مشكلتي العاطفية
أنا فتاة لم اهتم يوما بالحب وكنت صارمه جدا مع الشباب لا اعطي لهم مجلا للغزل وكلام الحب كنت قويه وياليتها ترجع تلك الايام سجلت مره بالفيس بوك ودخل علي رجلا وكنت احدثه ان الخاص ممنوع ولكنه كان لايفهم ومع مرور الايام بدات احادثه احببته وكان خبيث جدا لان تخصصه كان علم نفس وبدا يحلل شخصيتي ويستخدم علمه ضدي حتى عرف ماكنت احتاج اليه وهو الحب وبدا يبثث السموم حتى مرضت منه نفسيا بعدها اصبحت ضعيفه جدا صرت اي شخص احادثه ابدا بالتعلق فيه ولما اتركهه تبدا نفسيتي تتعب لا اكل ولا اشرب الحين يادكتور اش المشكله الي انا فيه ليش صرت ضعيفه بعد ماكنت قويه جدا بدات اتعلق في اي شخص احادثه ابي حل وجزاكم الله خير
الإجابة:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته . أشكر لكِ ثقتك في موقع المستشار ، وأرجو أن تجِدِي في هذه الاستشارة ما ينفعك ويرشدك . يتضح لي من خلال استشاراتك أنك تشتكين من شدة التعلق بالآخرين ولا تعلمين سبب ذلك وقد كنت في السابق خلاف ما أنت عليه الآن. دعيني أقول لك أولاً أنّ ” ما زاد شيء عن حده إلا انقلب ضده “، وهناك حدود فاصلة يجب أن ننتبه لها بين الحب والتعلق المذموم، وهي تظهر في الحركات والتصرفات وعندها إذا حدثت فلا بد من العلاج السريع وقطع دابر هذه المشكلة والوقاية خير من العلاج. وهذه الظاهرة قديمة ذكرها القرآن وعالجها، ففي سورة آل عمران بعد الحديث عن بعض أحداث غزوة أحد: خاطب القرآن عموم المسلمين، بقوله: «وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ» (سورة آل عمران: 144). وكأن القرآن يؤكد للجميع {لا تتعلقوا بالشخص ولو كان ذات الرسول -صلى الله عليه وسلم- ولكن تعلقوا بالمنهج فقط أولا وقبل كل شيء }. ولأضع يدك على الحلول المناسبة لهذه الظاهرة لا بد أن نحدد أولا بحكم ما نراه أسباب هذه الظاهرة، ولعل بعضها يكون موجودا والبعض غير موجود ، ولكن وجود أحدها لا يعني وجود الكل . *من الأسباب التي تؤدى إلى هذا التعلق لدرجة الحب الجنوني نجد أنه فراغ القلب من محبة الله ، والجهل بعظمة الخالق ، أو لربما ضعف المنهج التربوي , والتجانس إما مبدأ أو سلوكا أو عمراً أو طبعاً . *الشعور بالنقص وهذا النقص قد يكون عاطفة أو علماً أو جهدا وعملاً أو غير ذلك من جوانب النقص في الشخصية . *الوحدة والعزوف عن الجلسات التربوية الجادة . *ضعف الرقابة الذاتية . *طبيعة الشخص نفسه بمعنى أنّ الإنسان ممكن يكون عاطفيا زيادة عن اللزوم ويكون متربيا تربية معينة في وسط يعلي من شأن العاطفة . هذا شيء من الأسباب التي تؤدي إلى التعلق والإعجاب .. أختي الكريمة أعجبني فيك إدراكك لخطر ما تشعرين به من تعلق ورغبتك في حل هذه المشكلة , ولتفاديها عليك بالتالي : أولاً/ أرجو منك أن تجعلي رقة قلبك في طاعة رب العالمين، وفي التعاطف مع المحتاجين، وفي محبة صديقاتك في الله، فإنّ الإنسان إذا عجز عن تغيير صفاته السلبية، فإن عليه أن يغير مجاريها فيستخدمها في الطاعات، ويوجهها إلى ما يرضي رب الأرض والسماوات . ثانياً/ لن تقعي بإذن الله في التهلكة إذا حرصت على سد كل الطرق الموصلة إلى الخطايا، وراقبتِ الله في كل شيء وما حصل معك في استجابتك لاستدراج هذا الشخص لك والوصول إلى نقاط ضعفك امر طبيعي جداً , فالعاطفة موجودة عند كل فتاة ولكن الوصول لها أمر صعب عند البعض وما فعله هو أنه فتش في داخلك حتى وجد نقاط ضعفك وبدأ يستخدمها ضدك حتى سقطتِ في الفخ واستطاع حينها أن يلعب بهذه العاطفة الجميلة التي تملكينها . ثالثاً/ حاولي أن تمارسي هواياتك المحببة ابحثي عن هوايات جديدة ومارسيها لا تجعلي الفراغ يأخذ منك مأخذه حتى لا تستسلمي للتعلق بأي شخص كان . رابعاً/ مارسي الرياضة استنفذي طاقتك في كل شيء يعود عليك بالفائدة دنيا وآخره وخاصة رياضة المشي ففيها عائد نفسي جيد عليك . خامساً/ تخلصي من أي شيء يجلب لك الشر حتى وإن كان على حساب إغلاق حسابك في الفيس بوك وتركه حتى تتجاوزي هذه المحنه كي تعودي وأنت بكامل قوتك وبحساب جديد ونظيف. سادساً / املئي وقتك وقلبك و لا تجعلي لقلبك فراغا أو ثغرة يستغلها الشيطان , وعليك بتقوى الله، وكثرة اللجوء إلى الله، واحرصي على حب والديك والبر بهما، وكوني في حاجة اليتيم والمسكين، ليكون العظيم في حاجتك وأكثري من دعاء “اللهم لا تعلق قلبي بما ليس لي اللهم املاء قلبي حبا لك وحبا لمن يحبك. وأخيراً بنيتي : أسأل الله لك التوفيق والسداد وألا يعلق قلبك بغيره وأن يهدينا إلى سواء السبيل وأن يحفظنا بحفظه ويرحمنا برحمته.
المصدر: موقع المستشار