مشاهدة الأفلام الإباحية نظرًا لانحراف الميول الجنسية
آسف جدًّا للسؤال، ولكنني مللتُ من وضعي ومن إغضاب الله تعالى.
أنا شابٌّ في العشرينيات من عمري، وليس عندي ميولٌ جنسية تجاه النِّساء خوفًا من الله تعالى، ولم أقع في الحرام، ولم أمارس اللواط، وأجاهد نفسي، ولن أمارسه أبدًا إن شاء الله.
ولم أتزوَّج حتى الآن؛ لأنني لا أريد أن أظلم من أتزوجها، ولكن أنا دائمًا أشاهد الأفلام الإباحية ولا حول ولا قوة إلا بالله، لكي أفرغ هذه الشهوة.
أتوب ثم أعود، أتوب ثم أعود؛ لأنني دائمًا أفكر أن الله سيرحمني بسبب وضعي المرضي، أطمع وأعود، لكنني مللتُ وقرفت من الحرام، أنا أحبُّ الله ولا أحب أن أغضبه، ولكن قهرًا عني، فأنا أرى النَّاس يتزوَّجون ويتناسلون ويعيشون حياة طبيعية، وأنا لا يمكنني، لأن شهوتي معكوسة.
ما العمل أرجوك؟ وما حكم مشاهدة هذه الأفلام؟ وما العقاب؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصَّلاة والسَّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أمَّا بعد:
«مَا أَنْزَلَ اللهُ عز و جل دَاءً إِلَّا أَنْزَلَ لَهُ دَوَاءً عَلِمَهُ مَنْ عَلِمَهُ وَجَهِلَهُ مَنْ جَهِلَهُ». فيتعيَّن عليك التماس الدَّواء من علَّتك عند المتخصصين في الطب النفسيِّ أوَّلًا، وقد يُحيلونك إلى آخرين.
ومشاهدة الأفلام الإباحية لا يحلُّ، وهو من الكبائر، وباب التَّوبة مفتوحٌ على مصراعيه، على أن تُجاهد نفسك دائمًا وتعزم على عدم العودة، وننصحك باتِّخاذ رفقة صالحة تعينك على طاعة الله، وأن تتجنَّب الوحدة، فإن الشَّيطان مع الفذ، وهو من الاثنين أبعد(1)، ولا يزال لسانك رطبًا بذكر الله عز و جل ، فلا شيءَ أحفظُ للعبد وأمنع له من الشَّيطان من المداومة على الذِّكر.
ومن جانبنا نسأل الله عز و جل أن يتولَّاك برحمته، وأن يُبرئك من علَّتك، وأن يُهيِّئ لك من أمرك رشدًا، اللهم آمين. واللهُ تعالى أعلى وأعلم.
_________________
(1) جزء من حديث أخرجه أحمد في «مسنده» (1/118) حديث (114)، والترمذي في كتاب «الفتن» باب «ما جاء في لزوم الجماعة» حديث (2165) من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، بلفظ: ««عَلَيْكُمْ بِالْـجَمَاعَةِ وَإِيَّاكُمْ وَالْفُرْقَةَ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ مَعَ الْوَاحِدِ وَهُوَ مِنَ الِاثْنَيْنِ أَبْعَدُ»». وقال الترمذي: «حديث حسن صحيح».