الأفلام الإباحية تقود الأطفال إلى الإنحراف الجنسي

أصبح الأطفال عرضة للمخاطر والتنشئة الخاطئة، نتيجة انتشار الوسائل التكنولوجية من قنوات فضائية وشبكة إنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي غير المراقبة من قبل الأولياء، وفي غياب أية قيود عليها، ليجد البعض فرصا للنفاذ إلى المواقع الإباحية ومشاهدة هذه المواد التي تخلف أضرارا خطيرة على صحة الطفل الذي من الممكن أن يدمن مشاهدة هذه المواد.

وقد أكد الأخصائي في علم الجنس هشام الشريف لموقع “ميم” أن عددا كبيرا من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 11

هشام الشريف: مختص في علم الجنس
سنة و17 سنة، مدمنو مشاهدة الأفلام الإباحية.

وقد أجرى الشريف دراسة شملت 200 طفل لم تتجاوز أعمارهم 18 عاما، موزعين بالتساوي على مجموعتين 100 طفل و100 طفلة.

وتوصّل الشريف، من خلال هذه الدراسة إلى أن من بين 100 طفل لم يتجاوز سنه 18 عاما هناك 90 طفلا من مدمني مشاهدة الأفلام الإباحية.

وكشفت الدراسة ذاتها أن من بين 100 طفلة تشاهد 70 منهن الأفلام الإباحية والمواد الإباحية من صور وقصص إباحية.

وتابع الشريف أن الدراسة ذاتها أثبتت أن معدل العمر الذي يشاهد فيه الأطفال (إناثا وذكورا)، الأفلام الإباحية هو منذ أن يبلغ سنهم 11 سنة.

كما يحاول قرابة 85% من الأطفال الذين شملتهم الدراسة، أن يخفوا جميع الأدلة التي تكشف إقدامهم على مشاهدة الأفلام الإباحية أو المواد الإباحية، حيث يقومون بحذف الصور التي يحمّلونها على حواسيبهم أو هواتفهم، كما يقومون بحذف أرشيف المواقع التي نفذوا إليها أثناء تصفحهم لهذه المواد.

وأكد الشريف لميم أن الفئة العمرية التي تتراوح بين 11 و17 هي الأكثر عرضة لإدمان مشاهدة الأفلام والمواد الإباحية.

وأكد الأخصائي في علم الجنس أن هناك دراسات تعتبر أن أي درجة من درجات مشاهدة المواد أو الأفلام الإباحية، خطرا يهدد صحة الطفل، ولها آثار سلبية في القدرات الذهنية والإدراكية لدى المدمن. لكن توجد دراسات تثبت وجود درجة معينة قد تكون مفيدة لصحة الإنسان.

علامات الإدمان الأساسية
أكد الشريف أن الأطباء المختصين حدّدوا درجة الإفراط بوصول المشاهد إلى درجة إلحاق الضرر بنفسه أو بغيره، “فالمدمن يفكر في أغلب الأحيان في ارتكاب جريمة الاغتصاب والتحرش”، وفق تعبير محدثنا.

وأضاف الشريف أن الأطفال الذين يشاهدون الأفلام الإباحية يصبحون غير قادرين على السيطرة على أنفسهم، حيث يجدون أنفسهم غير قادرين عن التوقف على مشاهدة هذا النوع من المواد.

ومن بين الأثار السلبية التي تخلفها هذه المواد، هو التأثير في السلوك الجنسيفيخلف آثترا من بينها طول مدة الوصول إلى النشوة وسرعة القذف وعدم المحافظة على الانتصاب والبرود الجنسي لدى الإناث. ومن الآثار الأخرى التي تخلفها هذه المواد، هي وجود صعوبة في الشعور بالإثارة الجنسية.

الشذوذ والعدوانية
ويرى الأخصائي في علم الجنس أن المشاهد الإباحية تكون في أغلب الأحيان عدوانية وتبرز سيطرة الرجل على المرأة، وهو ما يؤثر في نظرة الطفل للفتاة. ويصل الأمر بالبعض إلى عدم التفكير في الزواج والاستقرار في المستقبل لارتباط صورة المرأة في ذهنه بصورتها في الأفلام التي يشاهدها.

وتقوم العديد من المواقع بتصوير مشاهد تربّي الطفل على الشذوذ والانحراف الأخلاقي، بسبب مخلفات مشاهدتهم لمواد غير إنسانية ومنحرفة.

كيف تكتشف أن ابنك يشاهد المواد الإباحية؟
ومن بين العلامات التي يمكن أن يكتشف من خلالها الأبوان أن الطفل يشاهد مواد إباحية، تمضيته أوقاتا طويلة داخل غرفته، خاصة في الليل، حسب الدكتور هشام الشريف.

وأضاف الشريف أن من بين العلامات الأخرى قيام الطفل بحذف الأرشيف الذي قام بتصفحه أو إغلاق الحاسوب بمجرد دخول أحد أفراد العائلة، فتلك التصرفات تدل على أن الابن يشاهد المواد الإباحية.

ومن الإشارات الأخرى التي يمكن للأبوين أن يكتشفا من خلالها أن ابنهما يدمن مشاهدة المواد الإباحية هي قيامه بإغلاق باب غرفته أثناء وجوده فيها، الأمر الذي يعطل الدخول المفاجئ لأحد أفراد أسرته.

 

المصدر : مجلة ميم