لا أدري كيف أبدأُ كلامي!، ولكن لعلي أجد حلاّ لِما أنا فيه من معاناة! أتمنى أن يتَّسع صدركم؛ كي تقرؤوا سؤالي كاملًا؛ نظراً لطوله الذي لا توازيه إلاّ الحيرة التي أتخبط بها في حياتي.
أنا شاب في الـ 29 من العمر، رغم أنني مواظب بالصلوات في وقتها! ابتليت بالعادة السرية، وأنا في الخامسة عشر! وأمارسها كل يوم ثلاث مرات في وقت النوم، وفي مخيلتي كأني في وضع المجامعة، وهذا ما يثير غريزتي، وأبدأ بالاحتكاك بفراشي حتى تنزل! وإلى الآن مستمر على هذا الوضع السيئ للغاية! وعلماً أنني ما احتلمت، ولا مرة إلى يومي هذا، فهل سببها العادة السرية؟
وبهذا أستطيع أن أقول: “كنتُ أربعة عشر سنة متواصلة في تدمير حياتي، وزهرة شبابي دون انقطاع” وحاولت كثيرا أن أبتعد وأعزم أن لا أعود لهذه العادة الخبيثة القاتلة، ولكن دون جدوى.
شهوتي الجامحة تغلبني وتجبرني على العودة للممارسة، وفي الآونة الأخيرة أحس بسرعة الإنزال، ومجرد ما أبدأ وتنزل في خلال خمس دقائق، وهذه الأيام أحس بآلام شديدة في منطقة الخصر فما علاجها؟ وهل هي من آثار هذه العادة القبيحة؟! ومع ذلك أشعر نفسي ما أشبع من عالم النساء فماذا أفعل؟
هل ما أقوم به له تأثير على حياتي الزوجية القادمة؟ ومع العلم أنني عزمت للزواج في هذه السنة، وكم مدة (أي كم شهراً) أحتاجها للتخلص من آثار هذه العادة الخبيثة؟ وأعود للحياة الطبيعية؟!
وما المدة اللازمة لتهيئة نفسي قبل الزواج والاستعداد للدخول في الحياة؟
أسأل الله أن يغفر لي ويتوب عليّ بالتوبة النصوح ويطهرني منها وجميع شباب المسلمين الذين ابتلوا بها، وأسأله كذلك أن ييسر لي ولهم الزواج من فتاة صالحة وجميلة.
فأرجوكم أن ترشدوني لأصحح وضعي وأقوم بما وجب علي في حق نفسي، وأريح مضجعي.
الإجابة
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلاً وسهلاً ومرحبًا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يغفر ذنبك، وأن يستر عيبك، وأن يتجاوز عن سيئاتك، وأن يعفو عنك، وأن يتوب عليك، وأن يجنبك الفواحش والفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن يتقبل توبتك خالصة لوجه الكريم، وأن يمنّ عليك بتوبة طيبة نصوحًا خالصة، وأن يُكرمك بزوجة صالحة طيبة مباركة تكون عونًا لك على طاعته ورضاه.
وبخصوص ما ورد برسالتك – أخي الكريم الفاضل عبادي – فالذي يبدو منها أنك أسرفت على نفسك إسرافًا شديدًا، وأن هذه الآلام خاصة في منطقة الخصر وما حولها وكذلك سرعة الإنزال، هذه مما لا شك فيه أنها من آثار هذه العادة القبيحة، لأنك تستنزف طاقاتك بكل ما أوتيت من قوة، فأنت كما ذكرت تحاول أن تستعمل هذه العادة ثلاث مرات يوميًا، وهذا رقم قياسي جدًّا، وهذا أيضًا في حد ذاته يختلف عن الجماع الطبيعي، لأنك تجبر جسدك على التجاوب رغم إرادته، وتحاول أن تثيره رغم أنه خامل، وبذلك أنت تُفسد فسادًا عظيمًا وتُلحق ضررًا كبيرًا بجهازك العصبي، وقد يترتب على ذلك إرهاق دائم مستمر لجهازك العصبي، فعندما تتزوج لا تجد الاستجابة الكافية في الوقت المناسب، لأن بعض الناس قد تكون لديهم فحولة، ولديهم قوة، ولديهم طاقة بدنية هائلة، ولكن جهازهم العصبي تأثر بهذه الاستنزافات المستمرة، فأصبحت الرغبة لا تتوافق مع القدرة، فأنت تريد جسديًا أن تمارس حقك الشرعي مع أهلك ولكن عقلك أو جهازك العصبي لا يُعطي رسائل للمخ فلا تشعر بالرغبة، وتشعر بعدم الرضا عن أدائك، وتشعر بارتخاء في فحولتك، فتشعر بنوع من الحرج الشديد وأنت تتعامل مع زوجك.
ولذلك أقول: إنك أسرفت إسرافًا عظيمًا، وهذه الآلام التي ذكرتها خاصة سرعة الإنزال، هذه كلها آثار مترتبة على هذا الإسراف الذي وقعت فيه بسبب هذه المعصية المحرمة.
