن خبرهما فأحياهما الله تعالى فإذا هما رجل وصبي ، فقال لهما عيسى عليه السلام : ما خبركما وما أمركما؟ فقال الرجل : يا نبي الله إني كنت في الدنيا مبتلى بحب هذا الصبي فحملتني الشهوة أن فعلت به الفاحشة فلما مت ومات الصبي صّير الله الصبي ناراً يحرقني مرة وصّيرني ناراً أحرقه أخرى فهذا عذابنا إلى يوم القيامة ، نعوذ بالله من عذابه ونسأله العافية والعافية والتوفيق لمرضاته ] انتهى

 

وكرر دائما: “اللهمّ حبّب إلينا الإيمان وزيّنه في نفوسنا وكرّه إلينا المفر والفسوق والعصيان واجعلنا من الراشدين” أسأل الله أن يشرح صدرك ويغفر ذنبك ويهدينا وإياك إلى صراطه المستقيم.

المصدر: موقع المستشار