تقول: هل يؤثر على حياتك الزوجية؟ أقول: هذا مما لا شك فيه، فهذا قطعًا سيؤثر يقينًا، لأنك ستأتي إلى حياتك الزوجية لتشعر بأنك غير مستريح مع زوجتك، أنت الآن تتحكم بيدك فتستطيع أن تضيقها وأن توسعها، وتستطيع أن تضغط بطريقة معينة على عضوك حتى يُثار، أما الزوجة فلا تستطيع أن تفعل ذلك كما تتوقع، لأن عضلاتها لن تكون أبدًا بقوة عضلات يدك التي تتحكم فيها، وبالتالي تتحكم في وقت الإنزال وفي حجم الإثارة، هذا لا يحدث مع أي امرأة إلا في النادر، معظم النساء مع تكرار الجماع تُصاب بنوع من الضعف في تلك العضلات، فلا تستطيع أن تعطيك ما تشتهي وما تتمنى، وبالتالي ستجد نفسك تمارس هذه العادة القبيحة، مع أن زوجتك على فراشك، ولن تشعر بترابط قوي بينك وبينها، بل أحيانًا قد تهرب منها، لماذا؟ لأنك لا تستريح، ولا تأخذ حظك من المتعة التي تعودت عليها، وبالتالي تُلحق الضرر بزوجتك أيضًا، فإنها تزوجت رجلاً وإذ بها تفاجئ بأنها تزوجت – واسمح لي أن أقول لك – امرأة وليست رجلاً، رجلاً يهرب من الفراش ويدخل دورة المياه ليمارس العادة السرية، وقد يضطر أن يدخل إلى بعض المواقع المحرمة عبر الإنترنت، وقد يُغلق على نفسه باب غرفته ليمارس الفاحشة بعيدًا عن عين أهله، ومما لا شك فيه أن المرأة سوف تلاحظ ذلك مع التكرار، وبالتالي سوف تفقد الثقة فيك، وسوف تنظر إليك على أنك لست كامل الرجولة، رغم أنك تتمتع بقوة وصحة بدنية هائلة، إلا أنك عاجز عن إتيان أهلك وإعطائهم الحق الشرعي، خاصة وأنت في مرحلة الشباب، ولذلك قطعًا هذه الأمور كلها سوف تؤثر عليك، وتلقي بظلالها على حياتك الزوجية في المستقبل.
أما عن المدة اللازمة لعودتك إلى ما كنت عليه، فيلزم أولاً التوقف نهائيًا من الآن عن ممارسة هذه العادة القبيحة المحرمة، لابد أن تأخذ قرارًا – أخي عبادي – ولا تتراجع فيه، أنت تقول بأنك حاولت ولكنك فشلت، وكم من مرة عقدتَ العزم ثم تراجعت، أقول لك: لأنك لم تكن جادًا بالمعنى الكامل، ولم تكن صادقًا الصدق الذي يترتب عليه اتخاذ القرار الصحيح في الترك، ولكنك كنت مترددًا، ولذلك كلما وجدت فرصة للإثارة وجدت نفسك قد تمت إثارتك حتى دون تدخل منك.
فالذي أراه -بارك الله فيك- لابد أن تعلم أن الذي تفعله يُلحق الضرر بك، وأنه سيضرك ضررًا بالغًا أكثر مما أنت عليه الآن، ومن هنا فلابد لك من التوقف عن هذه العادة اعتبارًا من الآن ومقاومة رغباتك ونزواتك، وتستطيع أن تدخل إلى الاستشارات التي تتعلق بكيفية التخلص من هذه العادة، وأعتقد – بإذن الله تعالى – أنك إن صدقتْ توبتك وصحتْ فعلاً نيّتك، وتبت إلى الله تعالى توبة نصوحًا وتركت الأمر كله حياءً من الله، على قدر صدقك في التوبة سوف يمنّ الله عليك بعودة أمورك إلى ما كانت عليه، بل ولعلها تكون أفضل – بإذن الله تعالى – فعليك (ولدي الكريم عبادي) أن تأخذ هذا القرار من الآن، وألا تتردد فيه أبدًا، وكلما كانت المسافة بينك وبين الزواج قصيرة كلما كان ذلك أفضل، حتى تعافى نهائيًا من تلك الأعراض التي تعانيها في جسدك، وحتى تذهب تلك الآلام التي تعاني منها، وحتى تشعر فعلاً بأنك أصبحت طبيعيًا، وعندها إذا ما منّ الله عليك بزوجة سوف تجد نفسك سعيدًا معها ومستريحًا في التعامل معها، وتتمتع بأمن وأمان نفسي طيب، لأن هذه ثمار طاعة الله تعالى.
أسأل الله أن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يطهر قلبك وأن يحصن فرجك، وأن يغفر ذنبك. هذا وبالله التوفيق.
المصدر: موقع إسلام ويب